أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي!















المزيد.....

انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 22:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(حول فضيحة عقود وزارة الكهرباء مع شركات وهمية!)

ان تعاقد وزارة الكهرباء مع شركات وهمية في كندا وغيرها بمبالغ تصل الى اكثر من مليار ونصف المليار دولار وانفضاح هذا الامر، بين للقاصي والداني وللمرة الالف محتوى هذه السلطة، واحزابها وتياراتها.
ان اسخف تصوير ذلك الذي يحيل الفضيحة الى وزير معين، وينقذ رؤوس البقية في اعلى الهرم من فضيحة ليست بسيطة مثل هذه وبمليارات الدولارات، اي انه امر تم بعلم رئاسة الوزراء والمالية وغيرها، اي ان اخطبوط هذه العملية لايمكن ان يكون فرد او حتى حفنة اشخاص. ان هدف هذا الامر معلوم، انقاذ راس العملية ككل واحالتها الى قضية "عدم نزاهة" شخص!!
لقد عبرت السلطة المليشياتية الحاكمة في العراق وحكومتها كل خطوط حمراء، كل ماهو متعارف عليه في عالمنا هذا، امر يندر ان تجد مثله ويصعب وصفه على الاطلاق. تؤكد هذه السلطة وتياراتها يوما بعد اخر ان ليس هناك شيء يقف بوجهها. انها طليقة في الاستهتار بكل شيء ياتي على ايديها، ثروات المجتمع، كرامة الفرد، الحد الادنى من قواعد مجتمع عادي ومتعارف. انه الاستهتار بكل القيم حتى البسيطة منها. ايتطلع احد، بعد هذا، شيء من هذه السلطة؟! انه واهم الى ابعد الحدود.
انها سلطة السجون السرية، احط القيم والافكار والعادات والممارسات القومية والطائفية الرجعية، الجوع والفقر والبطالة، فرض الرجعية على المجتمع واشاعتها ووصم المجتمع بصبغات معادية ومناهضة للانسان الى ابعد الحدود من اجل فرض انفسهم في السلطة بالضد من ارادة الجماهير المحرومة والكاحة.
لقد عبرت هذه السلطة مرحلة الفساد. ان كلمة فساد هي رحيمة جدا بحقهم وكاذبة ومخادعة الى ابعد الحدود. ان مايقام في العراق اليوم ليس فساد، انه لصوصية سافرة وبوضح النهار ودون اي محاسبة جدية تذكر. انه سرقة ثروات مجتمع تغط اغلبيته في فقر وجوع مدقعين. ان النهب هذا هو ليس ظاهرة افراد، ليست "سوء اخلاق" هذا الوزير او ذلك. انه ليس من سمات هذا الطرف الذي في السلطة دون ذاك. انه سمات اطراف كل المستنقع الذي رمي فيه العراق اثر الحرب والاحتلال. انه جزء لايتجزأ من ماهية هذه الاطراف. انه جزء من ماهية طبقة، البرجوازية، التي تعد هذه الاحزاب معبرة او ممثلة بدرجات تقل او تزيد عنها.
ان هذه السلطة، ولشدة تفسخها وتعفنها ماضية بعيدا في معاداتها للجماهير، هي جزء من الوضعية السياسية الراهنة في العراق، وان ممارساتها هي امتداد لهذه الوضعية. انها سياسة لوي الاذرع و"اسكت لي واسكت لك" وغيرها من الممارسات التي هي اساليب عمل هذه القوى والتيارات والجماعات المليشياتية الحاكمة. "اطلق سراح جماعتي (بالالاف!)المخضبة اياديهم بدماء مئات، بل والاف الابرياء، حتى اساعدك في تشكيل الحكومة!"، "اسكت على فضيحة الوزير الفلاني الذي من جماعتي، حتى اسكت على وزيرك المتورط في فضيحة ليست اقل والذي هو من جماعتك". ان هذا هو المنطق الذي يحكم العملية السياسية، وفي الختام ليس بوسع احد ان يقول انا "نظيف السيرة" واني براء من هذا المسلسل الماساوي، الكل بمالكيها وعلاويها وطالبانيها وصدرييها وحكيمها وبرزانيها مشتركين جميعا في خلق هذه الماساة.
