أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبوعبيد - القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام














المزيد.....

القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 22:26
المحور: حقوق الانسان
    


ما إنْ أوشك سيزيف على بلوغ قمة الجبل بصخرته، حتى تدحرجت من جديد، هكذا هي الطريقة التي انتهى بها، أو لنقل أنهى الثوار بها، معمر القذافي. الفرق بينهما أن صخرة سيزيف فلتت من يده، بينما الثوار أفلتوا حسن السلوك من أياديهم. وفرق آخر هو أن سيزيف سيعيد سيرتها الأولى ويحاول مرات عدة، بينما الثوار لا محاولة ثانية أمامهم، فالميت لا يُعاد مشهد موته.
من الأخطاء الجسام التي تقع فيها أية ثورة، هو أن يتصرف بعض أبنائها بمثل ما كان يتصرف من ثاروا ضده، والنتيجة أنهم بخطئهم، أو خطيئتهم، يجعلون رهطاً يتعاطف مع القذافي، وهو الرهط الذي، أصلاً كان ينتظر نهايته ولو بحكم الإعدام. كثيراً ما وقع على الأسماع، بعد انتشار صور القذافي وهو مُدمى في قبضة الثوار، عبارة "يا حرام" دون أن يبيّضوا صفحاته السود. لذلك، حين يبدي بعض كارهي القذافي نوعاً من الشفقة عليه بسبب طريقة نهايته، فهذا إخفاق كبير يُسجّل ضد الثورة الليبية التي استطاعت أن تكسب تأييدا شعبياً سواء عند العرب وغيرهم. ويبدو أن رغبة دولية أسهمت في قتله على وجه السرعة، كي تُدفن معه أسراره التي يخشاها بعض زعماء العالم.

هذا التصرف يعيد إلى الأذهان تماماً طريقة إعدام الرئيس العراقي المُطاح صدام حسين، والتي جعلت بعضاً ممن آمنوا أنه كان ديكتاتوراً يتعاطفون معه ويعتبرونه بطلاً في موته، والحديث هنا ليس عمن اعتبروه بطلاً في موته مثلما في حياته.
وحتى لا أُفْهم على نحو خاطىء، ليس في الكلام هذا أية تبرئة لتاريخ القذافي الذي طالت يد بطشه ما بعد الجغرافيا الليبية، مثلما طالت، أيضاً، من هم ليسوا من "ديمغرافيتها".

ثمة تفهم كبير لمشاعر شعب بأكمله ذاق الويلات على مدى أربعة عقود ونيّف، ما خلا من استفادوا من بقائه طيلة تلك الفترة الكئيبة، فمن كان يشاهد القذافي عبر شاشات التلفزة، ليس كمن فقد أباه، أو أخاه، بيد البطش القذافية، لذلك سيختلف تصرف الأثنين مع القذافي لو وقع بين يديْ أحدهما. لكن حين يقع العقيد في قبضة "ثوار" يمثلون نظاماً انتقالياً يبشر الليبيين بمستقبل جديد وواعد، ويسود فيه القانون، فإن التصرف يتطلب الحنكة والحكمة، وأن يبث أمارات الغد الليبيّ، بعيداً عن الانفعالات والعواطف، حتى لو حاجج البعض أن وقوع القذافي في يد الثوار غنيمة لا تضاهيها أخرى، وأنهم مهما فعلوا به فلهم العذر في ذلك. لكن تصرفات من هذا القبيل مرفوضة، أصلاً، بين عشيرتين تقتتلان على ثأر، فلا يمكن قبولها على يد ثورة ضد البطش وانعدام القانون.

كان يمكن لمسؤولي "ليبيا الجمهورية"، لا الجماهيرية، أن يوقفوا تمدد الخطأ من خلال منع سلوكيات لا تخدم صورة الليبيين، كمنع إلقاء النظرة على جثته، وعدم السماح بالتقاط الصور إلى جانبها، ومنع كل أشكال التصرفات الإنفعالية ضد طاغية وقع قي قبضة القانون. لعل الكثيرين كانوا يتمنوْن رؤية القذافي في قفص الاتهام يُحاكم أمام قضاء عادل، فلا يحزنون، حينئذ، لو أنزل به القضاء حكم الإعدام وفق القانون، فصفعة خد غير قانونية أمر من المفترض أنه مرفوض.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على استهداف قوات كييف لمنشآت مدنية على ال ...
- الأونروا: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة ...
- -الأونروا-: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة في غزة -كاذبة و ...
- مشاهد من مداهمة الشرطة التونسية مقر عمادة المحامين واعتقال ا ...
- -طعنها بآلة حادة ونحرها-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الأسعد ...
- صحة غزة: استشهاد 493 كادرا صحيا واعتقال 310 آخرين واستهداف 1 ...
- إيران مستعدة لتقديم خدمات الإغاثة لأسر ضحايا الفيضانات في أف ...
- -اليونيسف-: لا مكان آمن ليذهب إليه 600 ألف طفل في رفح
- أغنية الثعبان يستعملها ترمب لـ-ذمّ- المهاجرين
- مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات إعادة الأسرى لم تتوقف


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبوعبيد - القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام