أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - معركة أمنا عائشة















المزيد.....

معركة أمنا عائشة


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 18:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المعارك الخطأ في الأزمنة العثرة
المتباكون على حائط الوحدة الضائعة
في معركة أمنا عائشة
بقلم/ محمود جابر*

ما أكثر الموتورين على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم وثقافتهم، ففى الوقت الذي تعانى فيه الأمة العربية والإسلامية من كل أسباب العجز والضعف والتفكك والهوان، واشتعال الحروب بين الفئات والجماعات المختلفة ، وتفشى الجوع؛ وضعف التنمية .
تخرج علينا بعض المواقع الالكترونية – المشبوهة- ببيانات تكفيرية وتهديدية في معركة يمكن إن نسميها معركة "أمنا عائشة"، ويتقدم بيان هذه المعركة هيئة – مصطنعة- وهمية تسمى "الهيئة العالمية للسنة النبوية"، ويمكن للمتابع إن يعرف أن هذه البيانات وهذه المعركة يقف ورائها موقع" الإسلام ميمو" أو المعروف بمفكرة الإسلام وجريدة الكترونية تسمى" المصريون"، وكذلك شبكة القتلة القداما والقاعديين حاليا، وخرج البيان في صورة فضيحة من العيار الثقيل.
بيان عالمي يندد بالهجمة الشيعية على أم المؤمنين عائشة:
كان هذا عنوان البيان الذي نشرته " مفكرة الإسلام" و" المصريون" والعديد من المواقع التابعة لهذا الخط وهذا المنهج . العنوان يقول " بالهجمة الشيعية" وهى صيغة جمع، وإذا ما أكملت باقي البيان، ستجد أن البيان يقول : حيث جرح العالم الشيعي المدعو( ياسر الحبيب) مشاعر وعقائد أكثر من مليار مسلم كعادته بالطعن والسب في رموز الأمة من الصحابة وأمهات المؤمنين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتهم الأنهار خالدين فيها أبدا-كما أخبر بذلك القرآن الكريم-، ويأبى هذا المجرم إلا أن يعكر صفو هذه الأيام المباركة بفعلته الشنيعة يوم الجمعة 17 رمضان1431 الموافق27 أغسطس 2010م بإقامة احتفالية ضخمة في مدينة لندن تحت رعاية (هيئة خدام المهدي) وبحضور علماء ومثقفين شيعة، تحت شعار (فرحة الحسن - عائشة في النار) احتفالا وفرحا بمناسبة موت الطاهرة ".
فالبيان يتحدث عن شخص بعينه وهو " ياسر الحبيب" وللعلم والأمانة العلمية – التي لا يعرفها هؤلاء – إن ياسر الحبيب ليس رجل دين ولا شيخ ولا مرجع .... بل هو طالب علم وبالمعنى المعاصر واحدا من المثقفين، وهو لاجىء سياسي في لندن وكويتي الجنسية .
كما أن قوله إن صح أنه قال لا يحسب على الشيعة مطلقا نظرا لان الشيعة تتبع في اعتقادها ما أقول مراجعهم العظام والذى قال فيهم الموقع البيان ذاته:" دار التقريب بالقاهرة والمجمع العالمي للتقريب بإيران إلى استصدار فتوى شيعية واضحة وصريحة من المرجعيات الشيعية المعتبرة بتجريم وتحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين أو الطعن فيهم".
ومن خلال الأسطر السابقة يتبين إن النية الحقيقية لهذا البيان ليس دفاعا عن أم المؤمنين – نعم هي أم المؤمنين شئت أنا أو غيري أم أبيت – ولكن هو الدفع بالماء الآسن فى الأمة حتى يروق لهم الجو وفق هواهم المريض،فالمجمع العالمي للتقريب وهو مجمع اسلامى"شيعي" أصدر بيان وفتوى دينية واضحة وصريحة من كافة المراجع بتحريم سب الصحابة، فإذا كان هذا موقف علماء الشيعة ومراجعهم فإن العنوان البيان"هجوم شيعي" عنوان غير أمين وغير منصف وغير حقيقي ولا يخرج إلا عن أصحاب هوى وجهلة ودعاة فتنة، والادهى من ذلك عشرات الأسماء التي تحمل مؤهلات علمية رفيعة ولكن للأسف وقعت على البيان دون تمييز لما يحتوى، وقد أرى إن هذا المنهج هو منهج من يقف وراء الفتنة من صحف ومواقع الكترونية تحاول بث الفتنة من خلال الفضاء السيبرى ليصل إلى أرض الواقع بشكل كارثى، فالمصريون – الصحيفة الالكترونية – والإسلام ميمو – مفكرة الإسلام – جميعهم وطوال الفترة السابقة واللاحقة لا يكفوا عن تركيز أخبارهم على مصر وخاصة في القضايا التي من شأنها أحداث فتنة طائفية مستعرة في مصر بحجة " الدفاع عن الإسلام"، وهو الأمر نفسه الذي يفعلونه في العراق فهم الذين ينفخون النار في الهشيم الطائفي حتى يستعر، وهو نفس الدور الذي يفعلونه في لبنان حين يحرضون الطائفة السنية على الصدام بالشيعة تحت زعم أن حزب الله ذراع إيرانية هدفها اقتلاع السنة !!
