حرية.. حرية .. حرية ....

لؤي عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 14:21
المحور: حقوق الانسان
    

الحرية ليست مجرد موضوع نتداوله أثناء النقاش ، ولا يمكن تسليط الضوء عليه بكلمة أو مظاهرة أو حتى أخذ رأي العشرات من الأشخاص. الحرية هي واحد من القيم الإنسانية التي تنقص معها كلمة انسان بانتهائها أو إلغائها أو حتى حجبها ... وأحياناً تختلف الكلمة بحد ذاتها عندما تنتقل من شخص لآخر بمعناها وتطبيقها كما يختلف مفهومها من مجموعة لأخرى... فحريتي أنا .. تكون أحياناً سفوراً لآخرين وتدخلاً بشعاً بأعرافهم وتقاليدهم والعكس صحيح ... كما ذكرت في موضوع سابق .. للحرية حدود وأعود لتأكيد ذلك .. وهذه الحدود هي الضامن الوحيد لتحجيم الخلاف الذي سوف يحصل بين أفراد المجتمع المختلفين بانتماءاتهم ومشتركين بالإنسانية وحقوقهم بممارسة الحرية .. وتحديد الحرية الكاملة في المجتمع السوري المتنوع يجب أن يأتي من خلال جميع شرائح المجتمع بممثلين عنهم يخطون مع أخوانهم بالوطن " الحكومة المنتخبة " الحرية السورية ... لا أختلف مع الآخرين على أن حرية الصحافة والتعبير والإنتخاب والتصويت هي العنواين الأبرز في المطالبات لكننا قد نختلف بالحرية في الممارسات اليومية للفرد التي ينتمي إليها بإنسانيته في حين أنه.. أكبر اهتمامته قد تكون هي اللحظة واليوم الذي يعيشه بالحرية التي يرتأيها . في العهود القديمة كانت الحرية أن تكون سيد نفسك ولست مملوكاً لأحد تخدمه دون مقابل ... لكنك مقيد بالأعراف والتقاليد التي حددت حريتك وحريات الآخرين وأصبحت تحاسب الخارج عنها بقانون ينصاع له الجميع ... لكنها توقفت عند عتبات البيوت ولم تدخلها .. وأنا أرى أن القوانين يجب أن تدخل البيوت وتحدد الحريات داخلها بعقوبات رادعه لمن ينتهكها فليس من الحرية بشيء أن نسمع هذه العبارات دائماً "هذه أسرتي وأنا حر فيها" .. لا .. هذه ليست حرية ...
عندما تتزوج .. فأنت توسع علاقتك بالمجتمع ودخولك فيه يكون من خلال نواته الأساسية ألا وهي الأسرة .. ويجب أن تكون سليمة معافاة بالقدر المطلوب منها لتعيش وتخدم داخل هذا المجتمع وأن لا تكون منفردة مستقلة بذاتها لتغرد بذلك بعيدة كل البعد خارج السرب ...
المطلوب .. هو الحرية ... للجميع وليس للنخبة فقط .. بل لجميع أفراد هذا المجتمع حتى الرضّع منهم ... والمطلوب هو إلتزام الآخرين بحدود حرياتهم حتى لا تتداخل وتتعدى على حريات غيرهم ... والمطلوب في ظل هذه الظروف المحزنة جداً داخل سوريا هو الهدوء والحوار مع الآخر ومع الحكومة لعرض جميع الآراء ونقاشها جدياً حتى نعمل على خلق قوانين تعدل بين جميع الأطراف .. والمطلوب الآن .. هو عودة الأمان ... ووقف النزيف .. واسترداد الأنفاس .. والتكلم دون صراخ .. ودون تهديد أو ترويع .. والمطلوب أيضاً من المتظاهرين .. أن يعرفوا بأن الحرية تعني أيضاً أن تدخل القوانين بيوتهم وترسم خطوط حمراء لهم بالتعامل مع النساء والأطفال .... فعندما تنادي أنت بالحرية .. فلن تقف عند مطلبك أنت فقط بل سوف تمتد لتستوعب كل مطالب الآخرين .. وعليك احترامها بكل أشكالها... والمطلوب من المتظاهرين أيضاً أن يسمعوا أصوات من في الداخل السوري وصوت الضمير بداخلهم وليس أصوات ذوي اللحى الطويلة العفنة التي تخفي تحتها كل أحقاد وقذارات الذين جُردوا من عبيدهم وجواريهم .. لأنها هي مبتغاهم وليس الفرد ... وليس الوطن ...

#لؤي_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات