أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الانتقالية















المزيد.....

حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الانتقالية


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الجماهير تنتظر جمعة الغضب الثانية في 8 يوليو، كي تعبر الجماهير عن رفضها للعديد من القرارات والإجراءات التي يتخذها (أو لا يتخذها) المجلس الأعلى بالطريقة التي تؤثر سلبا في أهداف الثورة ، وإذ بالجماهير تسبق هذه الجمعة بالعديد من التظاهرات، ولم تتردد الشرطة في مهاجمة المتظاهرين في مسرح البالون، والتحرير، بالقنابل المسيلة للدموع وقطع الرخام، في تعاون تام بين الشرطة والبلطجية ، أي أن الأمن هو هو ، وغضب الجماهير كما هو ، وكأننا نعود للمربع الأول.

نعم لقد قامت الثورة وتولى الجيش حمايتها، وأوضح اللواء حجازي في لقاء الخميس قبيل ثورة الغضب (الجمعة 27 مايو 2011)، في اللقاء مع برنامج "بكرة أحلى" (راجع الرابط الأول):
- كانت الثورة بلا قائد.

وهنا تولى المجلس الأعلى المسئولية ،
نعم الدرع قائم ، ولكن أين الثوار؟
أين الثوار وفلول النظام السابق تقود باقتدار ثورتها المضادة؟
أين الثوار وبعض رموز النظام السابق لا تزال تحتل مراكزها في أجهزة الدولة؟
أين الثوار وقتلة الشهداء لا يزالوا في مناصبهم ، بعضهم يحاكم في الصباح ويعود في المساء لممارسة دوره، يأمر وينهي ويساوم الشهود وأسر الشهداء على دم أبنائهم بمبالغ ستدفع من خزانة الدولة؟
أين الثوار ومحاكمات القتلة تسير ببطء، والعديد من القتلة أحرار طلقاء؟
أين الثوار وتيار ديني نشط يحتل الساحة السياسية، ويقود الثورة والبلاد لدولة دينية (اسمها الحركي دولة مدنية بمرجعية دينية)، تيار نشط منظم ، لديه تمويله وموارده القوية، فارضا سطوته على الشارع ، أسس ثلاثة أحزاب حتى الآن، واعدا بالحصول على أكثر من نصف مقاعد البرلمان القادم، كما أصبح له من يمثله في انتخابات الرئاسة القادمة؟

نعم لقد نجحت الثورة عندما قام الشباب في يوم الشرطة في 25 يناير بثورتهم ، ليحولوا هذا اليوم من رمز للقهر والمهانة، إلى يوم عزة وكرامة وفتح جديد في تاريخ مصر نحو العدالة والحرية، نعم نجحت الثورة عندما قام الجيش بحمايتها، معبرا عما قاله اللواء العصار:
- لقد استقبل الشعب الجيش يوم نزل الشارع يوم 28 يناير بالترحاب، ولم نتعرض لأحد من منطلق ان الدستور بيقول ان القوات المسلحة ملك الشعب المصري، واحنا اتصرفنا على هذا الأساس، إحنا مِلك الشعب."

ولأن "الثورة كانت بلا قائد"، فقد تساءل د.عمرو خالد في اللقاء سابق الذكرعمن يمثل الثوار الآن، والجواب : لا أحد؛ فقد تولي المجلس القيادة، وبقى الثوار في الشارع، ومنع المجلس التظاهرات، وتعامل بشدة مع المتظاهرين، فكان الاعتقال والتعذيب، والكشف عن عذرية المتظاهرات، والمحاكمات العسكرية ، والضيق بالنقد واعتبار التعرض للمجلس خط أحمر.

.. خط أحمر مرة أخرى!

