أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - د.سعد الدين إبراهيم والمادة الثانية من الدستور














المزيد.....

د.سعد الدين إبراهيم والمادة الثانية من الدستور


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 03:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شهر سبتمبر الماضي، وفي فترة وجودي في مصر لقضاء أجازتي السنوية، سعدت بلقاء عالم الاجتماع الكبير ورئيس مجلس الأمناء لمركز ابن خلدون أستاذي وصديقي د. سعد الدين إبراهيم مرتين، وفي كل مرة تناقشنا تقريباً لمدة ساعة، وكنت أتعلم منه بكل تواضع وأيضاً أناقشه فيقبل منى بكل رحابة صدر.كنت قد برمجت لقائي به؛ولكن لما شاهدته في حوار مع قناة "المحور" وحاولت عبثاً التدخل هاتفيا في الحوار الذي كان يدور حول المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن "الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع"،قال د. سعد :أنه يجب وضع عبارة"الشرائع السماوية" بدلاً من "الشريعة الإسلامية"، حتى تكون الدولة على نفس المسافة من جميع الأديان".
مع احترامي الكامل لرأي أستاذي إلا إنني أختلف معه في ضرورة إلغاء هذه المادة نهائياً حتى لا تكون هناك أي مرجعية دينية للدولة،أولاً لأن اليهود قلة قليلة في مصر،ثانياً الديانة المسيحية ليس فيها شريعة مفصلة كما هو موجود عندنا في الإسلام،إذن وجود هذه المادة سيستفيد منها المتأسلمون في إشعال نيران الفتنة الطائفية دائماً والمطالبة بتطبيق الحدود البدنية الدموية كجلد شارب الخمر 80 جلدة،وقطع يد السارق، ورجم الزاني و الزانية ،وقتل المرتد ... إلى غير ذلك من الجرائم ضد الإنسان والإنسانية، متكأين على أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع.
التقيت د.سعد في اليوم التالي في مركز ابن خلدون،وشرحت له وجهة نظري التي يتفق معي فيها ولكنه أضاف:"أنه لو كان ولابد من وجود هذه المادة فيجب إضافة "الشرائع السماوية هي المصدر الأساسي للتشريع".
نحن نطالب بمدنية الدولة المصرية الجديدة التي تحاول أن تنهض بعد ثورة 25 يناير ،فعلينا أن نضع دستوراً جديداً تكون الدولة فيه محايدة بكل مؤسساتها،ويكون نظام تعليمها محايد تماماً لا يفرق بين مسيحي ومسلم ولا بين المرأة والرجل ولا بين المؤمن وغير المؤمن،ونكف عن تفسير سورة الفاتحة للتلاميذ الصغار عند قوله تعالى"غير المغضوب عليهم ولا الضالين"بأن المغضوب عليهم هم "اليهود" والضالين هم "النصارى". وندع الدين للأسرة والجامع والكنيسة والكنيس لتعلم الأولاد الدين على أساس أنه علاقة شخصية بين الإنسان وربه، لا تفرض بقانون ولا تجذب معتنقيها لممارسة عباداتهم بالقوة،لأن الإنسان لو أجبر على إقامة شعائر دينه بالقوة،كما يفعل المطاوعة، فالله لن يثيبه علي فعلها لأنه قام بها مضطراً رغماً عنه.
حياد الدولة تجاه كل مواطنيها هو الضمانة الوحيدة لأمن واستقرار البلاد كما اقترح علينا ابن الإسلام البار ورئيس وزراء تركيا الإسلامية الحبيبة،طيب رجب اوردغان،وحياد الدولة هو الواقية من صواعق الحروب الأهلية، لأن النص على دين معين للدولة فيه تعصب لمن ذكر دينهم حتى ولو كانوا الأكثرية، كما هو الحال في مصر،قال رسولنا الكريم "الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل"، مكان الإيمان هو القلب وليس في مواد الدستور،ولسنا بحاجة للنص في الدستور على دين للدولة ،كما أن نص الدولة على دين لها في دستور فيه إقصاء لبقية الأديان الأخرى.
بقاء المادة الثانية من الدستور سيكون هو القنبلة الموقوتة التي ستنفجر في مصر إن آجلاً أو عاجلاً وستكون سبباً للحروب الأهلية بين أبناء مصر أقباط ومسلمين،وربما سبباً في تقسيم مصر إلى دولتين، دولة مسيحية ودولة مسلمة،لذلك يجب أن ننزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة،وإعداد دستوراً جديداً لا أثر فيه للمرجعية الدينية.فالدين متروك للمنزل والجامع والكنيسة والكنيس،وليس للدولة والمدارس والجامعات، ولنطبق نصيحة الأزهري المستنير ،وابن مصر البار وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول: "الدين لله والوطن للجميع".ولنطبق أيضا نصيحة العظيم اردوغان وهي أن تكون الدولة واقفة على مسافة متساوية بين جميع الأديان.وهذا هو المفهوم الصحيح للعلمانية المتفقة مع صحيح الدين.
واتفق مع أستاذي وصديقي الدكتور سعد الدين إبراهيم،بأنه إذا تعذر- واعتقد انه سيتعذر فالمتوقع مع الأسف هو أن يكتسح المتاسلمون المتعصبون البرلمان القادم – إلغاء المادة الثانية فلابد من إضافة: "وجميع الشرائع الأخرى"،خاصة في مادة الأحوال الشخصية حتى لا نطبق الأحوال الشخصية الشرعية الإسلامية المعادية للمرأة ،إذ تعاملها كقاصرة مدى الحياة وكنصف رجل في الشهادة والميراث.
وشكرا للشيخ حسن الترابي الذي نسخ، لمصلحة النساء المسلمات، آية التفاوت في الشهادة والميراث. وحسنا فعل، فهي متعارضة مع ابسط حقوق الإنسان في المساواة بين الجنسين.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر:علمانية لا عثمانية
- وشهد شاهد من أهلها
- لماذا لا تدعون الظواهري لحكم مصر؟
- هل سيكون عمر سليمان نابليون مصر؟
- ليحكم المتأسلمون رغم أنف شفيق والترابي
- مصر رايحه في 60 داهية !
- لماذا يجب العفو عن مبارك؟
- إلى السيد حسن نصرالله:لا تشعل فتنة المائة عام
- رسالة إلى عمرو موسى:عقلاء الجالية المصرية في فرنسا وعقلاء ال ...
- رسالة إلى المشير حسين طنطاوي:ارحموا عزيز قوم ُذلّ
- هل قامت ثورة 25 يناير للإصلاح أم للإنتقام؟
- ساويرس وحزب-المصريين الأحرار-
- لا تحكم بل دع القانون يحكم
- من أين تبدأ الديمقراطية؟
- فتوى جديدة لقتلي
- في اللاذقية فتنة بين مشعل والقرضاوي
- ميلاد الفرد العربي
- رسالة مفتوحة لنجيب ساويرس:أهلاً بحزب علماني جديد
- أين هو الحاكم العربي المستبد المستنير؟
- المادة الثانية من الدستور


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - د.سعد الدين إبراهيم والمادة الثانية من الدستور