أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - الزواج من بوذا : للحب ثمرة














المزيد.....

الزواج من بوذا : للحب ثمرة


حاتم سالم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


عندما رأيت هذه الرواية لأول مرة قلت ان وي هيوي لديها ما تود قوله فعنوان كـ (الزواج من بوذا) لن يجعلنا نتساءل عن أي نوع هذا من الزواج الذي يستغرق سرد تفاصيله ثلاثمائة صفحة. مؤكد جدا ان قرار الزواج من إله ليس قرارا صغيرا لنعلنه بعد صفحتين !

كوكو الشابة الصينية التي تتسابق دور النشر على طرح وترجمة اصداراتها المثيرة للغرائز ولدت في معبد بوذي ملئ بالحكمة والروائح الجميلة. تقرر العودة لشنغهاي مدينتها الأم جيئة ً من نيويورك , فتجد ان الكثير قد تغير الا السُلطة القدرية التي مازالت تحجر كتابها الأول (شنغهاي بيبي) من التداول.

لم تتوانى لحظة عن ابداء الدهشة مع ذاتها حينما رأت اكسير التي كانت قبل ذلك شابا ملئ بالبثور ويبحث عمن تشاركه النشوة , رأته هذه المرة شابة مزهوة بنفسها وتمتلك مطعما غير عادي , كل شئ كان يبدو لـ كوكو انه يتغير بسرعه في هذه المدينة العامرة بالنزوات والنساء.

تولي (الزواج من بوذا) الجنس والحب أهمية جوهرية وفعليه , بدئا من ذلك المشهد الذي تجد فيه كوكو نفسها نائمة إلى جانب شاب بعد ان كان يقوم بتدليك اقدامها في احد الصوالين. ولم تدع لنفسها مجالا أن تصدق نفسها ان الذي فعلته كان مع صبي لم يتعدى الخامسة عشرة !

وتمضي كوكو متنقلة ما بين المدينتين نيويورك حيث يقيم حبيبها الياباني ذو القامة الطويلة (موجو) وما بين شنغهاي. وفي حلها وترحالها لا تفارقها تلك الرغبة العارمة بالامتزاج مع حرارة جسد موجو. الا ان هنالك ما كان يقلقها فعلا حول حقيقة مشاعرها اتجاه موجو وحقيقة مشاعر موجو اتجاهها.

كانت تتسائل وتكرر السؤال ذاته في زوايا عديدة من الرواية , عمّا اذا كان يجب ان تنجب طفلا من موجو ام لا , وهل يجب ان ينتهي ما بينهما إلى قدر الزواج ؟!
لطالما احتد الموقف بينهما في مواقف معينة , آخرها عندما كانت هي وموجو في أحد الاسفار واتهمها بأنها تغالي في الغطرسة. في المقابل تبدو شخصية كوكو بالرواية كانسانة حساسة يمكن ان تثيرها كلمة قالها موجو فتركن غاضبة وترميه بكل سلبياته !
مع كل خلاف تشرع كوكو في إعادة النظر بعلاقتها بموجو. ورغم الفتور الذي كان يصيب العلاقة بينهما الا انها لم تفكر في يوما ما في أن تهتم ببناء حياتها من جديد باتخاذ رجل آخر. الا في حالة واحدة عندما تمكن زير النساء نِك من اختلاس لحظات دافئة معها في شنغهاي بعد أن أجهدها وهو يتبعها إلى كل بقعة تسافر فيها زاعما انه يحبها. الا انها بقيت علاقة جسدية ولم يظهر على كوكو انها تحب نِك كما تحب موجو.

الزواج من بوذا رواية تضج بالرهبنة والتعاليم الحكيمة , رواية تضج بالسفر والمدُن, تضج بالمطاعم وقوائم الطعام , وتضج بالصُدف التي تجعل كوكو تلتقي بأناس عرفتهم في السابق كخطيبها السابق.

القارئ للرواية قد يعتقد انها سرد عادي جدا لأحداث متفرقة , وحتى الفصل الذي يسبق الفصلين الأخيرين لا يدلل بشئ واضح على ان الرواية تتبع نهجا روائيا خالصا. لكن وي هيوي وهي كاتبة الرواية تفاجئ القارئ بنوعية أخرى من الاحداث تجعل عملها الروائي هذا ذو مغزى في الفصل قبل الأخير تحديدا.

قررت كوكو في احدى اللحظات ان تترك موجو وتعود لبلدها الأم بعد خلافهم الأخير وحتى تتمكن من معرفة شعورها الحقيقي ومدى شوقها لهذا الرجل. لكن سرعان ما اثبت لقائهم الاخير باليابان ان كلاهما يحب بعض وزادت العلاقة رسوخا , حينما (قذف) موجو لأول مرة في اثناء ممارسة علاقتهم الحميمة فأحست كوكو بأمر قادم يقترب !

وبالفعل , كانت كوكو مقبلة على عاطفة من نوع آخر , على مرحلة لطالما كانت تشغل جزءا من تفكيرها. لقد تم تشخيص حملها طبيا , بينما شخصته وي هيوي على انه ثمرة الحب. وحتى الوقت الذي تنتهي فيه الرواية لم تكن تعلم كوكو حقا من هو أب الطفل الفعلي هل كان نِك أم موجو , لكن حلما ما كان يراودها في احد الليالي يشبه تلك الأحلام التي كانت تراودها ايام تواجدها بمعبد المطر الورع. وقبل ان يشارف الحلم على الانتهاء رنّ في اذنها نداء , لطالما تردد في احلامها , لكنه كان اوضح هذه المرة , قائلا " تزوجي بوذا " !!



#حاتم_سالم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيح والخواء وفلسفة الشر
- عندما غربت الثاء إلى اللاعودة
- أنا عاجز عن الكتابة
- مونولوج لأجل الموت في الصحراء
- الحب عينين احدهما حزينة !
- لسنا أكثر من شوداريين يحرثون الجبال !
- لا شئ يوقف الأنين !
- زمانية المكان والأشياء والبحث عن حالة فوتوغرافية
- صياح الحمقى وحديث عابر عن الأصوات
- دماء مرتجعة وحب !
- شئ من أنا والكتابة
- برهان العسل : التابو المباح


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - الزواج من بوذا : للحب ثمرة