التدين الزائف والوطنية الإمبريالية

محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فلسطين أم سوريا
(قراءة فى مشهد يوم القدس)
شهد يوم الجمعة 26/8/2011م -26/ رمضان 1422هـ فى القاهرة تجمعا كبيرا من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل حول سفارة العدو الصهيونى، تجمعت حشود كبيرة من مختلف الأعمار والطبقات والتيارات السياسية، يطالبون بطرد سفير الكيان الصهيونى من القاهرة وإغلاق السفارة المصرية فى تل أبيب وقطع كافة الاتفاقات مع هذا العدو الصهيونى، بيد أن المشهد لم يظهر فيه بأي شكل من الأشكال وجودا لا للإخوان المسلمين ولا حزبهم، ولا التيار السلفى ولا حزبهم ولا حتى للمحسوبين على هذا التيار بشكل عام ..
ووفقا لتقرير النهار المصرية ومصرى اليوم والشروق، فإن حزب الحرية والعدالة قرر عدم المشاركة فى جمعة طرد السفير الاسرائيلى المقرر تنظيمها غدا أمام السفارة الإسرائيلية، والتى دعا إليها العشرات من الفصائل والقوى السياسية للضغط على حكومة شرف من اجل اتخاذ قرار بطرد السفير الاسرائيلى وسحب السفير المصرى من تل أبيب بعد الاعتداءات الأخيرة على الحدود .
كما امتنعت جماعة الأخوان المسلمين عن إصدار قرار بالمشاركة أو مقاطعة جمعة طرد السفير، وتركت القرار للمكاتب الإدارية بالمحافظات، وحسبما قال الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان المسلمين فان الجماعة لن تشارك رسميا .
وجاء عدم مشاركة الجماعة متعللين بان " الإخوة مشتاقون إلى الاعتكاف"، وعلى الجانب الآخر يأتي احد مرشحى الرئاسة وهو الدكتور " العوا" ليقول أن الاعتداء على سفارة العدو الصهيونى ( حرام شرعا)، لأنها تتناقض مع مفهوم العهود إسلاميا!!
هذا المفهوم الزائف للعبادة وللإسلام الذى يرى أن العبادة هى الصلاة والصيام والاعتكاف وان الجهاد ومقاومة أعداء الأمة أمر غير ذلك ...
والموقف المتعلل فى قضية فلسطين من الجماعات الوهابية فى مصر، متناقض تناقضا تاما مع موقفهم لما يحدث فى سوريا، فتراهم يأخذون موقفا حاسما وحازما ضد سوريا وهو الموقف التى تتبناه أمريكا وإسرائيل، ومن حقنا أن نسأل هؤلاء كلهم .. الإخوان المسلمين ... السلفيين... الجماعة الإسلامية ... ومن يدور فى فلكهم : ما هو مفهوم الولاء والبراء ومن هو العدو والصديق من وجهة نظركم ؟!!
وما هو الصديق والعدو لمصر والمصريين (هذا إذا كانوا يعتبروا أنفسهم مصريون عربا)؟!!

#محمود_جابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل