أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - المسلّمات والحقيقة المجردة














المزيد.....

المسلّمات والحقيقة المجردة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أبحث بشغف وإلحاح عن الثورة،
- أين الثورة؟

سؤال يقلب موازين أفكاري، ويلح علي، لا أدعي ان ما قام به شبابنا كان هينا، أو بسيطا، بل كان عظيما بكل المقاييس.. عظمته لا تكمن فقط في إنجازه الهائل برحيل الرئيس وتقديمه للمحاكمة، بل في هذا الدم السخي الذي بذله شبابنا بكرم منقطع النظير.. مؤكد أن أم كل شاب قد أمسكت بتلابيب إبنها أو بنتها كي تمنعهم من النزول للميدان،
- فكيف تترك أم أولادها أو بناتها ينزلون الميدان ، دون ان تمنع فلذات كبدها من الهبوط إلى هذا الميدان العبثي المتوحش، كيف تسلمهم حملان لذئاب دون أن تستصرخهم ألا يرحلوا، أو حتى أن يبقى بضع دقائق كي تتملى فيهم وتشبع منهم قبل ان يذبحوا؟

وكان الشباب على عكس إرادة أمهاتهم ، كانوا في الميدان أسخياء يجودون بدمائهم عن طيب خاطر، يواجهون الموت والرصاص والعربات الطائشة بصدورهم ، أو تلتقطهم رصاصات النظام من مكان مجهول ويسقطون في صمت.
كلنا ينحني حتى السجود أمام هذا الشباب المؤمن ببلاده، أقصد الذي يحب بلاده حتى العبادة، أمام هذا الشباب الذي مارس بتقوى أيمانه، مارسه على نفسه، لم يبشر به في عظة بليغة ، بل مارسه في فعل فداء بليغ، ماتوا كي نحن نعيش.. ما أجمل هذه البشارات الصامتة مدفوعة الثمن ، التي تفتح آفاقنا وتنير قلوبنا ، التي تهزنا وتبكينا.. ما أجمل بشارات هؤلاء الشباب، من نصغر أمامهم وتتضائل كلماتنا.
كل هذا فعله الشباب وأكثر، ولكنه لم يوقف إلحاح السؤال:

- أين الثورة؟
تغيير النظام لا يمثل الثورة ، حتى لو ذهب كل قادة النظام القديم، بأحزابهم ومجلسهم ومحلياتهم، "الثورة هي تغيير في الرؤية والمفاهيم"، "هي نقد المسلّمات واختيار مسلّمات جديدة"، "هي نقد (ونقض) مفاهيم قديمة لبناء مفاهيم جديدة تقودنا لغد أفضل"؛ ولم أجد هذه الأفكار الجديدة، كنت أتعطش أن أراها تسير تشق طريقها بين الناس ولم أجد.
وجاءتني اليوم قطرة، أرى فيها الأمل في ميلاد مفاهيم جديدة ، في ميلاد الثورة، كتبت إحدى الصديقات على صفحتها في الفيس بوك:
- " كم أكره بيت الشعر القائل، بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإن ضنّوا علي كرام..!!كم من العبودية يحمل هذا البيت الذي يردده بعضنا مترنما دون أن يفطن كم من العبودية يحمل.فما الذي يدعو بلادي للجور عليّ ؟ ولماذ تبقى عزيزة إذا ما جارت؟ولما يضنّ علي أهلي ، ويبوقوا رغم صفاقتهم تلك ،كرام، كم هي ظالمة وبائسة بلادنا التي تجور علينا.. وكم هم لئام أهلنا عندما يضنّوا علينا..!بلادي وإن جارت علي سقيمة ، وأهلي وإن ضنوا علي لئام.هيك أزبط!! "
هنا رقصت فرحا لأن الصديقة نقدت مسلّمة، كنا نرددها بفخر وكأنها تعبر عن وطنيتنا، والصديقة أوضحت أنها تعبر عن عبوديتنا.
هنا بداية الثورة الحقيقية : أن ننقد المسلّمات، لقد كان حكم مبارك مسلّمة ، والتوريث مسلّمة ، حتى تعذيب المواطن في أقسام الشرطة كان مسلّمة، والدليل أنها موجودة في كل الأفلام كأمر واقع، ولم يعترض عليها جهاز الرقابة أبدا بل تركها (كمسلّمة) تنخز في عظام المواطن ، باستثناء بعض الأعمال كفيلمي "الكرنك"، و"هي فوضى"، التي قدمت التعذيب والإهانه كعمل شائن يلزم مواجتهه والتخلص منه.
وهناك طابور طويل من المسلّمات اللازم نقدها وإعادة النظر فيها "كاحترام الكبير" ، وهي في الواقع اقرار لحق الكبير على الصغير، أو لتغاضي الصغير عن حقه في التعبير عن رأيه، أو اعتبار ان الكبير على صواب إلى أن يثبت العكس، وأن الصغير مخطئ إلى أن يثبت العكس، هذه مسلّمة في حاجة إلى نقد وإعادة نظر للبحت عن مفهوم أكثر تجديدا وهو "احترام الإنسان".
الأمر ذانه ينطبق على "احترام المسئول" على حساب المواطن ، أو احترام ذوي الحيثية (وظيفة، منصب، مال، جاه،... ) على حساب المواطن البسيط، وقد منحت ثقاقة التمييز (هذا المسئول) العديد من الألقاب مثل:باشا،ومعالي، وغيرها التي تسقط الدور الأساسي للمسئول - أن لديه صلاحيات يلزمه توظيفها في خدمة المواطن- وتجعل المواطن هو اللي في خدمة رِفعة (هذا المسئول).. كنت مدعو للقاء في "مدينة مبارك التعليمية" يفتتحه أحد الوزراء الذي كان قد تسلم لتوه وزارة التربية والتعليم بعد د. حسين بهاء الدين، وقبل أن يحضر الوزير كان الإداريون يترقبون وصول الوزير كان يفرشوا أمامه السجاة الحمراء... هذه سياسة ركل إلى أعلى تنطلق من مسلّمة احترام المسئول يلزم أن تستبدل بقيمة "احترام المواطن"، الكل مختلفون في الأدوار متفقون في درجة الاحترام.
لقد تراكم لدينا وعي قادنا ان نتحرر من مسلّمة النظام الحاكم، ويلزمنا وعي جديد يولد كي نعيد النظر في كافة مسلّماتنا كي نبنى نظاما جديدا يحررنا من المسلّمات التي تمنعنا من النمو ، أو بالحري تمنعا من لمس الحقيقة المجردة،





#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - المسلّمات والحقيقة المجردة