أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - تلك الرغبة الخبيثة














المزيد.....

تلك الرغبة الخبيثة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 08:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فاجأنى أحد الأصدقاء باقتراح غريب،... فى بداية الأمر تصورت أنه يطرحه من باب السخرية والمزاح، لكننى عندما لمحت أمارات الجدية على وجهه، واستبساله فى الدفاع عن اقتراحه، تأكدت من أنه جاد كل الجدية وأنه يتمنى من أعماق قلبه أن يجد اقتراحه صدى لدى من بيدهم مقاليد الأمر!!، حينئذ أصابنى مزيج من الإحباط والفزع ، وأنا أراقب تلك النظرات الضارية التى تكاد تنطلق انطلاقا من عينيه،... قال لى صديقى : لماذا لا يقوم من بيدهم مقاليد الأمور، لماذا لا يقومون بتسليم حسنى مبارك هو وأفراد أسرته جميعا إلى بعض العتاصر المنتقاة من ضباط أمن الدولة ممن أثبتوا فيما مضى كفاءتهم فى استنطاق كل من يتطلب الأمر استنطاقه، لماذا لا يقومون بتسليمهم لهم ، فيستجوبونهم بالطرق التى يجيدونها، حتى يقروا إقرارا وافيا ومفصلا بكل مايملكون وما قاموا بتهريبه من الأموال بدلا من إضاعة الوقت فى البحث والتحرى والمناشدات لهذه الدولة أو تلك !!، واستطرد صديقى يقول : إننى واثق من أنهم سوف يقومون بمهمتهم الجديدة خير قيام ، وأرجوك ألا تشك لحظة واحدة فى أنهم مازالوا على ولائهم للنظام القديم أو أنهم سوف يجاملونه فيتقاعسون عن أداء ما هو مطلوب منهم ، لأن هذه سوف تكون فرصة عمرهم لإثبات ولائهم للنظام الجديد ، ..وعندما لاحظ صاحبى علامات الإستنكار على وجهى قال لى مستدركا: سوف يتم التنبيه عليهم بالإلتزام بالقانون، وسوف ينجحون فى مهمتهم رغم ذلك ، فهذه خبرة خاصة لا يجيدها غيرهم ، ومن الظلم أن تذهب هذه الخبرة بددا ، كما إنه من العدل كل العدل أن نفعل مع حسنى مبارك وأسرته نفس ما كانوا يفعلونه معنا ، ألم يكونوا يتركون المشتبهين بالعداء للنظام ، ألم يكونوا يتركونهم لضباط أمن الدولة يفعلون بهم ما يفعلونه مع التنبيه عليهم ( مجرد تنبيه ) بالإلتزام بالقانون ؟؟ .. سوف ننبه أيضا على الضباط بالإلتزام بالقانون، وانفجر صاحبى مقهقها ... ولم يوقفه عن القهقهة سوى ما لا حظه من التجهم على وجهى وأنا أقول له :.. " بهذا الشكل تكون الثورة قد خانت نفسها، وتنكرت لمبادئها ، وأعادت إنتاج نظام حسنى مبارك مرة أخرى ، أليس ما كان يفعله صباط أمن الدولة هو فى مقدمة الأسباب التى أدت إلى تفجر الثورة ، كيف إذن تطالبنا بأن نعود إلى نفس الممارسات ؟؟ قال صاحبى متشبثا برأيه : كلا لن نعيد إنتاج نفس النظام ، فالنظام السابق كان ينكل بالمدافعين عن حقوق الوطن فى مواجهة للصوص والفاسدين، أما نحن ، فإننا سوف نستثمر خبرات أمن الدولة من أجل الإستدلال على أماكن المسروقات التى سرقها أولئك اللصوص الفاسدون ، وبغير هذا فإننا لن نستعيد من أموالنا سوى أقل القليل!! ، ..قلت لصديقى " ليس من حقك ، ولا من حقى ، ولا من حق أحد أن تصدر حكما على أحد ، فضلا عن أن تقوم بتنفيذ الحكم ، القضاء وحده هو الذى يحقق ، وهو الذى يستمع إلى الدفاع ، وهو الذى يدين ، وساعتها فقط نستطيع أن نصفهم بأنهم اللصوص الآثمون القتلة ، نعم إننى أشعر بينى وبين نفسى أنهم آثمون ، وأن آثامهم كبيرة وفادحة ، لكن هناك فرقا بين أن تنتابنى أوتنتاب غيرى مثل هذه المشاعر ، وبين أن نطالب الدولة بأكملها بأن تتصرف وفقا لها، وأن تتخذ منها ذريعة للإنتقام والتشفى ، إن مشاعر الرغبة فى الإنتقام جزء من الطبيعة الإنسانية ، لاشك فى ذلك ، وهى على المستوى الفردى قد تكون مفهومة وربما أيضا مبررة، ولكنها على مستوى المجتمع الإنسانى المتحضر ينبغى أن تكون موضعا للإدانة ، اللهم إلا إذا تحققت فى إطار قانونى متحضر، يحترم كرامة كل إنسان حتى لو لم يكن ذلك الإنسان نفسه ممن يحترمون كرامة سواهم ، ثم يبقى بعد ذلك أمر لا يقل أهمية عما سبق وهو أن سائر الدول الأوروبية والأمريكية لن تعيد أموالا تم التوصل إلى أماكن تهريبها عن طريق التعذيب أو بأى طريق آخر يتنافى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، قال لى صديقى فى غيظ شديد:" إذن أنت لن تروّج لاقتراحى هذا ولن تكتب عنه ، قلت بل سأكتب منددا به ومعتبرا إياه خطيئة كبرى لا تقل فداحة عن خطايا العصر السابق.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين هنأوا مبارك!!
- حساب الرئيس لنفسه
- عن المخلوع والمقتول
- حدث فى عام 1997
- تساؤلات دستورية
- عن التعديل والتأسيس
- هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
- معارك مبارك الأخيرة
- انتفاضة الورود
- الوجوه الغائبة (2)
- هذه هى الأسباب
- أسئلة الكارثة
- الوجوه الغائبة
- فودة: حوارات وذكريات
- عن أساليب التزوير (2)
- عن أساليب التزوير (1)
- عن الحبر الفوسفورى
- ميساء آق بيق
- رأس المال والصحافة
- جداول الناخبين على الإنترنت


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - تلك الرغبة الخبيثة