أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)















المزيد.....

لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 13:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد قتل احد ارهابيي العصر، اسامة بن لادن، والقيت جثته في البحر غير مأسوف عليها. ليخرج بعدها اوباما تعلوه اسارير النصر ليتحدث عن "ان العدالة قد تحققت" وسط نشوة وهياج الكثيرين، وفي مقدمتها وسائل الاعلام الغربية التي شغلت العالم قاطبه لمدة اسبوع باكمله.

لقد صوروا، في الساعات الاولى، للعالم ان صراعاً شديداً وضارياً قد جرى لتتمكن بعدها قوات تابعة للمارينز من قتل بن لادن والعودة بجثته التي رمتها في البحر. وروجوا لصور تدلل على ان فريق الرئاسة الامريكي كان في متابعة دقيقة ولحظة بلحظة لهذا القتال الشرس من شاشة تلفزيون خاصة.

ولحسن حظ البشرية اليوم، وسوء حظ امثال اوباما، ان ركود غبار الموجات في عالمنا الراهن، كمثل سائر احداث عالمنا المعاصر، سريع الى ابعد الحدود. اذ اطيح بالعمارات الزائفة التي شيدوها للحدث. لقد تبين ان بن لادن كان اعزلاً، وقتل بصورة ارهابية فعلاً، وهو اعزل مع زوجته حين كانا يلوذان بالفرار وجرحت زوجته!! وتبين ان ما كان قرب الجثة التي وجدوها مسدساً بلاستيكياً!!! ولم يقم باطلاق شلال من الرصاص على القوات الامريكية، كما تبين ان بن لادن لم يقتل في ساحات الوغى، بل في منطقة عسكرية ونظامية هادئة يحيط بها الجيش والمخابرات الباكستانية ومسؤولي الدولة، ويعيش في اوضاع تثير الشبهة والتساؤل لاكثر من 7 سنين.

نعم لقد كان بن لادن ارهابياً، ومخضبة اياديه بدماء عشرات الالاف من الابرياء في بقاع كثيرة من عالمنا. وان عالما بدون بن لادن وامثال بن لادن وافكار بن لادن وممارساته هو عالم اكثر طيقاً وتحملاً. بيد ان ماجرى هو عمل ارهابي اخر ذا ابعاد خطرة. ان ماجرى هو نموذج صارخ للقرصنة الدولية، نموذج هدفه ارهاب وارعاب العالم قبل ان يكون موجها ضد بن لادن او القاعدة او غيرها. انه ارهاب على استعداد للدوس على ابسط المقررات والمواثيق الدولية باختراق بلد ما والقيام بعمل ارهابي. تبغي امريكا ان تبين للعالم ان لاحدود ولا اعراف ولاقوانين يعترض تحقيق مصالحها!! انه الغطرسة الامريكية باكثر اشكالها وقاحة.

لقد كانت عملية مقتل بن لادن بهذه الطريقة فرصة لاستعراض امريكا لعضلات الارهاب الدولي. انها فرصة لرد ماء الوجه لها لماجرى في العراق وسائر خيباتها واخفاقتها السياسية على الصعيد العالمي. اذ كانت تهدف الروايات الاولى للعملية الارهابية التي جرت، على الطراز الرامبوي، الى اعلاء مكانة امريكا المتردية وتبيان قدرتها امام العالم، هذه القدرة المتهافتة على الاصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية منذ سنين مديدة.

قتل اعزل!
ان مايبعث الاستغراب للوهلة الاولى هو قتل بن لادن وهو اعزل. بيد ان حقيقة الامر هو ان عدم قتله هو مايبعث على الاستغراب، من زاوية امريكا والهيئة الحاكمة الامريكية.