لعلها كانت كلمة تنكأ الجراح ، فوقعها يذكر الناس بالنظام السابق الذي وضع العديد من الخطوط الحمراء كي يرتكب خلف هذه الخطوط (الحمراء) الكثير من الفظائع، وكي يحضّر لثوريث يأخذ مصر خلف أي عصر من عصور الحرية.
وبالطبع لم يتراجع العديد من الشرفاء في النقد أو تقديم النصيحة على أقل تقدير ، فالمجلس يلعب دورا سياسيا ، وهنا كان النقد ضرورة وطنية ، مهما كان الثمن.
في الواقع كان الأفضل ان يستمر الثوار في قيادة ثورتهم حتى تحقق أهدافها، بدلا مما نعيشه الآن من أضطراب وشد وجذر، لقد دخل الجيش طرفا، وتولى المجلس المسئولية وغاب الثوار ، وحضر السياسيون والأمن وفلول النظام السابق كي يملأوا فراغ تغيب الثوار عن الساحة.
كان يمكن لحكومة د. عصام شرف أن تكون حكومة انتقالية ممثلة للثوار، لقد جاء الدكتور شرف لميدان التحرير ليستمد من الميدان شرعيته الثورية ، ولكن نقص أن يخرج الدكتور من الميدان بكافة الثوار القادرين معه على تكوين الحكومة الانتقالية، وكي تكون هذه الحكومة ممثلة للثوار، تدير معه كافة شئون البلاد وأن تكون معه في حوار مع المجلس في بناء هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد.
وقتها كنا سنتذوق طعم الثورة في الإعلام والصحافة وكافة المرافق، في العمل على رفع الحد الأدنى وتحديد الحد الأقصى للأجور، في تحرير كافة المرافق الحيوية من فلول النظام السابق، في تقديم كافة المجرمين والفاسدين وقتلة الثوار للعدالة، في حماية حقوق الشهداء ، في تخليد الشهيد خالد سعيد مفجر الثورة الأول، بدلا من طول انتظار النطق بالحكم في قضيته العادلة. كنا سنرى "محاكم ثورة" للجناة والفاسدين دون "المحاكم العسكرية" التي تقام للثوار أنفسهم. كنا سننعم بإيقاع يتناسب وحجم الثورة ، وانجازات تتناسب مع طموحاتها وتضحياتها.

ولكن كيف يمكن لحكومة الدكتور شرف أن تقود ومعها العديد من فلول ورموز النظام السابق، الثورة كانت في حاجة إلى القيام بعملية تطهير كامل لكافة أجهزة الدولة، وملء الفراغ بالثوار. كافة الأجهزة في حاجة للتطهير؛ التطهير بالاستبعاد، والتطهير بإحلال الثوار صنو الشهداء الأطهار.
التطهير لكافة الأجهزة، وعلى رأسها جهاز الشرطة من كافة مسئوليه من قادوا هجوما شرسا على المتظاهرين في مسرح البالون والتحرير، وضللوا وزير الداخلية، ولم ينفذوا تعليماته، واستمروا يضربون المتظاهرين ويقذونهم بالقنابل المسيلة للدموع وقطع الرخام، يعاونهم البلطجية، يومي 27 و28 يونيو الماضي، فالأمن له ثأر مع الشعب، الأمن يرغب بشدة في العودة لدوره في التعامل المجحف مع المواطن، ولدوره المتسلط على كافة أجهزة الدولة، ويرغب في الهروب من كافة جرائمه التي ارتكبها مع المواطنين خلال الثورة وقبل الثورة.
تطهير هذا الجهاز ضرورة ومكسب وطني، بل هو المكسب الأساسي للثورة الذي يجب أن نسعى قدما كي يتحقق بالكامل، ضرورة لا تحتمل الانتظار، ضرورة كي يتولى الشرفاء من رجال الشرطة مسئولية هذا الجهاز وكي يستبعد منه من اساءوا للشعب وقتلوا الثوار.
لو تم التطهير لجهاز الأمن، وتم بدقة تحديد صلاحياته في عدم تمدده لإدارة باقي أجهزة الدولة ، سنضمن محاكمة عادلة لكافة الجناة، وسنضمن علانية وشفافية المحاكمات، وسنضمن انسحاب البلطجية من الميدان السياسي، وسنضمن انتخابات حرة نزيهة، لا شك أننا جميعا نرغب في عودة جهاز الأمن لدورة الوطني، ولكننا نريد أمنا جديدا، بروح جديدة ، نريد أمنا يرد الهيبة للقانون، ويحفظ هيبة وكرامة المواطن.
إن ما يضمن لثورتنا النجاح المنشود هو أن يعمل المجلس بكافة امكاناته في تطهير كافة أجهزة الدولة من بقايا النظام السابق، وفي أن يتبوأ الثوار دورهم في قيادة المرحلة القادمة، أما إن بقى الثوار في الشارع فعلى المجلس والحكومة أن تصغي لمطالبهم في ميدان التحرير وكافة ميادين المحروسة، اليوم وغدا وبعد غد حتى تتحقق كافة أهداف الثورة وإلا تضيع مكاسب الثورة في أروقة السياسة، أو بمؤامرات فلول النظام السابق، أو تحت وطأة الأمن الراغب في الثأر من الثورة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الانتقالية