أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - العجز














المزيد.....

العجز


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



الحبّ ليس الباب الذي فتحه صاحب الحانة وأغلقه السكارى ، الحبّ ليس البخور الذي أحرقته أمي
على قبر أبي ، الحب ليس نهد الفتاة الوحيدة في شارع القبلة القديمة ، حيث مددتُ يدي على قميص
المدرسة الأبيض لأدرك أن الحب ليس هكذا ، الحبّ ليس العلم الذي رفعناه في ساحة المدرسة
ألف مرة ، الحبّ ليس ضريح الحسين والنقود التي في داخله ، الحب ليس عباءة أمي التي ابيضت
من البكاء ، الحب ليس زجاجة عرق يسكر بها أبي ويصحو بسببها أخوتي من الموت ، الحب ليس لمعان الراجمات
في القادسية الثانية ، الحب ليس شوربة رمضان وسجادة جدي ولا غضب سورة البقرة من المنافقين ، الحب ليس هؤلاء
المراهقين والمراهقات الذين يكتبون شهوتهم وخوفهم من المجهول ، الحب ليس حديث جدتي إلى دجاجاتها ، الحب ليس الشتاء
وفاكهته ، الحبّ ليس ضجة البساتين في الصيف ، الحب ليس خرير الجداول فوق وجه البصرة ، الحب ليس رائحة جارتنا التي
راودتني وخفتُ حتى شُقّ حيائي من خلاف ، الحب ليس ندمي على نكهة تلك الجارة الطيبة كل هذه السنين ، ولا حزني على زوجها
المفقود ، ولا لوعتي وأنا أتلصّصُ عليها بأفخاذ عارية تغسل الثياب
بطشت أكبر من عطشي . الحب ليس الحنين إلى أهلي ، ولا زوجتي التي
طلقتني وأكلت ابنتي ، الحب ليس الساعة الثالثة فجراً حين يطرق الحزن بابي ، الحب ليس البكاء الذي لا أحسنه
لأنني تعلمته مؤخراً ، الحبُّ ليس المشيب الذي يتفتح في جسدي ليُعلن آنتصار التراب على روحي . الحبُّ ليس
أولادي الذين ماتوا في السفر ، الحب ليس أصدقائي الذين لم أعثر عليهم بعد . الحب ليس ليلة القدر وصلاة التراويح . الحُب ليس الرئيس العراقي
المشنوق وجثته التي يُحلّق فوقها طائر الثأر . الحب ليس الفتاة التي أحبتني حتى هربتُ من جمالها بسبب عجزي . وليس الفتاة التي أحببتها
حتى شنقت نفسي بملابسها الداخلية البيضاء . الحُب ليس الموبقات التي كل مساء أحدث بها نفسي . الحُب ليس العصافير
التي تخرج من فمي حين أكون بمزاج رائق . الحب ليس المرأة التي طرقت بابي وأطعمتني وعلى رأسها يرفرف علم العراق . الحب ليس أختي التي
تنتظرني كما تنتظر البدويات أخوتهن بعد الغزوات . الحُب هو المساء الذي جرحتُ فيه نفسي بعذاب البشر . الحب هو النهار الذي كشفتُ
عنه الغطاء وأبصرت حقيقتي . الحب هو القبلة التي لا تنتهي حتى لو شربت كل لعابها و شربتْ كل لعابي لأن الحُب خيال
والجسد مجرد حقيقة . الحب هو اللحظة التي وقعتْ عليها عيني فعرفتُ أن يوسف أجمل من أن تأكله زليخة . الحب هو اللون
والرائحة وصفاء الجلد وذكاء اللغة . الحُب هو دمي الذي يتبدل مع كل حبيبة . الحب هو عجزي التام عن الحب .
http://youtu.be/_CVeJFmV00o


النبات

الإنسان نبات ناطق . ياله من لعب بلحية أرسطو . الشاعر نبات ناطق . ألا ترى كم هي عميقة وضاربة جذوري ، ألا ترى
كم أنا أتأثر بالفصول وأهتز للريح و أبتل بالمطر و أصفرّ في الخريف . ألا ترى كم أنا مشلول وعاجز عن الحركة . ألا ترى كم أنا صامت
وناطق أليست هذه فصاحة نبات لم يتحول ولم يحلّ به ما حلّ بالحيوانات . لماذا أركض لأموت ؟ لماذا أهجم لأعيش ؟ لماذا أختبيء
من الأرض والسماء ، أنا نبات مثمر فمدّ يدك وتذوق حلاوة الشمس والهواء . أنا أمشي واقفاً أليس هذا هو الزمن ؟.
لو لم نكن نباتات لما دفنا موتانا ..ألسنا ندفنهم طمأنينةً بالمطر والسماء ليزهروا وتحط عليهم الطيور. ألسنا ندفنهم
لتعود أغصانهم . أيها العابر على قلبي ألق الكلمة وأنا أسقيها لك وأعيدها خضراء من غير سوء .

~~~~~~~~~
شهد
~~~~~~~~~~
أسعد البصري
مرحباً بك وبقلبكِ السوري
...... أبلغي تحياتي إلى الياسمين في دمشق
إلى بردى الذي جفَّ بسبب جفاف المروءة العربية
الى الدمشقيات اللاتي سجدَ لفتنتهن الرهبان والفاتحون
إلى الفقراء الذين يعيشون أكثر سعادة من
الملوك لأنهم يمتلكون دمشق
وآنظري في المرآة وآمنحيها قُبلة وقولي
هكذا شاء أسعد البصري
ومشيأتي تتسعُ في دمشق ويركض خلفها العشّاق
مشيأتي أطفالُ دمشق و مدارسها و عجائزها
مشيأتي أن لا يمسّك الهواء ولكن لا بأس بالمطر
فشعركِ المبلول يشبه ذكرياتي يا شهد
وأنا هنا أراك بعيون النجوم
وأدعو لكِ بأوراق الرمّان .
ولأنّي لا أستطيع أن أضمّكِ إليّ بقوّة
لأنني رجلٌ معاق أسعى بيدٍ واحدة
يدٍ إسمها دمشق فقد بلغك أنهم قطعوا بغداد
وألقوا بها إلى الكلاب
بيدٍ واحدة إسمها الشام ألوّحُ لكِ
وأطلقُ القبلَ في الهواءْ
بيدٍ واحدة أرفعُ كأسي
وأشربُ نخبكِ هذا المساءْ
بيدٍ واحدةٍ أحدّقُ فيكِ فأعرفُ نفسي
ويعود بي نزقي للوراء .
بيدٍ واحدة أمسكُ وجهَ باب تاوما
وأنزل إلى دوما و أصعدُ إلى السويداءْ
أنا دمعةٌ عراقيّةٌ بكتها دمشقُ و قد شربتني السماء
[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين
- قرار مجلس الأمن ضد ليبيا ١٩٧٣
- قضاء الكتابة وقدرنا
- قراءة تحاور قراءة تمارة فريد لنجيب محفوظ
- ألندم
- سجالات
- وطني كلبٌ مسعور


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - العجز