أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النظريات ممنوعة














المزيد.....

النظريات ممنوعة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعتاد المقبول ان يتبنى السياسي فكرة ما او منظومة فكرية ويسعى لاقناع المواطنين بها وعندما يجمع التأييد الكافي للوصول الى السلطة سيسعى لتطبيق كل او بعض افكاره بحسب ظروف الواقع ومصالح الوطن، إلا إن الموضة السياسية في العراق هذه الايام هي اطلاق مقولات في عبارات قصيرة لتبدو وكأنها حكمة او نظرية يستخدمها السيد المسؤول الى جانب ربطة عنقه وبدلته وساعة اليد وطاقم الحماية فيكون بذلك قد جمع المجد من أطرافه.
أغبى ما في تنظيرات الساسة هو انهم يعتقدون بأن كل ما ينطقون به انما هو فصل الخطاب ومن درر البلاغة التي لا يعلو عليها شيء وانها تستحق الكتابة بماء الذهب على جدران البيوت والمؤسسات وان تتصدر عناوين نشرات الاخبار والصفحات الاول في الجرائد، وانها تستحق الشرح والتفسير والتعميم حتى لو كانت لغوا لامعنى له، مثل الكلام عن ضرورة الحكمة والعدالة في ادارة البلاد مثلا، او عن حتمية الولاء للوطن!!.
رهان خاطئ وقديم وثبت فشله ذلك الذي يحاول الساسة تسويقه للناس على انه انجاز ما بعده انجاز، وهو رهان على قدرة الكلام في التغطية على الفشل والضعف والفساد، وهو رهان لا سياق ولا مناسبة له في نظام ديمقراطي فيه برلمان واحزاب وصحافة متعددة الاتجاهات وقوى مختلفة المصالح، فالدكتاتور الذي يسيطر على المؤسسة الاعلامية الوحيدة في بلاده هو وحده الذي يتمكن من التباهي بلغطه وثرثرته دون ان يسمع كلمات السخرية والاستهزاء، سواء من المواطنين العاديين او من خصومه السياسيين.
ولأن الساسة المتكلمين لا يميزون بين الكلام الاعلامي وكلام المضايف والمجالس الاخوانية وكلام النظريات، فإنهم يتوهمون بأن ما يقولونه هو نظريات علمية بحتة معضدة بتجربتهم العملية من خلال وجودهم في مواقع السلطة، ومن هنا تفتقت قريحة البعض عن اقتراح الاستعانة بوزراء ونواب سابقين كخبراء في الدولة العراقية بسبب (باعهم الطويل وخبرتهم العملية والتشريعية والرقابية!!!) ومن هنا لا يقبل احد ان يفارق موقعه السلطوي حتى وان كانت المغادرة في باب التداول السلمي للسلطة فهو ببساطة لايريد للوطن والشعب ان يخسرا حكمته التي عبر عنها خلال السنوات الماضية بصولات وجولات اعلامية من التصريحات الفضفاضة ويستشهد على اهميتها بتكرار زملائه لها وهو محق في ملاحظة التكرار هذه، حيث لا يتمتع كل الساسة بلسان مفوه ثم انهم يريدون اشاعة هذه التنظيرات العبقرية، ومن هنا صدق بعضهم نفسه ووضع مؤلفات عن تجربته في السلطة.
لا مجال هنا لافهام الساسة الفرق بين الكلام المرسل على عواهنه المرتبط بالصدف والمناسبات والكلام العلمي الذي يسمى نظرية كل ما يمكن قوله هنا ان الناس سأمت رطانة السلطة التي تتلاعب بالوعود والعواطف، وان هؤلاء الناس لاتريدون وزيرا او مسؤولا امنيا او خدميا او اقتصاديا يواصل قهرهم بنظرياته المتهافتة، فالمنصب يعني عمل، ومن يريد ان يدخل في خانة المنظرين والكتاب والمؤلفين فالأبواب أمامه مشرعة لكنها بالتأكيد لن تكون في غرف الحكومة ولا عند قص اشرطة المشاريع الوهمية او الفاسدة، انها هناك في مراكز البحوث والمكتبات، علما ان الاجادة في التنظير لن يكون اسهل من الاجادة في اي عمل آخر، وهي اجادة استعصت على ساسة العراق في الحقول جميعا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - النظريات ممنوعة