انه استهتار مابعده استهتار ان توجد المخارج لهذه الاعمال، بالامس وزير التجارة، وقبلها فضائح التعذيب بالمثقاب الكهربائي واليوم الكهرباء، من قبل نفس السلطة المليشياتية الحاكمة، وبعدها يظهرون وكانه شيء لم يكن! نهبوا وسرقوا، وخرجوا تقاعد مع كامل مستحقاتهم ورواتبهم التقاعدية الخرافية! ان هذا هو بالضبط استهتار بالعراقيين، استهتار بكل المحرومين والجياع والفقراء، استهتار بالعمال والكسبة، استهتار بكل شيء.
ان جزء من استهتارهم هو ادراكهم ان "لارادع"! على جماهير العراق ان تكون هذا الرادع. يجب ان تزاح هذه السلطة جملة وتفصيلاً. يجب ان تنتهي هذه القرصنة واللعب بحياة ومصير الاغلبية الساحقة. ان هذه السلطة ليست اهل اصلاح، ليس اهل كشف عيوبها ونواقصها، ان هذه سلطة ليست سلطة "تجربتنا جديدة في الديمقراطية ويجب تطويرها". هذه السلطة يجب ان تزاح من حياة الجماهير. انها سلطة المليشيات واوهام الجماهير في ان واحد.
يجب ان تزول الغشاوة عن هذه السلطة وماهية تياراتها المليشياتية المناهضة للجماهير. انها نتاج سيناريو مظلم، ينبغي ان ينتهي هذا السيناريو-الكابوس من حياة المجتمع. ليست انتخاباتها سوى، مثلما قلنا دوما، هو اضفاء الشرعية والقانونية على وجودهم على راس السلطة، لا اكثر! وليس له اي ربط بتمثيل الناس او غير ذلك.
ليس لطرد وزير التجارة او الكهرباء او استقالتهم رد على اوضاعنا. ان اوضاعنا يجب ان تتحسن من مكان اخر. فبدل اللص، ثمة لصوص اخرين "على الخط" ليسوا اكثر امانة تعيد انتاجهم الوضعية السياسية الراهنة!
على الجماهير العمالية والكادحة وكل الساعين الى حياة افضل لجماهير العراق، كل دعاة الحرية والمساواة، ان يشمروا عن سواعدهم ويقولوا بعبارة صريحة وواضحة ان هذه سلطة اللصوصية، سلطة القمع الدموي، سلطة السجون السرية، سلطة مليشيات عديمة الرحمة والانسانية وتلذذ بدم الابرياء، ينبغي ان نشحد قوانا من اجل لجمها من التحكم بمصير المجتمع. ينبغي تنظيم انفسنا وتوحيد صفنا في كل زاوية من حياة المجتمع، في المعامل والمصانع، في الجامعات، في المحلات والاحياء، في اماكن العمل وفي كل زاوية. ينبغي ان ننظم انفسنا في تجمعات عامة، نقابات، جمعيات ومنظمات جماهيرية تضع نصب عينيها الدفاع المستميت عن المطاليب العادلة للجماهير في تحسين الاوضاع المعيشية وانهاء اجواء الفقر والجوع، في فرض الحريات والحقوق وغير ذلك. ينبغي ان نحيل امكان تواجدنا الى اماكن لارق السلطة، لاماكن للتدخل في كل شاردة وورادة تخص مكان تواجدنا وتخص المجتمع، لوضع اليد على اللصوص والفاسدين، لتسيير امور المجتمع، وللتدخل في رسم مصيره ومستقبله.
ان استمرار هذه المليشيات وممارساتها ينبع بالدرجة الاولى من غياب هذا الصف الموحد والواعي. ينبغي ان نطوي هذه المرحلة، وبسرعة. انها سر ماساتنا قبل اي شيء اخر.
ان الحزب الشيوعي العمالي هو طرف في هذا الصراع، طرف تنظيم وتوحيد الجماهير، واولهم الطبقة العاملة، في العراق من اجل انهاء عمر هذه السلطة والمستنقع المظلم التي رمت المجتمع فيه. ان تقوية صف هذا الحزب هو خطوة لاغنى عنها من اجل خلاص المجتمع النهائي.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!
- للرد على الامبريالية... ينبغي ادامة الثورة وتعميقها!
- لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!
- طالباني وبؤس -الريس-!!!
- نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!
- حول الشعبوية المنفلتة العقال اثر احداث تونس!
- عمال تونس! رحل بن علي... وماذا بعد؟!
- اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!
- لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة ب-الانتخابات-، بل الفظوه ب ...
- لا وطن للعمال-! (بصدد -العمالة الوافدة- والموقف الشيوعي)


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي!