أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - الحب عينين احدهما حزينة !














المزيد.....

الحب عينين احدهما حزينة !


حاتم سالم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


حتى البحر الذي كنت أثق في زُرقته , لم يكن أزرقا عندما واجهت عيناي مياهه عن قرب. رأيته مائلا للاخضرار , لكنه لم يكن أخضرا أيضا. لقد كان يتلون بألوان مُدن الطحالب في أعماقه السحيقة. هكذا تبدو الأشياء أكثر وضوحا حينما نقترب منها , كالحب طريا أحمر وهو يبتسم من بعيد , وما ان نمضي بحدقاتنا نحوه خطوة خطوة , حتى يتبين لنا انها ابتسامة الخديعة.

كالبحر هو الحب , كمدنه المتقلبة الألوان كأحيائه ذوي النزعات , مزاجي هذا الحب يفتر ببرود في أزمنته المفصلية ويعلن الحرب على الحياد حين يلقي شباكه مصطادا سكون عيون الآخرين. كالبحر هذا الحب هش تثقبه مرساة سفينة قررت أن تتحدى هيجانه وتسكن على سطحه بكبرياء , والحب مهما أغرق ضحاياه بالاشتياق , فقد تدمره كلمه , كلمة فقط , ويصبح خيانةً , كراهية , انتقاما , وأقلها ذكرى سيئة.

أزلي في غرائبيتك أيها الطبع الحنون. توقد النار الدافئة في جذوة الصقيع من لا شئ , في أجمل بداياتك - الندية دوما- , رباه منك في تحولاتك المنفلته فسرعان ما تسعى لاغراق الاخشاب الحميمة الدافئة , بمياه الجليد , وينتهي الحب , كأي نهاية كتبت للحب في هذا العالم , نهاياته – المحزنة دوما - . ليتك تقضي على نفسك وحسب , فكم من محبين ألقتهم نهاياتك في بركة المصير الأخير طوعا. كل ذلك بجريرة فعلك يا حُب , أعني يا كُساح !

لا تدعي , انك وردة , أيها الكُساح , فتلك حقيقتك التي ينبغي ألا تفضحها. هل من وردة تبقى , أيها الحب ؟ . كل الورود مصيرها أن تذبل للأبد. وسر البقاء مخبوء بين تجعدات تلك القطعة البيضاء في أعلانا , لا تدعي انك سر للبقاء , انت سر لملايين ممن يعانون بسب ذاكرة تعيسه طبعتها يوما على صفحاتهم.

ستبقى قصصا وتراتيل يتغنى بها الرهبان , ستبقى رموزا انسانية أدبية يُمثل بها حينما تُذكر على الألسن. ستبقى جميلا في اسمك وكل اشتقاقات اسمك , يا حُب , و يا محبة. ستبقى عاطفة ممكنة الحدوث , مستحيلة الاستمرار. ولأجل ذلك نبادلك جزءا من العرفان ونخصص ساعات للحديث عنك باسم الانسانية وباسم الوجدان والروحانية.

أيها الحب كفى رجما باسم الألفة , أيها الحب كن كما انت بسيطا من حرفين , لا تجعل الأحبة يحيكون اسمك بخيوط كثيرة. أنت بسيط في الأصل , ولكن ملايين السنين راكمت غبار نهاياتك , فغدا قميصك متسخا جدا , اغسله بماء طاهر كبداياتك التي اعتدنا عليها , وفضلا لا تتحدث عن النهايات. أرجوك !

‏27‏/12‏/2010 السبت , ظهرا



#حاتم_سالم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا أكثر من شوداريين يحرثون الجبال !
- لا شئ يوقف الأنين !
- زمانية المكان والأشياء والبحث عن حالة فوتوغرافية
- صياح الحمقى وحديث عابر عن الأصوات
- دماء مرتجعة وحب !
- شئ من أنا والكتابة
- برهان العسل : التابو المباح


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - الحب عينين احدهما حزينة !