لقد كان بوسع امريكا، ان كانت امينة ولو ذرة لاي حديث عن حقوق الانسان والحريات وغيرها من ادعائات كاذبة بينت عن ذلك مرارا وتكراراً، واخرها في العراق، ان تعتقله، تقدمه الى محكمة علنية وذلك لما ارتكبه من جرائم وقتل واعمال ارهابية وغير ذلك. كان بوسعها ان تبين للعالم ماهي حقيقة هذه "الاسطورة"، وكيف ظهرت، ومن دعمها، ومن قواها، ومن وقف ورائها، من اين اتت باموالها، بسلاحها، بقواها البشرية وغير ذلك سواء كدول ام منظمات او شخصيات.

ليس هذا وحسب، بل من الناحية الاستخباراتية والمعلوماتية، بل بوسعها ان تفكر بماهي المعلومات التي لاتقدر بثمن والتي يمكن انتزاعها او الحصول عليها من امرء بمكانة الشخص الاول لمنظمة "قلبت الدنيا واقعدتها" بالنسبة للغرب، القاعدة. رغم هذا فانها قتلته فورا وبدم بارد! لماذا؟
ان ظاهرة بن لادن والقاعدة والاسلام السياسي مديونة لامريكا والغرب نفسه والدول الحليفه لها من امثال السعودية وباكستان. انه مديون لاوضاع الحرب الباردة وعالم ثنائية القطب. فمع تسلم بابراك كارمل عام 1979 السلطة في افغانستان ودخول القوات السوفيتية اراضي افغانستان، قامت القوات السرية للمخابرات المركزية باكبر عملية سرية مع المخابرات الباكستانية، والتي تتمثل بتحويل الحرب في افغانستان الى جهاد "العالم الاسلامي" بوجه السوفيت، عبر حشد 35 الف "اصولي" من 40 بلد بين اعوام 1982 و1992.

اذ جلب عشرات الالاف من الاسلاميين للدراسة في المدارس السنية في باكستان. واستنادا الى قول برجينسكي، المستشار الامن القومي لحكومة كارتر، "كانت بعض النشاطات السرية للسي اي اي تتمثل بتكوين "شبكة للاصولية الاسلامية"، والتي تدفع باسم الجهاد لشن حرب مقدسة على الاتحاد السوفيتي. ان هذه الشبكة تكون مدعومة من قبل السعودية، ويتم تامين امكاناتها المالية من تهريب المواد المخدرة من اسيا الوسطى وافغانستان.

وفي 1985 وقع الرئيس الامريكي في وقتها ريغان على الامر الرئاسي المرقم 166، والذي يامر بتقديم العون العسكري للمجاهدين الافغان وتقويتها باسرع واكثر مايمكن كي تطرد القوات السوفيتية من افغانستان. وصل هذا الدعم في 1987 الى 65 طن. بالاضافة الى ارسال الخبراء والمستشارين والمتخصصين العسكريين للسي اي اي والبنتاكون بصورة سرية ومستمرة، وجرت على اساس ذلك عشرات اللقاءات مع المسؤولين الامنيين الباكستانيين الذين تمثل دورهم الاساسي في التعليم العسكري، وان المدارس الاسلامية التي تشكلت في باكستان بالدعم المالي السعودي والتي اضيف لها تدريجياً تعليم تقنيات حرب العصابات. وقد دعمت امريكا مساعي ديكتاتور باكستان ضياء الحق في تاسيس الالاف "المدارس العلمية" في باكستان، المدارس التي خرجت طالبان.

وعليه، ليس من مصلحة امريكا الامساك ببن لادن حياً تقديم من امثال بن لادن للمحاكمة. (وان خطة الفريق الاجرامي كانت تتمثل بقتله وليس القاء القبض عليه، باعتراف المسؤولين الامريكيين انفسهم). لان عندها (اي المحاكمة) يجب ايقاف المسؤولين الامريكيين من امثل ريغان وبوش الاب وغيرهم جنباً الى جنب مع بن لادن.

عمل مدان وقرصنة يجب ردعها!
ان ماقامت به امريكا من ارهاب ينبغي ان يجابه بالادانة والتصدي القوي والحازم من قبل كل الجماهير الداعية لحياة اكثر امناً. انه يشيع اسلوب لتعامل الدول، اقل مايقال عنه: خطر ومعادي للبشرية الى ابعد الحدود ويطلق ايادي الدول والحكومات في ارتكاب مثل هذه الاعمال.

اذ لو تصورنا قليلاً ان من حق اي دولة عمليا ان تقوم بمثل هذا العمل الارهابي تجاه خصومها او معارضيها، عندها نستطيع ان نتصور درجة انعدام الامان التي ستعم العالم. عندها سنرى، وفي الحقيقة نعطي الشرعية، لاسرائيل كي تتطاول على معارضيها وخصومها من جماهير فلسطين، ونقر بحق ايران في ان تطال ايديها معارضيها ومخالفيها في العراق والمنطقة ونعطي الحق لسائر الحكومات في خرق ابسط الحقوق المتعارف عليها.

عندها لن يبقى امن وامان لكل معارض او مخالف سياسي. المسالة لاتتعلق ببن لادن فقط. الم تقوم اسرائيل بذلك مع ابو جهاد في تونس وتركيا مع عبد الله اوجلان في كينيا من قبل؟! ان هنا اصل القضية، ومن هنا يجب ثلم هذا السلاح الاجرامي من ايديهم.

ان تحقيق العدالة، الامر الذي يتحدث عنه بوش، لايتعدى سوى كذبة. ان اجرامية بن لادن يشهد عليها الجميع. اجرامية دفعت ثمنه المراة، الرجل، الشباب والكهل، الطفل بدون اي حساب ودون اي ذنب ارتكبوه. بيد ان تحقيق العدالة هو امر اخر كلياً. ان جزء من تحقيق العدالة هو مثلما قلت، بالاضافة الى محاكمة بن لادن بمحكمة علنية، توجيه اصابع الاتهام لمن قوى ساعد بن لادن، وفي مقدمتهم ريغان وبوش الاب، للسعودية وباكستان وسائر من دعموا هذه الحركة. ان تحقيق العدالة من ارهاب الاسلام السياسي لايتم عبر الارهاب الدولي لامريكا.

لاياتي تحقيق العدالة على ايدي امريكا التي مرغت وجه البشرية جمعاء ببحار من الدم طيلة عقود مديدة، على ايدي مرتكبي مجزرة هيروشيما واحتلال العراق وداعمي اسرائيل وكل الرجعية في المنطقة. انه ياتي فقط على ايدي قوى العالم المتمدن، العالم الساعي للحرية والمساواة، لاياتي الا على ايدي التيار الاشتراكي للطبقة العاملة.

لن يخفف مقتل بن لادن، ناهيك عن يزيل، الارهاب. ليس بالوسع اجتثاث ارهاب الاسلام السياسي دون لجم دور الغرب وامريكا بالدرجة الاولى في تقوية الرجعية في المنطقة، دون انهاء احتلال اسرائيل ودعم امريما اللامحدود لها وارساء دولة فلسطين المستقلة والمتساوية الحقوق، دون تقوية العلمانية، دون انهاء الجوع والفقر والبطالة، دون فرض الحريات والحقوق السياسية والمدنية، وان هذا جزء مهم مماتناضل من اجله جماهير المنطقة وثوراتها التي مادت الاقدام تحت اقدام عتاة الرجعية واطاحت باثنين منهم وفرضت التراجعات تلو التراجعات عليهم جميعا، وان هذا المد لهو في تصاعد.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!
- طالباني وبؤس -الريس-!!!
- نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!
- حول الشعبوية المنفلتة العقال اثر احداث تونس!
- عمال تونس! رحل بن علي... وماذا بعد؟!
- اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!
- لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة ب-الانتخابات-، بل الفظوه ب ...
- لا وطن للعمال-! (بصدد -العمالة الوافدة- والموقف الشيوعي)
- العدالة والمساءلة
- يجب اركان هذا القانون جانباً وليس تعديله!
- بصدد معايير الحزب الشيوعي العمالي لانتخابات حرة وحقيقية! حوا ...
- مقابلة مع سكرتير الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الانتخابا ...
- خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)