أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - شئ من أنا والكتابة














المزيد.....

شئ من أنا والكتابة


حاتم سالم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


النزوة : قبل سنوات عندما كنت في الصف الخامس , أهدتني المدرسة دفترين. لم يكونا أي دفترين فرائحة صفحاته تُخبر عن أصالة المادة التي صُنعت منها أوراق تلك الدفاتر. لا أعلم في الحقيقة كيف يصنعون الورق , لكنني أعرف رائحة أسلافه. منذ أن نزعت الغلاف المزركش عن الهدية , لم يلفتني الغلاف الذي يشبه غلاف دفاتر الكبار , لم تلفتني أحجامها المئوية التي لم اعتد عليها , انما تلك الجزيئات التي تنشرها تلك الدفاتر في الهواء !

وياللرائحة !. هل تتذكرون كيف تشتهون الطعام ؟. فقد قيل ان الانف تعشق قبل العين أحيانا. ورائحة الكاكاو لن تجعلك تفكر بهدنه جديدة مع الكعك وقضبان الشوكولاته. ولطالما جرتني تلك الرائحة الورقية الفاخرة إلى استخدام نوع آخر من الملاعق , يدعى أقلام. كتبت على المائدة عتابي الأول على النشاط التصالحي لياسر عرفات مع الاسرائيليين , قصتي مع مدرس الرياضة السادي وخواطر مجنونة فيها سحاب وعصافير وضياء !

الحلم : على أية حال لم تكن الكتابة حُلما , فكلٌ يكتب بطريقته الخاصة , ولكن حُلم الكاتب هو الذي كان يتملك مخيلتي في كل مرة أقراء فيها مقالا على الحوار المتمدن أو أقلب فيها صفحة المقالات السياسية في جريدة عُمان. بالنسبة لطفل صغير أو حتى مراهق , كان مجرد عرض كتاباته يعني ان هنالك ضحكات وأيدي تحاول أن تقبض وتكتم على الانفجار الساخر. ولذا تجنبت فعلها. كان يموت حلم الكتابة في كل مرة ارى إلى جانب مقال ما رجل بشنب أو امراءة ناضجة. سألت حينها ابي عن ما اذا كان يلزمني ان اكبر حتى اكتب , فقال هات رسوماتك لنرسلها للمجلة لتنشر في صفحة البراعم !!

نمت عن الكتابة , واكتفيت بالقليل من الأحلام العجوزة !

البداية : في المراهقة وبالنسبة لفتى خجول منعزل لا يعرف اسم عمته التي تسكن بعيدا , كنت محتاجا أكثر لأشرح شئ من الأنا , ولأتكلم عن أي شئ يقف في وجه رغباتي حتى ولو كان من أقرب الناس لي. امتازت هذه الفترة بكثرة الأحلام التي تصطدم مع بعضها , أحلام لاتصلح أن تكون معا. أخذت هذه المرحلة بعدين في الكتابة البعد الأول الشخصي الذي أميل فيه للكتابة حول احاسيسي وهي أخذت شكل خواطر ويوميات لا تتجاوز الأسطر القليلة والبعد الثاني هو الأدبي , وتشكل عقب تكثيفي للاطلاع على المواد الأدبية وخصوصا السرد.

الجبهة : أخبرت الكثير من الأصدقاء عن قصة القلم الذي قرر يوما ان يمشي بدرب ما فوجد سيدة شريرة اسمها فكرة مناقضة , فقرر ان يتابع المسير لا مباليا وفي رواية انه توقف هنالك خوفا منها. هذا ما حدث لي بالتحديد بالسنة الجامعية الاولى , ان هنالك أناس يختلفون معك وقد لا يتفقون مع ما تكتب , ولذلك يقومون باثارة المتاعب بين حين وآخر , للأسف قلمي قرر التوقف , فلست معتادا لا انا ولا هو على الصدام مع المجتمع.

في مرحلة متقدمة أدركت ان المجتمع والافراد الذين يختلفون معك ليسوا هم العائق الوحيد. فالاحباط الذي ينشأ من معاملتك على انك كاتب غير حقيقي بالأخص في النشر اعتبره مشروع ابادة حقيقية للموهبة. واجهت الكثير من المتاعب بهذا الخصوص لأنهم لا ينتظرون المادة اللامعة , بقدر ما ينتظرون مادة الكاتب اللامع , وكما ان خوف البعض من فقدان بريقه , يدفعهم لعرقلة مشروعك. قررت بعدها التحول للكتابة في الانترنت لأنه طريق يختصر عليك في أحايين كثيرة , يختصر عليك قرف التواصل مع أباريق التحرير !

ستعلم حتما يا صديق , بأن اعظم جبهة قتالية يخوضها الكاتب في جمهورية الأباريق هي معركة التحققية , انا متحقق اذن انا كاتب !

المشروع : مشروع الكتابة الحقيقي يبدأ بنظري بعد أن يصل الانسان لمرحلة من الانطلاق , بحيث لا يبالي بطبيعة ما أمامه , مرحلة يكتب فيها عن كل شئ عن القشرة وعن الحشوة !
يا صديقي مشروع الكتابة مُلكٌ عضوض ما ان تنتصر في جبهاتك حتى تصبح ملكا على حرفك !



#حاتم_سالم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهان العسل : التابو المباح


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - شئ من أنا والكتابة