أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - هل تحل الفلسفة مأزق العنف الدينى !!















المزيد.....

هل تحل الفلسفة مأزق العنف الدينى !!


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 09:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


طبيعة الحياة أن تعيش كائنات علي إفناء كائنات أخرى، ان لم يكن هذا واضحا تأمل الطعام الموجود علي مائدتك أثناء تناول اى وجبة من وجبات اليوم، نحن نأكل الخضروات، الحشائش، القمح، السمك، الطيور، اللحوم، الفاكهة ، ونستولي علي إنتاج كائنات اخرى كالعسل، البيض، واللبن نحن نقاوم الذباب، البعوض ،النمل، الجراد بالمبيدات وكلها كائنات حية ونطارد الفئران، القطط ، الكلاب المتواجدة في الشارع دون صاحب وهي كائنات، وندمر البكتيريا والجراثيم بالمطهرات و المضادات الحيوية رغم انها أيضا كائنات .
فلماذا نعجب عندما كان البشر يأكلون بعضهم بعضا!! أو نندهش عندما نكتشف أن مجموعة منا تخطط لافناء جنس ، قومية، أو أبناء طائفة مخالفة !! انها طبيعة الحياة أن يدمر القوي اذا استطاع دون رادع ، انها الوحشية التي فطرت عليها الحياة وهي القانون الذى يحكم وجودنا، المراة التي كانت مسيطرة علي القبيلة في يوم ما فهمشت الرجل فلماذا نعجب من انه يضع العراقيل أمام تقدمها اليوم ليوقف نموها و يظل مسيطرا!! الابيض استعبد الاسود و الاصفر وهو يصر علي ان تبقي العلاقة بينهما علاقة التابع بالسيد .. الاغلبية تضطهد الاقلية والغني يتحكم في الفقير والبوليس يعذب الشعب ، والبلطجية ترهب كل من يتصدى لها انهم جميعا بشر قادمون لتوهم من غابات التخلف و البربرية .
تاريخ الانسان هو في حقيقته تاريخ الإفناء و تجنب الإفناء، وذلك بابتكار و امتلاك و تخزين أسلحة هجومية و أخرى دفاعية ، السهم، الرمح ، والسيف في مواجهة الدرع والخوذة و التحصينات ، المدفع، ومدفع ابعد مدى .. الدبابة و الالغام .. الطائرة و الردار و الصواريخ، الرغبه في تدمير الآخر و الخوف من التدمير، الحرب هي الدافع الرئيسي للاختراع وهي اسباب تطور الاسلحة و مضاداتها ومن خلالها عرف الانسان السيارة، الطائرة، الصاروخ و تفنن في زيادة سرعة معداته علي الارض أو فوق وتحت الماء أو في الهواء أو السياحة في الفضاء .
تكنولوجيا الافناء و الاتقاء منه تطورت بشكل واسع بعد تفجير قنبلتين ذريتين فوق هيروشيما و نجازاكي، فالقنبله التي تم استخدامها أصبحت لعب اطفال بجوار الاجيال التالية من اسلحة الدمار الشامل، ووسائل النقل أصبحت أسرع و أدق كما ان أساليب الانذار منها وحرفها عن الهدف تطورت مع اكتشاف ما للموجات اللاسلكية من قدرات سحرية في نقل الصوت و الصوره أقرب للمعجزات، العالم في سباق لاختراع أدوات الفناء وفي نفس الوقت تأمين معدات الانذار و التشويش لافشال فاعلية اسلحة العدو ثم رد الصاع صاعين.
توازن القوى الذى حدث بسبب تطور أسلحة الردع و الردع المضاد هو الذى منع ملاك الصواريخ من تكرار ما فعلوة أثناء غزو العراق و إطلاق نيرانهم من أمريكا لتصيب اهدافها في بغداد، ومع ذلك لازال الاقوى يدمر الاضعف في ليبيا و افغانستان، فامتلاك تكنولوجيا الهجوم الحديثة يحتاج الي علم و علماء ..الي جامعات متقدمة و أبحاث الي معمل و مصنع الي صبر وخيال الي تجارب وتطبيق و تطوير الي مراعاة الجودة و الدقة والقدرة علي التخطيط و تنفيذ ما تم تخطيطه .. خبرة متراكمة تتصاعد باستمرار إفتقدها هؤلاء الذين يقطعون الرقاب والأطراف بالسيوف وهم يهللون بالله أكبر ، او يفجرون أنفسهم بين مدنيين ودعاء وهم يحلمون بحور عين الجنة .
الانسان فى رحلة تطوره من الاريكتوس الساعى طول اليوم باحثا عما يسد به رمقه من جذور أو أعشاب مدافعا عن نفسه ضد عدوان الوحوش والحشرات وكائنات الغابة الأثيرية، الى ذلك العالِم الذى يضع سيناريوهات مواجهة الكائنات الفضائية فى حالة غزو الأرض مستخدما حزام الكويكبات فى إطلاق صواريخ أشعة الليزر على الأساطيل المغيرة .. كون لنفسه عبر تاريخه الطويل نسقا إجتماعيا وأخلاقيا هذبه وأنسنه وميزه عن وحوش الغابة وجعله عارفا بنبل سيادة قيم السلام واحترام حقوق الانسان والتوافق مع البيئة .
