أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس















المزيد.....

ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يأتي حديث الشيخ محمد حسان جليا واضحا كالتالي (راجع الرابط 1، محمد حسان):
- " ما الحرج لو أسلمت أمرأة قبطية طواعية واختيارا بلا إكراه أن تمارس حياتها في البلد والوطن بين المسلمين وبين الأقباط بمنتهى الحرية؟ ما الحرج في ذلك؟ ما وجه الحرج؟ هل ستُنْقِص النصارى إمرأة؟ وهل ستزيد الإسلام إمرأة؟"
ثم يكمل حديثه في أن "لا أحد فوق القانون" ، وأننا "نريد أن يتعامل الجميع بعدل، فيشعر الجميع بالثقة."
لا يوجد أكثر من هذا وضوحا في الحرية الدينية (من طرف واحد، أو في إتجاه واحد)، حديث واضح صريح ، وهو ما تطبقه ويعيش به بيننا من أسلموا ، وأحيانا ما يتحدثوا في الإعلام المصري عن قصص اسلامهم (ولا حرج).
ولكن هل تنطبق نفس هذه القاعدة (الواضحة) التي يذكرها الشيخ حسان على من يدخل من المسلمين في دين آخر؟ نفس القاعدة؟ ونفس الاستعداد النفسي الرصين المستوعب لفكرة أن من يدخل دينا لا يضيف إليه الكثير ولا يحذف الكثير من الدين الآخر؟ لو أقر شيخنا وثقافتنا عموما هذه القاعدة للكافة الأطراف نكون قد "تعاملنا مع الجميع بالعدل"، ولـ"شعر الجميع بالثقة" نتيجة لهذه المساواة وهذا العدل كما يقول الشيخ حسان.
فالمواطنة التي هي أساس النظام الديمقراطي - كما ورد في المادة الأولى من الدستور- قد تم إلغاؤها في المادة الثانية التي جعلت الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع ، وهي هنا ميزت بين المواطنين على أساس "الدين" ، بدلا من أن تساوي بينهم على أساس "المواطنة".
وما تم في قصة التوأمان "اندرو وماريو" من أسلم والدهما "...فوجدا نفسهما هدفا لحرب بغرض إجبارهما دخول الإسلام كرها، رغم بلوغهما سن الإدراك والاختيار، ورغم وجودهما من الأصل على دينهما وعدم اعتناقهما الإسلام من قبل (راجع الرابط 2، محمد منير)." وهي قصة ضمن العديد من القصص التي يتم فيها العمل بالمادة الثانية.
إذن لو تعاملنا بما قاله الشيخ حسان مع كافة الأطراف نكون قد تقدمنا خطوة نحو اعتبار العقيدة مسألة تخص الإنسان لا دخل لنا فيها ، بل من الواجب ألا يكون لأي منا دخل في ضمائر الناس، فهذه خصوصية كل منا، فلنعمم مبدأ الشيخ حسان، وندعوه هو أيضا أن يعممه كي نتحرر من أحد عوامل احتقاننا الطائفي.
أرجو ألا يكون الطريق طويلا كي نتحرر من الاحتقان الطائفي:
- كي نتحرر من الأخذ بمظاهر الأشياء دون عمقها والحكم في نفس الوقت على النوايا،
- وكي نتحرر من الانغلاق والاستعلاء في نفس الوقت باسم الدين،
ولعل الأخذ بالمظهر قد ظهرجليا في كلمة ا. محمد سليم العوا بموقع الدستور (راجع الرابط 3، سليم العوا)، حيث يعلن أنه لن يصوت إلا لمن "يعرف مرجعيته الدينية، وحقيقة إلتزامه الديني"، وهنا يصبح الالتزام الديني سلعة سياسية لاختيار النائب أو الحاكم، بعيدا عن حقيقة أن الالتزام الديني أمر يتعلق بالأنسان ، أمر لا يدركه إلا صاحبه ، وإن مارسه الإنسان كي يدركه الناس يكون الأمر قد خرج من دائرة الفعل الذاتي الخالص لوجه الله ، إلى دائرة الفعل الشكلي الظاهري الهادف لكسب الانتخابات وضمان الولاء.
إقرار "العوا" يعتمد على تصنيف الناس بين مؤمن وغير مؤمن ، "فالعوا" يصف في كلمته مَن صوتوا بـ "لا" في الاستفتاء الأخير، يصفهم بـ "غير المؤمنين "، وهو ما يعكس سعي الإخوان والسلفيين لحث الناس للتصويت بـ "نعم" في هذا الاستفتاء نصرة لدين الله، بينما نادي فلول الحزب الوطني للتصويت بـ "نعم" تحقيقا للاستقرار الذي لم يحدث بعد.
ويختم "العوا" كلمته أن الترشح للرئاسة سابق لأوانه وأنه ينتظر حتى صدور قانون الترشح. مرة أخرى دين ومرجعيات دينية من أجل الوصول للحكم؛ أي وصول هذا التيار الذي يعتمد على التمييز، الذي يستبعد المسلم غير المؤمن وهو بالضرورة أن يستبعد غير المسلم.