أما ما يفعلونه على مستوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فهو ما يمكن وصفه بفعل الطابور الخامس الذي يعمل لخدمة الصهيونية والإمبريالية الأمريكية من تحريض كامل وتام وشامل على إيران وإغراء ( الكيان الصهيوني) وأمريكا بضرب إيران.
فدموع التماسيح التي تسيل من أعين هذه الفئة في افتتاحية البيان وبكائهم على أحوال الأمة هم يعلمون جيدا من الذي يقف وراء هذه الكارثة، فلنا أن نسألهم من الذي وقف يطعن ويقاتل ويعادى ويكتب بأقلام تقطر سم ضد الوحدة العربية والمشروع العربي (!!)، ومن الذي استبدل فلسطين الحرم الثالث ومسرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقلب العروبة النابض بأفغانستان، ومن الذي عقد اتفاقيات التعاون والدفاع المشترك مع أمريكا وانجلترا وفرنسا، كيدا وعرقلة لاتفاقيات الدفاع العربي المشترك، ومن الذي أفتى بحل الاستعانة بالكافرين والأمريكان للدفاع عن الأرض العربية الإسلامية ...... ومن ... ومن ... ومن .....
وعودة على بدء... إن السيدة عائشة كما قلت سابقا أم المؤمنين وزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد عصم الله عرضها وعرض كل زوجاته وكذلك زوجات كل الأنبياء كرامة للنبي نفسه وعظم قدرهم عنده تعالى، وكل المسلمين منذ الصدر الأول وحتى الآن يعرف أن عائشة ليست " معصومة" وهذا مالم يقوله احد من أهل العلم في كل فرق الإسلام ومذاهبه، وبما أنها ليست معصومة هل يمكن إن تخطأ وترتكب معاص ام لا ؟ إن التوافق مع الطبيعة البشرية يقتضى – بحكم الطبائع – أن يقع الإنسان في الخطأ، وهى نفسها تعترف بأنها أخطأت وسعت في الفتنة يوم الجمل – ترجمة عائشة عند الذهبي- وقالت لعبد الله بن عمر لما لم تمنعني يوم الجمل، والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حذرها قبل سابق من هذه الفعلة وقال : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير".
وفى كنز العمال ج6 ص84 : قال : عن طاووس أن رسول الله صلى الله عليه و(آله) وسلم قال لنسائه : أيكن تنبحها كلاب كذا كذا ؟ وأياك يا حميراء ، قال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ، قال : وسنده صحيح.
هذه الحادثة وغيرها جعلت من عائشة عرضة للاعتراض والهجوم، ومن لديه أدنى معرفة بكتب الرجال والتراجم يجد روايات كثيرة تقول أن رجل "سب عائشة"، وأنه "نال من عائشة" فيرده بعض الصحابة ويقول كذا وكذا لكن لم يقل صحابي لرجل منهم قط أنك قد كفرت .
إن الذين يتهمون أم المؤمنين لم ينالوا من شرفها ولا من عفتها ولكنهم يأخذون عليها أنها لم تطع أمر النبي وخرجت وخالفت، قد يرى البعض إنها كانت مجتهدة لمنع وقوع الفتنة، وهذا أمر لا بأس به، وآخرون يذهبون إلى أنها كانت سببا للفتنة، إن علاج هذه القضايا لمن عنده ذرة من عقل أو علم هو الحوار والنقاش وليس السباب والتكفير والتهديد بالقتل، لكن ماذا نفعل في قوم عهدوا التفجير والتكفير ولغة القتل والدماء؟ّ!!
إن معركة " أمنا عائشة" واحدة من المعارك الخطأ، وهذا الخطأ منشأه الجهل والتعصب، وعلى الذين يبحثون عن خروج من الأزمة بكل أبعادها أن يناضلوا من اجل العلم ،والحوار، والحرية، والتنمية، وهذه الأبعاد أو الأعمدة الأربعة هي الطريق للخروج من تيه الجهل والتعصب والتخلف؛ وهذا لمن يبحث عن زمن أفضل وحياة كريمة .



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاظا رئيس جمهورية
- هل اكتمل الهلال الشيعي ؟!
- البخاري وحرب العراق وإعادة تقسيم الاقليم
- إلى فضيلة شيخ الازهر الشريف .. لسنا ملائكة ولستم شياطين
- القرضاوى أوف لاين
- المرأة بين الاختلاط والنقاب قراءة فى منهجين
- أخر نكته ....منظمة حقوق انسان قبطية
- علماء الأزهر معترضون 2/2
- علماء الازهر معترضين
- الاعياد الدينية فى العراق القديمة - ردا على ماذا تعرف عن عاش ...
- عاشوراء بابل وعاشوراء كربلاء .. ردا على ماذا تعرف عن عاشوراء
- ماذا تعرف عن عاشوراء
- غزة حرة
- دور شيوخ الوهابية فى تفجير الأوضاع الداخلية
- الاصلاح السياسى فى مصر ( رؤية شيعية)
- الطبقة العاملة والانتخابات الايرانية
- خطاب نوايا
- بعد غزة ماذا سيجرى في المنطقة
- هل يصبح العرب رعايا ايرانيين?
- نكبات مايو


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - معركة أمنا عائشة