أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - وثيقة السلمى وسؤال الهوية














المزيد.....

وثيقة السلمى وسؤال الهوية


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 06:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظلت الجماعة المصرية ومنذ امد طويل تحاول الاجابة على سؤال الهوية؛ ويمكن تأريخ هذا الحدث فى العصر الحديث يوم ان خرج الازهر بمحاولة التصدى للغزو الفرنسى 1799م، يومها بدأت ملامح جماعة وطنية تتشكل ولعل احد اهم اسباب هذا الانبعاث هو غياب السلطة المحلية التى كانت تحكم مصر منذ سقوط الدولة الفاطمية ، فمذ سقوط الدولة الفاطمية تناوب على حكم مصر مجموعة من العبيد، اولهم " الغز" الاكراد المعروفين تاريخيا باسم " الايوبيين"، ثم " المماليك"، ثم " العثمانيون"، جاءت الحملة الفرنسية على مصر فى 1798، واستطاعت ان تمحو اثر العثمانيين والمماليك كسلطة استيلاء موجوده فى مصر، ولان هذه السلطة الاستيلائية جعلت جدارا بينها وبين المصريين، فحينما وجد المصريون انفسهم فى مواجهة محتل اجنبى يعتدى على حرمة ارضه وعرضه وممتلاكاته وليس هناك من عاصم الا الله، هنا انفجرت وطنيته على اعتبار " ان الحاجة ام الاختراع".
كان قوام هذه الثورة وجهاء المجتمع من التجار وشيوخ الازهر وكذلك رجال الكنيسة والدوائر المحيطة بكل هؤلاء، وكان سؤال الهوية هو ان هذه البلاد بلادنا ولابد من الدفاع عنها واستطاعت الهوية المصرية ان تنجز مفهوما للتحرر الوطنى ادى فى نهاية المطاف الى تحرير مصر من المستعمر الفرنسى .
-2-
نتيجة لعدم نضوج مفهوم الهوية المصرية سقطت مصر مرة اخرى فى يد المحتل العادل الذى رأى فيه السيد عمر مكرم أنه شخصية قادرة على انجاز بناء الوطن حينما اختار " محمد على" واليا لمصر متحديا الارادة العثمانية، وما لبس محمد على ان انفرد بالسلطة وجعل مصر رهينة سياساته من ناحية وسياسات العثمانيين من ناحية اخرى.
بيد ان الامر لم يتوقف عند هذا فما لبس فبعد قرابة الاربعين سنة اصبح فى مصر مجموعات مثقفة من مختلف شرائح المجتمع تبحث فى سؤال الهوية كان فى طليعتهم رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك والشيخ المرصفى ومحمد عبده وأحمد عرابى باشا وآخرون.
والنتيجة هى بيان 9سبتمبر الذى تقدم به احمد عرابى الى الخديوى توفيق والمتعلق بشكل البرلمان وصلاحياته، ولان قضية الهوية لم يتم انجازه فقد طعن احمد عرابى بمجموعة من الطعنات النجلاء من الخلف، فحتى الذى خانوا وجدوا مبررا لخيانتهم أن " عرابى" خرج على الخليفة وولى الامر – رغم أن ولى الامر والخليفة كانا ألعوبه فى يد الانجليز- ومع ذلك كان عرابى خائن!!
كانت تكلفة خيانة عرابى احتلال مصر عام 1882م، والذى استمرت حتى تأميم قنة السويس عام 1956م، وفى تلك الفترة رغم أن جذوة القضية الوطنية لم تخمد يوما من الأيام، بيد أن الانجليز دفعوا فى مسألة اختلاط الحابل فيها بالنابل.
-3-
سمح الانجليز بوجود مجموعتين متضاربتين، وربما اوجدتهم من العدم، المجموعة الاولى تتحدث عن الهوية المصرية باعتبارها هوية منفصل عن المحيط الجغرافى والجيو سياسى للمنطقة، وحاولوا ان ينظروا لما سموه " الأمة المصرية" التى هى اقرب الى آوروبا من العرب والمسلمين وحتى الافارقة، وبلغ من غبن هؤلاء لانفسهم وللمجتمع وللثقافة المصرية انهم ذهبوا الى كتابة اللغة العربية باللعامية وحاولوا رسمها باللاتينية .
فى مقابل هذه الجماعة ظهرت جماعة اخرى كانت تنادى بان يحاكى المجتمع المصرى المجتمع البدوى فى وسط الجزيرة العربية بدعوى " اسلمت" المجتمع المصرى.
وظلت الجماعتين متناقضتين طوال الوقت، واصبح وجود كل مجموعة منهم يعطى شرعية وجود للاخرى، ولكن وسط الجماعتين السابقتين كانت جماعة ثلاثة تربط بين الوجود الجغرافى لمصر والجوسياسى والعقائدى، وهذا الجماعة استطاعت ان تنجز اكبر حركة حينما استطاعت ان تبلور هوية مصرية تحتضن محيطها العربى والاسلامى وكذلك الافريقى ...
-4-
لكن سرعا ما حدث تطور فى المنطقة اطلقت يد جماعة " الانغلاق المجتمعى" مرة اخرى واعطيت من الدعم والنفوذ ما جعلها الاكثر صوتا والاكبر حضورا..
هذه الحالة استمرت قرابة الاربعين عاما استطاعت فيها هذه الجماعة ان تبدل احوال المجتمع وتقاليده، مما يعنى ان هذه الجماعة خلقت وسط المجتمع المصرى مجتمعا اخر .
واليوم وبعد ان سقت شرعية السلطة التى دعمت هذه الجماعة واشترك فى الثورة وانجازها العديد من القوى، وبدأ البحث عن شكل للنظام السياسى الجديد وهذا النظام انعكاس لوجدان المجموعات المشتركة والذى يفجر مرة اخرى سؤال الهوية .
والتشابك والاحتراب فى سؤال الهوية هنا حينما تنادى كل جماعة بأن مصر " إسلامية"، و الاخر ينادى بـ " عروبتها"..... واخر بـ " علمانيتها" ... ومع الاخذ فى الاعتبار أن دعوة الاسلمة لدى تلك الجماعة لا تعنى الإسلام بمعناه الحقيقى، ولكن الأسلمة بمفهوم الجماعة المذهبية الضيقة والرافضة لغيرها من المذاهب أو الاديان الاخرى ... وهذا ما يجعل بروز هذه الجماعة وتصدرها للمشهد السياسى الحاكم فى مصر مدعاة للقلق والخوف داخليا وخارجية وهذا يتطلب .... امرا لابد من وجوده ( وللحديث بقية )...



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرير ... حزب فاشل فلما الخوف
- فوبيا يا دنيا فوبيا
- هذا إرث مبارك
- التحرير ولجنة شئون الاحزان
- التدين الزائف والوطنية الإمبريالية
- ما الذى يحدث فى مصر
- كلاكيت (هولوكوست) ثانى مرة
- السلفية المفترى عليها 4/4
- السلفية المفترى عليها 3/3
- السلفية المفترى عليها 2/2
- السلفية المفترى عليها 1/1
- رسالة إلى : رجال الداخلية
- من سيدة البشارة إلى القديسين 2/2
- من سيدة البشارة إلى القديسين
- مسرحية المشاغبين .. عفوا ( الانتخابات المصرية)
- الغرباء فى الوجدان الشعبى المصرى
- مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص
- المجتمع المغلق والمجتمع المفتوح
- معركة أمنا عائشة
- ظاظا رئيس جمهورية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - وثيقة السلمى وسؤال الهوية