أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكارم ابراهيم - الى نوري المالكي














المزيد.....

الى نوري المالكي


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن ماساقوله لك في كلمتي هذه, هو من منطلق حبي لاخوتي في العراق, ولوطني الذي أبعدت عنه بالقوة وانا طفلة. ومن منطلق إيماني ودفاعي عن كل المعاييروالاخلاق الانسانية كحق لكل الشعوب على هذه الارض .

ولهذا اتمنى أن تصل الى نتيجة منطقية تخدمك أولاً وذلك في دفعك الى إحياء إنسانيتك وضميرك من جديد وتجعلك ترى نفسك مواطناً صالحاً . وثانياً تخدم شعبك شعب العراق. العراق الذي ترعررت فيه. وبالتالي له دَين عليك بان تحافظ على ثرواته وسلامة أبنائه من خلال منصبك كرئيس للوزراء.

لقد استلمتَ هذا المنصب منذ عام 2006وكما ترى لم تستطع أن تحٌسن في الوضع المتردي للشعب العراقي. ولم تستطع ان تغير في الوضع السياسي البائس للدولة بل زدته سوءا. فالعراق اليوم يعاني من تضخم فسادي وعجز أخلاقي وقضائي في محاسبة الفاسد المرتشي والارهابي والقاتل.

لقد امتازت المرحلة البائدة في وجود حزب شمولي واحد ممثل بالبعث.واليوم لايختلف الامر كثيرا فالتعددية السياسية التي تصرحون بها عبارة عن تعددية لاحزاب دينية مختلفة المذاهب واقصاء لكل الاحزاب السياسية المختلفة في توجهاتها معكم كالاحزاب الشيوعية والديمقراطية الحقيقية.

والعراق مازال بدون سيادة وطنية وتحت الاحتلال الامريكي وهذا ماادى الى جعل كل أبوابه مشرعة امام كل الوجوه الامبريالية القبيحة ليس فقط الاستعمار الامريكي بل هي مشٌرعة أيضاً أمام الاحتلال الايراني والاحتلال السلفي السعودي وامام صواريخ تركيا التي تقصف أراضيه . وحتى الكويت تشجعت للانتقام من الشعب العراقي بطريقتها الراسمالية النيولبرالية الخاصة على الرغم من انك قمت بتعويضها على الخسائر التي سببها صدام حسين لهم في غزوه للكويت.

وفوق كل المعاناة اليومية للشعب العراقي, تاتي بخطاباتك وتصور للشعب العراقي بان مظاهراته للمطالبة بابسط حقوقه تخدم البعثيين. عجباً اليس البعثيون هم المسيطرون على المراكز الحساسة في مؤسسات الدولة ؟. وثم تاتي في خطاب آخر لتقول بان هذه المظاهرات تخدم اسرائيل. لااعلم عن اي اسرائيل تتحدث ؟ هل تقصد الاحتلال الموسادي الحالي للعراق في كل بنياته الهيكلية. انك لم تستطع ان تغلق ابواب العراق امام امريكا وايران وتركيا ولم تستطع اغلاقه امام الارهابي القادم من أقاصي البلاد. والنتيجة اصبح العراق ساحة المعركة والمكتب التنفيذي لمختلف الاجندات السياسية الفاشية المساهمة في تمزيق العراق ونهبه اقتصاديا وفكريا ودفن اهم مفهوم انساني يحتاجه الشعب العراقي الا وهو مفهوم المواطنة.

حتى انك وقفت عاجزا امام توفير ابسط الخدمات الانسانية للشعب العراقي الكهرباء, الماء, مجاري الصرف الصحي, ورفع القمامات من الشارع . الى جانب إدارات فاسدة مرتشية وسرقة اموال بدون متابعة ومحاسبة واختفاء و 40 مليار دولار دون علم الدولة !

كل هذا هذا دليل دامغ على عدم جدارتك بهذا المنصب وتتحمل المسؤولية كاملة في معاناة المواطن العراقي .