.. تمييز يؤصل لتظاهرات "قنا" لعدم تعيين المحافظ القبطي.
.. تمييز يقسم البلاد ، ثم يتساءلون أو يحذرون من خطر تقسيم البلاد(راجع الرابط 4 ، محمد حسان)، دون أن يدركوا أن التمييز والاقصاء، وعدم المساواة، وتغييب المواطنة هم أساس التقسيم دون الاختباء وراء ما يدعونه من عوامل خارجية.
ولقد أوضحها جدا أ. صبحي صالح النائب الإخواني وعضو لجنة التعديل الدستوري أذ لم يميز بين مؤمن وغير مؤمن بل بين أخواني وغير أخواني في كلمة سخر فيها من زواج العضو الإخواني من مسلمة غير إخوانية (راجع الرابط 5، صبحي صالح) حيث سفه عضو الإخوان الذي يحاول أن يتزوج من غير إخوانية ، (فإن أحبها ، أقصد غير الإخوانية هذه)،تكون
- "قد لعبت به"،
ولأنه وقع في الحب
- "يبقى مش راجل"
وأطلق على هذا العضو كلمة قاسية الجرس، لا أود أن أذكرها، وقد قام بعض الكتاب بالرد عليه فيما قال (راجع الرابطين 6، عايدة سيف الدولة؛ 7، بلال فضل ) ، ما يستوقفني هنا في هذا المفهوم هو استعمال الأسرة كوحدة مجتمعية كي تكون "وحدة سياسية"، هو السعي من خلال الأسرة - بعد ضمان نقائها السياسي وولائها للمعتقد الإخواني- للوصول للسلطة، يقول صالح:
- "بهذه الأغلبية ننتقل للهدف الرابع بعد ما عملنا المجتمع نصبح حكومة ندخل البرلمان بـ88 نائبا نتاج أصوات الإخوان ومن والاهم، فاستطعنا من الفرد نصنع بيت ومن البيت نصنع مجتمع ومن مجتمع نصنع حكومة، واللى جاية إسلامية إن شاء الله رشيدة".
فهو هنا "لا يهذر" – كما حاول لاحقا أن يقول- بل يتقدم بمسعى يتجاوز فيه المشاعر الانسانية والعلاقات العاطفية ورابطة الحب أساس الأسرة وأساس كافة العلاقات الانسانية من أجل مصلحة سياسية ، هو هنا يسعى كي يضمن الولاء الكامل للوحدة السياسية الأولى "الأسرة" ، حتى يصل التيار الديني - متمثلا في الإخوان- للسلطة، وهو هنا وصول من خلال أغلبية آمنت بفكرهم (طبقا لمشروع صالح) وضمنت وصولهم لمقعد السلطة.
لعل في هذا ما يؤكد أن كافة التيارات الدينية تريد الديمقراطية كسلم كي تصل للحكم وتلقي من ورائها بالسلم كي تبقى وتحكم، وهو تصور لحكم أبدي يراقب (هو) الناس ويحصي أفعالهم ويقرر لهم ما يأكلون ويشربون ويلبسون، وأين يركبون ويجلسون في المواصلات العامة ، وما يقرأون وما لا يقرأون، ويراقب صومهم وصلاتهم وكافة أفعالهم اليومية، وبدلا من كونهم جزيرة فكرية عليها ان تندمج مع المجتمع ، تأخذ (هي) المجتمع بكامله معها لهذه الجزيرة.
كل هذا يدعونا أن نعمل بكل حضور ووعي كي نصل لمجتمع يحترم حرية الفرد ، ولا يتدخل في معتقداته أو اختياراته، فالفرد يقرر غاياته بنفسه ، علينا أن نسعى بوعي لدولة ديمقراطية أساسها المواطنة ، ودستور يراقب الحاكم لا يراقب المحكومين ، في ظل دولة مدنية تضمن ألا يكون الحكم مطلقا أو أبديا. وإلا سقطنا ضحايا الفوضى والعنف والتمزق واالتقسيم.

الروابط:
1 محمد حسان: http://www.youtube.com/watch?v=QnWM-SAg1zQ&feature=related
2 محمد منير، هم أيضاً لاينطقون عن الهوى الجمعة، 13 نوفمبر2009، http://www.3598.youm7.com/News.asp?NewsID=156109
3 سليم العوا: 3 http://www.dostor.org/politics/egypt/11/may/20/42773
4 محمد حسان: هناك مخطط إسرائيلى لتقسيم مصر لـ 4 دول، مصر اليوم http://starmisr.blogspot.com/2011/05/4_15.html
5 صبحي صالح: http://www.youtube.com/watch?v=2gZv3qJG0WU
6 عايدة سيف الدولة ، " تصريحات غريبة على لسان الأستاذ صبحي صالح" ، البديل، http://beta.akhbarak.net/articles/412883
7 بلال فضل، حسبى الله ونعم الوكيل، المصري اليوم ، 25 /5/ 2011http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=298003



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس