|
ما الفرق بيننا وبين النمسا وألمانيا ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 11:33
المحور:
كتابات ساخرة
ذهَبَ أحد معارفي ، ضمن وفدٍ في زيارةٍ الى ألمانيا والنمسا " للإطلاع عن كثب على عمل الشركات المُختصة بقطاع ماء الشُرب ، من دوائر ومشاريع ماء ومحطات تصفية ، الى معامل صنع الأقفال والمُلحَقات ، وأجهزة البحث عن الأنابيب وتسرُبات الماء ، وصولاً الى شركات عّدادات الماء " . ولأنني أعرف جدّية صديقي المهندس هذا ، وأثِقُ بهِ .. طلبتُ منه أن يُزودني ، بإنطباعاتهِ وملاحظاتهِ عن الزيارة بصورةٍ عامة .. ففعلَ مشكوراً . - يقول صديقي ، أنهم يعملون 8 ساعات يومياً ، من ضمنها "20 " دقيقة إستراحة الغداء ، أي يعملون فعلياً 7 ساعات و40 دقيقة بدون توقفات ... أقول له : يا سيدي ، أننا نشفقُ على هؤلاء الالمان والنمساويين ، وندرك ان إيمانهم ضعيف .. فنحن لانقبل إطلاقاً ان تكون الاستراحة 20 دقيقة ... صحيح انها تكفي للأكل وشرب الشاي ، ولكن الأهم من ذلك ، ماذا عن الوضوء والصلاة ؟.. فإستراحتنا هنا ساعة كاملة وأحياناً أكثر من ذلك !. ثم شيءٌ آخر .. نحنُ لسنا " آلات " ، بل نحن بشر ، نحب ان نتبادل الحديث والأخبار وندردش ونضحك ، ونُدخن ونشرب القهوة والشاي ... وإلا كيف سينقضي النهار ؟!. اننا نؤمن ب ( ان العمل لن يهرب ) فإذا لم ننجزه اليوم ، فليكُن غداً !. - يقول صديقي ، أنهم ملتزمون بمعايير الاتحاد الاوروبي ، من ناحية الدِقة والمواصفات وحالة المكائن والمُعدات ، وسلامة العُمال وتنظيم العمل ، وفحص المُنتَج داخل المعمَل ، مما يضمن النجاح في أي إختبارات لاحِقة ، تُجرى مِنْ قِبَل العميل أو الشركات الاخرى . أقول : على مُستوى العراق ، نحن أيضاً مُلتزمون بالمعايير الايرانية السعودية ، من ناحية المواصفات ، وبالمقاييس الصومالية اليمنية ، بالنسبة الى الجودة .. فعشرات المحلات المنتشرة في الأحياء الصناعية في بغداد والموصل والنجف وغيرها ، تحولت الى أماكن لتفخيخ السيارات وتجهيزها ، والكثير من التورنات ، أصبحَ عملها مُختصاً بإنتاج " كاتمات الصوت " ... وهذه كُلها مشهودٌ لها ، بالكفاءة وحتى انها أفضل من مثيلاتها الاجنبية ! . أما في أقليم كردستان ، فلم يعد هنالك شيء أسمه " إنتاج " أو معدات او مكائن إنتاجية لله الحمد .. فلماذا نتعب أنفسنا وندوخ ، في الوقت الذي نستطيع " إستيراد كُل شيء " ؟!. - يقول صديقي ، " أنهم يُوّثقون لكل صغيرة وكبيرة داخل العمل فعند زيارة دائرة ماء مدينة (كلاكنفورت في النمسا) وجدنا داخل قسم الارشيف ان لكل انبوب (خط ماء داخل فرع او شارع) اضبارة خاصة وان لكل اشتراك ماء (خط ماء الى المنزل) ملف داخل الاضبارة وكذلك بالنسبة لفوهات الحريق وفي حال حدوث عطل فأن ذلك يوثق بشكل دقيق ، من تصليح ، والمواد المستخدمة وفريق العمل وتكلفة العمل وسبب العطل ... حتى أننا وجدنا انه تم توثيق عطل انبوب يعود الى سنة (1926) !!. وقد تم ادخال جميع هذه المعلومات الى نظام (GIS) " . أقول : هنا ، لا أستطيع الإدعاء أننا نتبع نفس الآلية التي ينتهجها الالمان والنمساويون ... فهم لهم فلسفتهم وثقافتهم في الحياة ، ونحن لنا فلسفتنا .. هُم مُستعجلون دوماً ويريدون عمل وإنجاز كُل شيء بسُرعة ... أما نحنُ فنُؤمِن بأن [ العَجَلة من الشيطان ، والتأني من الرحمن ] ، وكذلك القول المأثور [ في التأني السلامة وفي العَجَلة الندامة ] .. بربكُم هل من المعقول ، أن نُرَقِم جميع أنابيب مياه الشرب ونوثقها ونفتح لها أضابير وملفات ؟ نحن نعتبر ان ذلك مضيعة للوقت !... إذا إنكسر أنبوب ، فاننا نحفر في المكان التقريبي ، فإذا لم نجده ، نحفر في مكان آخر ، الى ان نعثر عليه ، وإذا " صادفَ " أن كان هنالك في نفس المكان كيبل كهرباء أو خط تلفونات أو بوري مجاري .. وتأذى .. فنقوم بإصلاحها كُلها ... وبهذا يستفيد الجميع .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضوءٌ على الانتخابات التركية العامة
-
على هامش ميزانية أقليم كردستان
-
جماهير الأقليم في إنتظار الحلول
-
مُقارِنة بين الرؤساء
-
صعوبة فهم السياسة .. نصرالله نموذجاً
-
حاجتنا الى تَطّور حقيقي في الأقليم
-
إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
-
الرئيس ونُواب الرئيس !
-
وعود قادة العراق .. والمصداقية
-
الحكومة .. وكيس التبغ !
-
المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
-
بعض ما يجري في إيران
-
المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
-
مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
-
بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
-
مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
-
في العراق .. كُل شيء طبيعي
-
إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ
-
- هند النعيمي - قائدة المُستقبَل
-
المالكي وتحالفاته الشيعية
المزيد.....
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|