وحتى السجون لم تغير فيها شيئا فهي مازالت تعج بالشرفاء لمجرد انهم يخرجون للشارع ويعبرون عن معاناتهم في انعدام الخدمات الاساسية . وماذنبهم سوى انهم يعبرون عن رايهم بصورة سلمية لم يحملوا السلاح بوجهك بل طالبوا بحقوقهم المشروعة واحترامهم كبشر عاديين.

الى جانب هؤلاء المتظاهرين امتلئت السجون بالصحفيين اصحاب الراي والراي الاخر المخالف لرأي السلطة الحاكمة واصحاب الفكر الشيوعي. لماذا ارى هنا تشابه كبير بين جدول اعمالك وجدول اعمال الديكتاتور صدام حسين .

اما دستور البلد وقوانينه عبارة عن فتاوي شيوخ تعود الى عصر بعيد زمنياً وفكرياً عن الشعب العراقي العلماني بالاصل.اي دستور هذا الذي من المفروض ان تتمثل قوانينه بمعايير حقوق الانسان والاخلاقيات الاجتماعية العراقية الانسانية التي ترفع من كرامة المواطن العراقي .

واذا تركنا كل هذا جانبا فلم تكتفي بمسؤوليتك عن تدميرالمواطن العراقي وتدميرالبنى التحتية للعراق وقمع المتظاهرين في وطنك,بل تساهم مندفعا وبكل ثقة في تدمير وقمع المواطن السوري المنتفض على نظامه البائس من خلال تقديم عشرة مليار دولار للنظام السوري . الايكفي بنظرك التدخلات الدولية الغربية بهذه الثورات بحجة نشر الديمقراطية ونتيجتها كانت تبعية ابدية للغرب, فساد مؤسسات, حروب طائفية. اليس ماحل بالعراق هو نتيجة للتدخلات الخارجية في التغييرولم يكون نتيجة لتغير وطني نظيف.

الم يكن الاجدر بك ان تعطي العشرة مليار دولار هذه التي منحتها هدية لبشار كي يقمع المتظاهرين ,أن تمنحها لشعبك وتبني لهم مركز واحد لتوليد الكهرباء ومعمل واحد لتنقية المياه ومستشفى واحدة ,ومركز واحد للبحث العلمي لمعالجة وتاهيل ضحايا القصف الامريكي على العراق والفلوجة المصابين بتشوهات من الاسلحة الامريكية المحرمة دولياً.

هل ماتفعله هو رد جميل للامريكي بول بريمر الذي أدخلك الى الحكومة الانتقالية, ورد جميل لايران وسوريا لانها قبلت باقامتك بعد فرارك من العراق. اليس وطنك العراق هوالاجدر أن ترد له الجميل؟ .

أنت تدرك جيدا بان هذه الثورات التي اشتعلت في شمال افريقيا تونس مصروالمغرب وليبيا. وفي سوريا واليمن والبحرين ,لن تستطيع انت ولابشار ولا القذافي ولاعبدالله صالح ولامحمد السادس ولا آل سعود إطفائها ولن تنطفأ لان حطبها طبيعي ومحلي ليس مستورد. وقوي جدا فلهيبها إجتاز منطقتنا ووصل الى اسبانيا واليونان وانكلترا وستصل الى كل بقعة على هذا الكوكب حيث يوجد الفقر والقمع والتهميش .

ختاماً ارجوا ان تكون كلماتي هذه لها صدى عندك, وتساهم في إحياء ضميرك لتنقذ شعبك ووطنك من الهلاك هي فرصتك الاخيرة فاما ان تستقيل بعد أن تسلم السلطة للشرفاء. او أن تقضي على الفساد وتحرر شعبك من عبودية الفساد والاضطهاد.

مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!
- الصينيون قراصنة السوق !


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكارم ابراهيم - الى نوري المالكي