أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حزب الخضر يرفع شعار أتعلّم الواوي على أكل الدجاج














المزيد.....

حزب الخضر يرفع شعار أتعلّم الواوي على أكل الدجاج


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 09:11
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمحوا لي ان اقدم لكم نفسي ودرجتي الحزبية بايجاز وابتسار، انه ليس اعترافا امام ضابط مخابرات معمم ولكنه شعور بالندم لاني تعجلت الانضمام الى حزب اكتشفت بعد ذلك ان بيني وبينه مابين الحية والبطنج.
انا ايها السادة عضو في حزب السلام الاخضر منذ 7 سنوات ومنذ ذلك الحين وانا احاول ان اوازن بين شخصيتي الحقيقية والاخرى الحزبية.
ففي كل مرة احضر فيها اجتماعات الحزب اصاب بالدوخة واصفرار الوجه وارتجاف الساقين واليدين وفي كل مرة ايضا يتبرع احد الحضور لاستدعاء سيارة الاسعاف لنقلي الى اقرب مستشفى.
بصراحة لم استطع ان اهضم مقررات الحزب فهم يريدون مثلا ان يشارك الجميع وخصوصا من رتبة مدير عام فما فوق في تنظيف السواحل والانهر اسبوعيا كما يريدون من وزير البيئة ان يعمل كحارس 3 ساعات في عطلة نهاية الاسبوع امام مجموعة من الشجيرات المقابلة لشركة نفط الجنوب لمنع دخول العابثين اليها والغاء وظيفة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة واحلال وظيفة مفتش مؤقت لرقابة مدى نظافة ارضية الوزارات ومنها بشكل خاص وزارات المالية والنقل والشوؤن الاحتماعية ومقر مجلس الوزراء وماتحت كرسي رئيس مجلس النواب ومساعديه.
عرفت فيما عرفت ان هذا الحزب لايهتم بنظافة البيئة فقط كما قد يتوارد للذهن بل ان اهتماماته ابعد من ذلك فهو مثلا يؤمن بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية التشاركية واحترام التنوع الثقافي كما انه لايؤمن باصدار بيانات الاستنكار خوفا من الاعتقال العشوائي.
هناك ايضا جيش من المنتسبين نصبوا لهم سرادق على طول انهر الدول التي اجازت لهم العمل فيها لاخذ عينات دورية من مياهها والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك السمكي مقابل جيش آخر يتجول في الصحراء للتأكد من عدم وجود صيادي الثعابين والعقارب والغزلان البرية.
كان يوم امس حاسما في حياتي بعد ان قرر مجلس الامناء في الحزب ترشيحي للعمل مع جيش المياه الخضراء الذي يعمل على اعادة اللون الازرق اليها وبدلا من ان اقدم تقريري الخاص اعلنت استقالتي امام الحشد ووقفت امامهم لشرح المسببات.
قلت فيما قلت: انا ايها السادة معيدي من البصرة وبالضبط "شروكي" كما يقول اخواننا سكان بغداد وكان لانضمامي الى هذا التنظيم غرض اناني وهو استعراض مدى حضريتي وتطور نافوخي مع مقتنيات العصر ولكني للاسف لم استطع ان اواكب ذلك فسقطت بالامتحان لوجود اطنان من المياه النظيفة حولي وهي تشكّل منظرا غير مرغوب فيه في الوقت الحاضر.
اتذكر ان امي اخذتني الى طبيب القرية (ناحية السيبة التابعة لقضاء ابو الخصيب) لارتفاع درجة حرارتي،كان عمري آنذاك 5 سنوات وعلى ما أتذكر فان الطبيب سأل امي ضاحكا: منذ متى لم يشم امك هواء المجاري فردت امي بالقول بانها لم تسمح لي بالخروج الى الشارع الا برفقتها كما انها تتخذ اعلى درجات الحيطة والحذر من وقوعي في احدى سيفونات المجاري المفتوحه.
