أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إفتقار الرؤية














المزيد.....

إفتقار الرؤية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / بعيداً عن الحدث الذي أدى إلى إصابة الرؤية لحد إفتقارها مما توقف تدفق المعلومات من داخل الدائرة الخاصةُ لينقطع البصر ويصاب الجميع بالعمى ويعجز السمع عن تخطي محدوديته ليصبح بلا فائدة لدرجة تجرأت فئات العميان والطرشان بالقول ما حدا أحسن من حدا ، لكن في هذه اللحظات العصيبة يتدخل من كظم الغيظ زمناً وقبض على الجمر ليستدعي البصيرة كي يوفر الأرضية التى تقرب ما يحصل في مكان لم نعد هناك ، بينما يبدو لا شيء طبيعياً في هذا المخاض التى تتساقط بها أوراق التوت وتعرة العروش التى أُسست بالأصل من عظام ضحاياهم لينعكس فيه كل شيء وتتغير الأحوال التى أوشك مغتصبيها أن يصدقوا الكذبة إلى ( الأبد ) وتنتهي كما بدأت لعبة الكراسي في وقت يبدو أن الأنظمة الديكتاتورية تتدحرج بلا رجعة ، لكن يتعثر التحّول بعد ما إستطاع الشعب أن ينقل الحكم من العائلة إلى الشعب .
قد نضطر في هذا المسير أن نمشي وراء الطباليين والزمّارين ونسأل أنفسنا أحياناً هل نَحسد الأعمى على نعيمه والأطرش هو الأخر على إمتيازه الرباني الغير إختياري بأن حرمانهم من نِعّم الحواس تكون أحياناً بالغة الحكمة في وقت تتحول هذه النِعمَ إلى نِقَمَ ثقيلة لتشتبك مع مخاصميها بالصمت في يوم عاصف ممطر قد حول الأرصفة إلى طين لم يعد مكان كي تضع قدمك ليتعاظم الشعور بالغضب وتصبح الوظيفة الأساسية هو التصدي إلى الرياح المسمومة الأتية من نظام يصر على أدواته الركيكة والمشهود لديها بخلط الحقيقة إنطلاقاً من بدايات مزورة إلا أن كثافة أللون الأحمر يبدد كل الروايات الكاذبة التى أصبح يعيش على بقعتها مصاصيها كي يستمروا في جمع الأوراق المدلسة ، وقد لا نبالغ في القول ان الحراك التى تشهده سوريا بصدد نقطة تحول فارقة .
لا يخجلون من تنكروا بالبدلات وربطات العنق بإدلاء تصريحاتهم التى لا تتخطى أبعد من أقدامهم بل ينظرون إليها بأنها فهلوة سياسية بحيث كلماتهم تشهد إغتراباً غير مسبوق أوصلهم إلى أن يتبرؤوا من الجامعة العربية وأمينها العام الذي وضعوه داخل سياج التهم التى لا تعرف لها سقف وتأتي بعيدة عن التأني والحكمة ، ليتراجعوا إلى حد التورط بالتأتأة مطالبين بتعديل بنود المبادرة وأي شيء يصدر من المجلس المنعقد بهدف تخفيف وطأة التنكيل بالشعب السوري .
الضعفاء في جميع ثقافات العالم لا يحررون أوطان ولا يدافعون عنها ولقد ضرب التاريخ القريب بمرارته أكبر أمثلة عند العرب ، لكن هؤلاء الملتفون حول زعيمهم في الشام خريجين أكاديمية التملق والتأقلم التى فاقة سرعة الحرباء وإدمان التذلل أصحاب الأصابع الناعمة في تدليك نرجسية الحاكم يستحقون منا التتبع لحالتهم التى باتت أشبه بالقوالب المثلجة والباحثة عن شكل الفرار الآمن كون الأزمات تتعاقب ولا تتوقف والتى عكرت الأجواء النفاقية وعطلت المواصلة بنفس النمطية مما دفعها أن تذوب في نصف الطريق بسبب إنقلاب الطاولة التى كانوا يتزاحمون رقصاً عليها فوق رؤوسهم لتسوء الصورة عند معظم من تدخلوا في تكوين شخصية الرجل الأول وإعادة كتابة سيرته الذاتية المزورة ، وهم محترفون في تحويل طباخ الجيش إلى جنرال زعموا أنه خرج من عذابات الحروب الوهمية كي ينتجوا إنسان في قالب بلهاء يفرح عندما يقولون له أن الشمس أشرقت لكم بشكل خاص وغابت كي لا تزعجكم في منامكم الساخن الذي يسبح على سطح بحره الطويل آمناً دون الإنتباه لكلمات الغدر التى تجرفه وتدس خنجرها في قلب ظهره دون أن يشعر بأن الأيام تتسارع بأحداثها وتتسع الفجوة بينه وبين من يحكم عنوةً ، مما يجعله أن يقع في أوهام الرهان لمجموعة مخادعة تكذب أكثر من أن تتنفس بحيث لم يعد يستطيع التمييز بين من هو صديقه ومن هو يضلله وذلك يعني أنه قد وصل إلى ذروة التعجرف .
قد يصعب التحديد على من تقع المسؤولية التاريخية ، فالمسألة من حيث التعمق غير سهلة بتاتاً مما يدعو إلى تناول جميع الشخصيات المشاركة في هذا الحقل المشتعل بالنار ، فمعرفة أسباب الإنحرافات قد يكون تشخيصها وعلاجها العلمي على المستويين القصير والبعيد ممكن ، لكن المحيّر والتى يتطلب وضع دائرة حوله والنظر إليه من أبعاده الأربعة هو تَعرض الديكتاتور من البداية إلى هجوم كاسح بحيث أجريت له عملية بترّ العين تحول بعدها إلى أعور الدجال يرى بعين واحدة لتتفشى بعدها الأمراض واحده تلو الأخرى وينتج الإستبداد أمراضه التى تغلغلة بثنايا الشعب لِيُسَهِل إنقضاض الحثالات والتحكم في الشأن العام ويضيع الوطن الذي إستعصى على الغزو الكولونيالي ومحاولاته الفاشلة .
ناهيك عن البداية والنهاية والتحولات التراجيدية ومن المسؤول الأول عن هذه المهزلة إلا أن العلاج ليس بخلع الرجل الأول بل أنه إقتلاع دون رحمة لنهج ضارب جذوره في العمق .
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إفتقار الرؤية