أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - ثورات الوعى الخالص














المزيد.....

ثورات الوعى الخالص


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 10:17
المحور: المجتمع المدني
    


الملاحظ أن الثورات العربيه الحاليه , هى ثورات وعيا خالصا بإمتياز. بمعنى أنها قامت وولدت قيصريا بسبب الإستبداد الشديد ووصول الحاله الإنسانيه إلى مرحلة لايمكن معها إستمرار النفس البشريه فى التعايش مع الظروف فإستوى بالتالى عندها الرحيل والبقاء, وهى نقطة تعادل بقاء الروح أو خروجها على خط سواء. لذلك الحديث والمؤشرات على إرتدادات وعراقيل وتراجعات وارده بلا شك ,لأن الوعى وحده لايستطيع أن يدفع أكثر من ذلك , لايستطيع أن يستمر وعيا خالصا يلتزم بقيم خالصه , ثمة فرق بين الوعى الخالص والوعى الممارَس , الأخير أكثر ثبوتا من الأول وأكثر تاسيسا منه. الثورات عادة قامت على الوعى الممارس وليس الخالص , فالوعى الخالص وعَى رسولى يأتى به الانبياء والرسل , أما الوعى الممارَس فتأتى به الشعوب والمجتمعات. ثوراتنا وعى رسولى بلا نبوه أو رُسل لذلك مهمتها عسيره وشاقه والمحافظه على قوة دفعها وتقدمها الى الامام أكثر مشقه وصعوبه. الوعى الممارس يكون نتيجة لتحولات فى بنيه المجتمع الإقتصاديه والإجتماعيه تتلوهما ثوره مؤسسه على رؤيه جديده كخلاصه لهذه التحولات قد يرتد المجتمع ولكن لايتراجع وأنما هى اشبه بالتوازن المطلوب لأن التغييرات السابقه للثوره ذاتها أسست لإستمرارها وثبوتها كما حكى لنا التاريخ عن نمو البرجوازيات الوطنيه والطبقه الوسطى ودورها , وما إلى ذلك من أدبيات الثورات التاريخيه الكبرى. وهو ما نفتقده فيما حولنا اليوم من ثورات لذلك نرى المعالجات والتوسطات ومحاولات التوافق تقوم على تعديل شروط الوعى الخالص لسبب بسيط كونه لايقوم على تحولات حقيقه فى البنيه الاقتصاديه والاجتماعيه تجعل منها"أى هذه التحولات" أساسا مكاسب غير قابله للتراجع. فالحديث اليوم والخوف من بقايا النظام خوف مشروع وحقيقى لأن البنيه لاتزال موجوده , والدليل صعوبه الرؤيه السياسيه وضبابيتها للدوله القادمه فى كل من مصر وتونس فما بالنا بالغير, لو أن الثورات ثورات وعًى ممارس لوضحت الرؤيه السياسيه ولتشكلت ملامح الدوله مبكرا, لايزال هناك من يخاف الارتداد للدوله الدينيه عندما يختطف الدين الوعى الخالص ويعمل على تديينه, لايزال هناك من يخشى من العوده الى الطائفه والعائله والقبيله لأن إستمرار الوعى خالصا دون تشكل أمر قد يستحيل, لانه أساسا لحظه تاريخيه لها شروطها ترنو بنظرها الى بؤر وقيم إنسانيه مثاليه تقوم على قوة الدفع ولكن ينقصها التماسك مع الوقت . الصعوبه التى ستقابلنا كيفية إرساء الممارسه بعد الوعى ونتيجة لشروطه وهى حاله إستثنائيه رسوليه كما سبق وأن أشرت . يبدو أن هذه المنطقه لها خصوصيه دينيه ليس فقط فى كونها مهبط الاديان ولكن حتى فى طريقة خلاصها من الإستبداد هذا على إفتراض أن الإستبداد هو الأصل وأن الثوره هى الإستثناء.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات تُسيرها مكبوتات
- مجلس التعاون بين شرط وجوده, وشرط وجود الآخر ومصلحته
- كيف نحكم على المفاهيم؟
- المبادره الخليجيه:حَل ممكن أم خروج على منطق الثوره؟
- الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن
- الخوف على --نسبية- الثورات من -المطلق- الدينى
- كلهم مستبدون , ولكن ليس كلهم حراميه
- إشكاليه الخطاب الدينى فى ربيع العرب
- إ ستقطاب الديمقراطيه
- أنظمه وليست دول
- إشكالية التدخل الغربى وإنتهاك الثقافه العربيه
- أزمة إنتاج القائد أو الزعيم
- سلطه وطنيه+عماله أجنبيه= استبداد وإستحالة تغيير
- لأول مره اشعر-بأن البلد بلدى-
- وهم الحكم المطلق وواقع المصالح الدوليه
- انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى
- هزيمتنا امام اليابان- وقدر الله وماشاء فعل-
- المجتمع الميت والحراك الاجتماعى
- خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام_ وجهة نظر تاريخيه نسبيه
- المشهد التونسى: الشهوه الايديولوجيه للانتقام


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - ثورات الوعى الخالص