أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص














المزيد.....

مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بما أن السينما منتج فني وثقافي يعبر عن رؤية لكاتب ما يعيش فى زمن ما يقوم بإخراج هذا العمل فى شكل سنيمائى مخرج ينتمي إلى بيئته وثقافته التي يعيش فيها، وكذلك كافة فريق العمل هم أبناء ثقافة هذا المنتج ، ولهذا فإن هذا المنتج " الفيلم" يعكس بدرجة أو بأخرى شكل هذا المجتمع .
لهذا فإن المتأمل فى أفلام السينما المصرية فى كل عقد من العقود أو محلة من المراحل السياسية سيجد أن هذا الفيلم انعكاسا لهذه المرحلة، وهذا المقال ليس مقالا فى النقد السنمائى، فالنقد السنمائى له قواعده وأصوله ومرانه وأهله؛ بيد إنها مساهمة فى محاولة المقاربة بين مصر 1949م، ومصر 2008م، وخاصة فى ملف المواطنة والنظرة للآخر الديني، حتى وإن كان يهوديا، وليس قبطيا فقط .
الفيلم الأول " فاطمة وماريكا وراشيل" او يمكن ان نسميه " مسلمه ومسيحية ويهودية" أخرجه حلمي رفلة وقصة وسيناريو أبو السعود الابيارى ، وتم عرضه فى عام 1949م، وجسد دور " فاطمة" الفنانة مديحة يسرى ، وفى دور " ماريكا" الفنانة لولا صدقي، أما " راشيل" فكانت الفنانة نيللى مظلوم.
والفيلم عبارة عن قصة فتى ثرى وجسد دوره الفنان محمد فوزي " بطل الفيلم " يعشق العذارى يلتقي بفتاة يهودية تدعى "راشيل" فيدعى أن اسمه "يوسف" وأنه على ديانتها ويمارس عليه أبوها بخله الشديد ويستنزف أمواله، ثم يتعرف على الخياطة " ماريكا" من خلال " راشيل"، وفى النهاية طلب منه والده الريفي أن يتزوج من فاطمة ابنة صديقه والتي تقيم مع عمها فى القاهرة وإلا حرمه من الميراث، يخطط الفتى مع صديقه أن يذهبا إلى فاطمة ويدعى صديقه أنه العريس حتى تنفر منهما، وتتخذ فاطمة نفس المخطط حتى تتخلص من هذا العريس الوغد فتنتحل خادمتها شخصيتها وبناء عليه ترفض فاطمة العريس ويرفض الفتى العروس وبعد عدة مواقف هزلية ضاحكة يبلغ الفتى أباه أنه سيتزوج من فتاة يحبها وتخبر الابنة أباها أنها ستتزوج ممن أحبت ويعترض الأهل وحين يلتقي الجميع تظهر الحقيقة ويتضح أن الفتاة التي أحبها هي فاطمة والفتى الذي أحبته فاطمة هو الشاب المرشح للزواج منها فيتزوجان برضاء الأهل والثروة ليقدم الشاب دليل استقامته مع زوجته فاطمة.
أما الفيلم الآخر " حسن ومرقص"، فهو من إخراج رامي الإمام، تأليف وسيناريو يوسف أبو النجا، قصة الفيلم تدور حول "مرقص" الفنان عادل إمام الذي يتعرض لمحاولة اغتيال فتجعله الحكمة ينتحل شخصية شخص آخر اسمه " الشيخ حسن"، وفى المقابل " حسن" الفنان عمر الشريف والذي يتعرض لمحاولة تصفية من قبل أحد الجماعات الدينية التي عجزت عن استقطابه، فتجعله الحكومة ينتحل شخصية أخرى وهى " مرقص"، ويدور محور القصة حول هذا الأمر رجل دين مسيحي يعيش فى ثوب شيخ مسلم، ورجل دين مسلم يعيش فى ثوب رجل مسيحي .
ملاحظات هادئة:
ملاحظة أولى : الفيلم الأول وعلى الرغم أن بطله الأوحد هو الفنان محمد فوزي، بيد أن اسم الفيلم جاء انتوى، هذه الحالة اختفت تدريجيا فى السينما المصرية ربما بتأثير وزيادة جرعة الثقافة الأبوية الذكورية والمتأثرة بالوهابية السلفية التي تدعيه أن المرأة عورة، والتي كان لها انعكاس على السينما ذاتها فقد رأينا فنانات تائبات وكأن عملهن فى السينما كان نوعا من أنواع الخطيئة، وفنانات معتزلات كلاعبي الكرة، لكن بدون فيلم اعتزال، وفنانات محجبات وكأن الحجاب صار كالحج لقبا.