والتطور الأخلاقى والقيمى للبشر لم يواكب سرعة التطور العلمى والتكنولوجيا ( عسكرى أو سلمى ) فالانسان الذى يبتعد يوما بعد يوم عما كان عليه الجدود او حتى الآباء ويحقق النجاحات العلمية والصناعية المتتالية ، لم تتطور قيمه وأخلاقه كثيرا عن ذلك الذى عاش على الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة، مازال الانسان يطرح نفس الأسئلة الميتافيزيقية التى حيرته عن الوجود والحياة والموت ولا يجد الا نفس الاجابات عن الاله بارئ نفسه المسيطر على الكون والمحرك له والراعى لكل الكائنات مانحا الرزق لها، والذى كرم بنى آدم بالوعى وعلمه الفارق بين الخير والشر ليحاسبه فيكون للأشرار العذاب وللأخيار النعيم. الدين كوسيلة تهذيب وردع للرغبات التى ورثها الانسان عن الطبيعة بالعدوان على الكائنات الأخرى بما فى ذلك من يخالفه من البشر لم يتغير منذ ثلاثة آلاف عام الا فى الشكل.. أما الجوهر فواحد .. لا تسأل .. كن مطيعا مهذبا واستمع.
هل الانسان مازال في حاجة الي ملاكين أحدهما علي يمينه و الاخر يعد السيئات علي يساره !! هل يحتاج لمن يراقب سلوكه لمجازاته علي الطيب منها ومعاقبته اذا ما أطاع طبيعته وصار عدوانيا علي جاره أو عاشر أنثي أعجبته مثله في ذلك مثل باقي الكائنات حوله التي تتكاثر دون مشاكل !!.
تهذيب البشر و ضبط سلوكهم كان دائما وظيفة الامة و كهنتها الذين بُني علي رؤيتهم القانون والعقد الاجتماعي بين افراد المجتمع، الانسان في زمن البداية كان يحكمه بجوار الخوف الجهل عندما كان يلجأ لكبار السن لم يكن يجد الا السحر ثم الاسطورة، إنسان العصور الباكرة كان يقتات علي ما يقصه ساحر الجماعة من معجزات خارقه قام بها الاجداد الطيبين أو الاشرار، وكان يتقي شر اعمال العدوان بطقوس سحرية تتطلب التضحية بكائن حي، لقد كان الدم هو الوسيلة البدائية للخلاص ..وكان الخضوع هو الباب المؤدى للنجاة .. تطور الاديان ليس موضوعنا الان و ان كان من المفيد الاشارة الي تلك الكائنات الغير مرئية العديدة التي كان البشر يؤمنون بقدرتها علي السيطرة علي مقدراتهم الانية و المستقبلية ، التنبوء كان و لا زال المحرك لتصرفات العديد من البشر الطيبين الذين يتعجلون رؤية ما سيجلبه الغد ، الالهة العديدة التي آمن بها البشر بدأت في الانكماش، لقد كان لكل قرية اله و كان سكان القرية عندما يغيرون علي قرية مجاورة و ينتصرون فمعني هذا ان رب المنتصر هو الاعلي و النافي للرب المهزوم قومه .. مع مرور الايام اصبح هناك اله مسيطر هو الاكبر عند قومه و الباقين في خدمة ملكوته، هل استطاعت الالهة العديدة و الاله المسيطر ان يهذبوا من طبيعة البشر ( لأ ) لقد استمرت الحروب و الغزوات و افناء الاخر السمة الغالبة لسلوك الانسان حتي عرفت البشرية الفلسفة.
في زمن قريب (مقارنة برحلة الانسان التي استغرقت عشرات الالاف من السنين )عرف البشرمن الفلسفة الاجابة (علي ما حيرهم من مشكلات اخلاقيه) في اطار المحافظة علي التناغم مع الطبيعة و احترام البيئة بما تحتويه من جبال ووديان و انهار فوق الارض ومن كنوز وخامات تحت الارض ..التناغم مع البيئة جعل من النبات و الحيوان شركاء حياة علي الانسلن الاكثر ادراكا المحافظة عليها .. لحن التكامل الذى عرفه الانسان الحديث شمل تعساء الحظ من البشر الذين توقف نموهم الحضارى عند مراحل البداية لمساعدتهم علي ان يتخلصوا من طبيعتهم كقتلة بالفطرة موغلين في الدم و التار و الاغارة علي المسالمين الناشطين العاملين علي تجميد قانون الافناء الاذلي والتعايش مع مجتمع قبول الاخر بدلا من نفيه .
الفلسفه ساوت بين البشر و أمنَت لكل منهم الحق في ان يعيش آمن يتمتع بفرص متساوية ومع ذلك فالغالبية العظمي من البشر لا زالت لم تتزحزح قيد انملة عن معطيات تسطح ثلاثة الاف سنة ماضية متجاهلين منجزات العلم الحديث و تفسيراته للكون وحركة الكواكب مصرين علي ان ما يعلونا سماء وماء و ان الارض مركزا للكون وان المياه غطت الارض و ابادت كل الكائنات وان الهة قدماء المصريين الصغرى قد تخفت في أثواب ملائكة و شياطين سوف تحبس عن قريب لثلاثين يوما .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطن ..البترول ..و نهب الوطن
- 23 يوليو و الفرص الضائعة
- لا أنفى، لا أؤكد، ولكني أشك
- تربية المساخيط حرفه شرقيه
- مصباح علاء الدين و أحلام المهمشين
- التكنولوجيا و العقل البدوى
- العودة الي متوشالح
- الخوف من الحرية
- -تكليف الله - و النكوص الجيني
- حامد حمودى و احواض السمك
- صعوبة أن تكون مسلما
- الجالية المصرية ..في مصر
- أندى العالمين كفوف راح ( اقتصاد التسول )
- طفولة البشرية ام شعوب أطفال
- خير أجناد الأرض والخامس من يونيو
- هل هو دجل.. ام جهل !!
- حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح
- فلينظر الانسان كيف تطور
- هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
- (الخلافة) غضب الله في ارضه


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - هل تحل الفلسفة مأزق العنف الدينى !!