أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (23):الطلاق العاطفي














المزيد.....

ثقافة نفسية (23):الطلاق العاطفي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 17:59
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ما بين الحب واللاحب في الحياة الزوجية كالذي بين الجنة والنار . في الحب يستمتع الزوجان بالحياة ، واقسى ما في اللاحب ان يعيشا حالة من الطلاق العاطفي ، ونعني به : الانفصال الوجداني والقطيعة النفسية بين الزوجين . لا توافق بينهما ، لا قواسم مشتركة في العلاقات والتصرف وتربية الابناء ..متناقضان في الطباع والذوق والميول والثقافة .. متشنجان ..متنافران ..لا يطيقان احدهما الأخر ..ثقيلان كما لو كان احدهما جبلا على الآخر ..الهدوء بينهما هدنه..والعنف النفسي واللفظي والجسدي هو الغالب بينهما اذا التقيا..ومع ذلك يعيشان سويا بين جدران اربعة دون ان يصلا الى الطلاق الفعلي..ربما الخوف على الاطفال ، أو الاحساس بالاحراج من الناس ، أو شماتة الاعداء ، أو الحاجة الاقتصادية..فيستمران مضطرين ، بعلاقة شكلية يعيشان جحيم الطلاق العاطفي الذي يقصّر العمر بعيش مرّ.
والطلاق النفسي نوعان : اما ان يكون كلا الزوجين مدركين لما بينهما من قطيعة ، واما ان يكون أحدهما – المرآة في الغالب - بعيدا نفسيا عن الآخر ، وغير راض عن حياته العاطفية .. ولكنه يظل متكتما على مشاعره ، خافيا ضيقه ، مجبرا نفسه على تجرّع المرّ تفاديا لطلاق فعلي .
وسواء كان الطلاق العاطفي يأخذ شكل الحرب الباردة أو الساخنة بين الزوجين ، فأن ما فيه من جفاء وصمت و " هجر في المضاجع " أو الشجار والخصام لأتفه الاسباب ، يؤدي في حالات الى الهروب من المنزل ، أو الاهمال وعدم تحمل المسؤولية ، أو التعود على الاهانة المتبادلة، أو تنامي الشعور بالكراهية الى حدّ الرغبة في الانتقام ، أو تعاطي المشروبات ، أو الخيانة التي هي اقبحها .
ما الاحظه ان الطلاق النفسي يكاد يكون ظاهرة في العلاقات الزوجية . وان المسكوت عنه اكثر من المعلن ، كما لو ان التقاليد والقيم تقول لنا : مع ان الطلاقين النفسي والشرعي كلاهما مكروهان ، فأن الطلاق النفسي اهون الشرين..فيما نرى ان الطلاق النفسي يكون في حالات اكثر شرّا من الطلاق الفعلي ، لأن الابناء فيه يعيشون كما لو كانوا في ارض مزروعة بالالغام ، الخوف ، توقع الشر ، كره الحياة ، التشاؤم ، العدائية ، الانطوائية ، تدمير الذات ، وصولا الى الشيزوفرينيا ومحاولات الانتحار .
طبيعي اننا لا ندعو الى تشجيع الطلاق الفعلي ، ولكننا نهدف الى تبيان أمرين : ان الطلاق النفسي جحيم على الزوجين ، ومدمّر لشخصيات الابناء ، واكثر شرّا" من الطلاق الفعلي كما اوضحنا . والثاني : ان الطلاق النفسي بين الزوجين يمكن فسخه ، بأن تبدأ خطوته الأولى بافتراض حسن النية في الآخر وفتح العين على ايجابياته ، وتجميد مشاعر الكراهية ، والرغبة الصادقة في التسامح، ثم الحوار والمكاشفة بشفافية الذي يبدأ بتثمين الآخر ، وادراك الطرفين انهما كانا يغمضان اعينهما عما في الآخر من ايجابيات ، ويضخمان ما فيه من سلبيات، وان عليهما من الآن ان يقلبا هذه المعادله .. فأن لم ينجحا في جلسة الحوار الأول ، عليهما تكرار المحاولة ..فأن فشلا ..عليهما مراجعة استشاري نفسي بارع في جعل خطوط حياة الزوجين تتلاقى ..فأن عجز..عندها يكون الطلاق الفعلي أرحم..لكنه لن يكون،لأن العراقيات ما أن تنجب أول طفل فأنها تلف في القماط عواطفها..وشاطرتهن التي تفكه مساء ليلة الخميس!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(22):من أنت..الشاكي الباكي..أم أبو الهول الصامت؟
- ثقافة نفسية(20) :عفريت الحب
- ثقافة نفسية(21): ما سرّ مزاجنا؟
- القيظ..وتوتر الأعصاب..وثلاث نصائح للعراقين
- بطلا تسونامي العرب
- العراقيون..وشخصية (اما..أو)
- الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!
- الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
- انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (23):الطلاق العاطفي