ملاحظة ثانية: البطل فى الفيلم الأول مثل البطل فى الفيلم الثاني كلا منهما يغير اسمه الحقيقي، بيد أن الأول يغير اسمه من اجل الرفاهية والمتعة دون أن يضطره إلى تغير حياته الاجتماعية بما يشبه الطوفان، أما الثاني فإنه يضطر إلى تغير اسمه بالرغم من أن " عادل" كان " قس"، و" الشريف كان " شيخ"، فجأة وخوفا على حياته – الأول والثاني معا- يضطر الشيخ أن يصبح " قس"، والقس يصبح " شيخا" وكلا منهم فعل هذا من اجل الحفاظ على حياته وحياة أسرته وليس من اجل الترف والمتعة .
ملحوظة ثالثة: مجتمع 1949م، هو المجتمع الذي شهد قمة الاغتيالات السياسة المرتبطة بالايدولوجيا العقائدية، فقد قتل فى هذه الفترة أحمد ماهر رئيس الوزراء بأيد جماعة الإخوان المسلمين وسليم زكى حكمدار القاهرة وتم تفجير محال اليهود التجارية والاعتداء على رجالات الوفد وأنصاره من قبل الجماعة، وذلك من أجل إثبات ولائهم للملك الذي كانوا يحاولون الإجهاز عليه هو الأخر ولكن ضربت الملك كانت أسرع هذه المرة من ضربت الجماعة فقد قتل حسن البنا بعد أن حاصره ونزع منه كل شيء ومات موتت أمثاله .
بيد انه خلف وراءه آلاف من المتعصبين السلفيين ومنهج وهابي بدأ يتغلغل مع الوقت، بلغ مداها فى فترة الرئيس السادات 1970- 1981، بحادثة الفنية العسكرية الفاشلة التي نجحت يوم 6 أكتوبر 1981 وكانت نتيجتها مقتل الرئيس السادات، وفى الطريق قتل الشيخ الذهبي، وتم الاعتداء على الطلاب فى الجامعات ، وأحداث الزاوية الحمراء، والتي كانت مفتتح الحوادث الطائفية التي نفذت بيد جماعات العنف الديني " الجماعات الإسلامية"، وبأمر مباشر من السلطة السياسية للتغطية على جرائم النظام فى حق مصر وحق العرب وحق المسلمين والتي كانت أكبرها جريمة " كامب ديفيد" ومقدماتها.
المهم أن جماعة العنف الديني هذه كانت وما تزال خادم أصيل فى خدمة البلاط والسلطة، خادم ذليل مهان، وهو من فجر بالمقابل عنف الأقباط فى النهاية لأنه بدأ بالاعتداء عليهم متمترس بالسلطة من وراءه هذه السلطة التي لا تكترث بالمسلم أو المسيحي، ولكنها تكترث فقط ببقاء سلطتها على البلاد والعباد حتى ولو تحول الشيخ حسن إلى مرقص وتحول القس مرقص الى الشيخ حسن حتى ينعم بالعيش فى وطن أصبح ثمن كيلو الطماطم عشر جنيهات، هذا بدون الحديث عن صلاحيتها للاستهلاك الآدمي من عدمه، وأصبحنا مهددين بندرة المياه وتسحر ما بقى من الأرض الزراعية بعد أن ابتلعتها الحوائط الأسمنتية فى غفلة من القائمين على القانون ..... الفرق بين مصر 1949 ومصر 2008، هو الفرق بين طنطا وفرنسا ......



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المغلق والمجتمع المفتوح
- معركة أمنا عائشة
- ظاظا رئيس جمهورية
- هل اكتمل الهلال الشيعي ؟!
- البخاري وحرب العراق وإعادة تقسيم الاقليم
- إلى فضيلة شيخ الازهر الشريف .. لسنا ملائكة ولستم شياطين
- القرضاوى أوف لاين
- المرأة بين الاختلاط والنقاب قراءة فى منهجين
- أخر نكته ....منظمة حقوق انسان قبطية
- علماء الأزهر معترضون 2/2
- علماء الازهر معترضين
- الاعياد الدينية فى العراق القديمة - ردا على ماذا تعرف عن عاش ...
- عاشوراء بابل وعاشوراء كربلاء .. ردا على ماذا تعرف عن عاشوراء
- ماذا تعرف عن عاشوراء
- غزة حرة
- دور شيوخ الوهابية فى تفجير الأوضاع الداخلية
- الاصلاح السياسى فى مصر ( رؤية شيعية)
- الطبقة العاملة والانتخابات الايرانية
- خطاب نوايا
- بعد غزة ماذا سيجرى في المنطقة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص