أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ظاهرة التشرذم














المزيد.....

ظاهرة التشرذم


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول لسان العرب إن الشِّرْذِمةُ تعني القِطْعة من الشيء وتعني أيضا القليل من الناس وقيل الجماعةُ من الناس القليلة، والشراذم تعني قطع الثوب الممزق، وعندما نستخدم لفظ تشرذم نقصد به حالة التمزق التي تؤدي الى ظهور عدد كبير من الجماعات الصغيرة، وهي ظاهرة لصيقة بالعمل السياسي في العراق، وهذه الظاهرة تحولت مع مرور الوقت الى مشكلة بدرجة عاهة تعرقل الجسد السياسي عن أي حراك.
كانت التنظيمات السياسية العراقية وطوال عقود عدة تعيش حالة دائبة من الانقسام، فكل حزب يتحول مع مرور الوقت الى احزاب تحمل صفات تنظيمية شتى (حركة، تيار، تجمع..)، وهذا التشرذم مصدره منظومة من العقد التي تسيطر على العقل السياسي العراقي منها حب السيطرة وفرض الرأي الشخصي وحب الظهور والولع بدور الزعامة والتفرد، وهذا ما أدى الى عدم وجود حياة حزبية صحيحة اولا وهو ما عرقل أيضا قدرة المعارضة العراقية على انشاء تحالف سياسي وعسكري قوي يواجه نظام صدام، بل هو ما سمح أكثر من مرة لعيون واصابع صدام بالتسلل الى داخل التنظيمات السياسية المعارضة.
في الدورة البرلمانية السابقة كانت هناك زعامات محدودة تشكل مفاتيح الماكنة السياسية، برلمانا وحكومة، ومع ذلك كان تنافر وخلافات هذه الزعامات يصنف في باب التشرذم اكثر مما يصنف بثنائية السلطة والمعارضة الذي هو منطق منتج للحلول والمخارج في مواجهة الازمات ولذلك صيغت المرحلة التأسيسية للدولة الجديدة في مناخ التشرذم بينما تتطلب هذه المرحلة مناخا من الانسجام، وفي الدورة البرلمانية الراهنة تفككت الكتل الكبيرة والصغيرة على السواء، وصرنا نجد كيانا داخل كيان في بطن قائمة في جوف ائتلاف، وكلما تعددت المكونات تعددت المطالب، وكلما صغرت المكونات صعب الارضاء والتوصل الى قرارات حاسمة.
ذروة التشرذم الذي نعيشه اليوم هو فقدان الثقة داخل الكتلة النيابية الواحدة التي تعجز عن القدرة على اتخاذ موقف سياسي موحد تجاه قضايا مصيرية ووصلت حالة التشرذم حتى أن زعيم الكتلة لا يكاد يعرف توجه كتلته ولا يمتلك الثقة بأعضاء كتلته حتى قيل إن سبب تعطيل العمل بالتصويت الالكتروني داخل مجلس النواب هو انعدام ثقة الزعماء بأعضاء كتلهم، لذلك فأن رفع الايدي امام الكاميرات هو الاثبات وكم من مرة التفت رئيس الكتلة الى الخلف ليرى مواقف اعضاء كتلته.
هذا التشرذم يعني ان الكتل النيابية لا تعمل بصيغ مؤسسية وهي لا تناقش قرارتها مع كل اعضائها، وان هناك نجوما لامعين في الكتل يتصورون انفسهم قادرين دائما على توجيه الاوامر لبقية الاعضاء فيستجيبون لهم، وهو ما ثبت انه وهم محض أكثر من مرة.
لا يمكن توجيه اللوم لنائب يعبر قناعته الشخصية في مواقفه خلال التصويت مادامت الكتلة التي ينتمي اليها بلا برنامج ولا خطط ولاقرارات ثابتة ومادام زعماء كتلته يعملون بمعزل عن اعضائها، وهو امر يشير الى العقلية الدكتاتورية التفردية التي تسيطر على زعماء الكتل الذي يرى بعض منهم انه أرفع مكانة من ان يجلس مع اعضاء كتلته تحت قبة البرلمان على نفس نوع الكراسي وان يكون هو مجرد عضو بين اعضاء له صوت واحد مثل اي نائب آخر.
يبدو اننا تجاوزنا مرحلة طبخ الاتفاقات بين رؤساء الكتل الذين فقدوا سيطرتهم على اتباعهم والاحرى بهم اليوم ان يرمموا علاقتهم بأعضاء كتلهم وائتلافاتهم بعدما ظهر عدد من هؤلاء الزعماء في مواقف محرجة بينت انهم زعماء (أونطة).



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ظاهرة التشرذم