رد الطبيب وهو مازال يضحك اذن دعيه يخرج الى الشارع لانه مصاب الان بالنظافة الشاذة التي لاتتلاءم مع هذا الزمن.
ايها السادة
صحيح اني اطعم الحمامات صباح كل يوم وارفع اوراق الشجر من اسفلت الشارع العام وصحيح ايضا اني بحثت عن المجاري طويلا فلم اجدها وصحيح ايضا اني بحثت عن كومة طين صغيرة بعد سقوط المطرفلم اعثر عليها وصحيح اني اؤمن بان هدفكم تنظيف النفس قبل اي شيء آخر ولكني لم اتحمل ذلك فانا كما قلت شروكي ولايمكن ان ابتعد عن "السيان" ففي بلادي لاتجد شخصا انيقا في الشتاء ولا سمينا في الصيف وليس في الاسواق من يبيع العطر الباريسي او البدلة السموكن او ملابس داخلية لاطفال العاهات الخاصة.
لقد طلبتم مني تقريرا عما قمت به خلال الشهر الماضي وحددتم لي احدى ضواحي بغداد مكانا للعمل، فماذا وجدت؟؟.
وجدت العديد من الحواجز يحرسها ملثمون ويعتمرون نظارات سوداء غاية في القتامة، ذهبت الى مدينة الثورة فقيل لي انها مغلقة لميليشيات المهدي فوليت وجهي نحو الكرادة فمنعني رجل طويل الشارب واللحى بصوت حنون:هذه المنطقة خاصة للمجلس الاعلى وجماعة الضاري ،واوعزتم لي بالذهاب الى حي العدلية والغزالية فاراني احدهم هناك رشاشته التي صوّب فوهتها الى صدري قائلا: كيف تجرؤ على المجىء هنا، الاتعرف انها لاتباع الدليمي.
امرتموني للذهاب الى النجف الاشرف حيث وجوه الناس هناك تشع بنور الايمان وياليتني لم اذهب فقد سمعت عويل النساء وصراخ الاطفال ومشاهدة الشباب ذوي الخبرة في تدخين "النارجيلة"وقبل ان اباشر عملي جلست في احدى المقاهي لاسترد نفسي وكان سوء طالعي اني جلست بالقرب من احد الشباب الذي بادرني بالقول:
اترى هذه البيوت، انها مؤجرة لجيش المهدي وفيها مالذ وطاب من فنون التعذيب وكسر الذراع، اترى البيوت المرصوفة مع بعض هناك والتي تلاصق مباني النجف القديمة،انها تابعة مناصفة لجيش المهدي والمجلس الاعلى حيث خصصت كسجون سرية غاية في الابداع وهندسة الديكور الايطالي. وحذارى ان تذهب للمدينة القديمة حيث ستكون لقمة سائغة بيد المسلمين هناك ولا مانع لديهم من ان يأكلوك مثل لقمة القاضي.
ها اني ايها السادة اقدم لكم استقالتي راجيا قبولها مع فائق التحية والاحترام.
المصدر:شاب عراقي جامع للامثال راح للسفارة الصومالية فلم يعطوه فيزا.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -استاذ .. ممكن اروح للتواليت-
- محطة لل(الحبربش) واخرى للحزب الشيوعي
- وريقة من يوميات محتار بالحرارة
- عبوسي الطيار يعرف هندي
- زواج طويل العمر
- الطرق الواضحه في سكسوكة الوجوه الكالحه
- موتى النجف لايهربون ابدا
- كافي عزايم مام جلال
- اقرأوا معي سورة الفاتحة رجاء.... الفاتحه
- ألانتحار على الطريقة التركية
- حكاية صيني يحجي عراقي
- العانسون والعانسات... البطّالون والبطّالات
- رقصني ياجدع
- جارتي البريطانية تحب التمر العراقي
- حلم ليلة شتاء باردة جدا
- مجلس-الامة-.. كل عن المعنى الصحيح محرّف
- شفتو مو بس احنه اللي نسرق؟
- بين خازوق الشهرستاني ودهن شركة نفط الجنوب والسيستاني
- تحت الصرة فوق السبعة
- خرّي مرّي او مثل مارحت جيتي


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حزب الخضر يرفع شعار أتعلّم الواوي على أكل الدجاج