أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن














المزيد.....

الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 10:42
المحور: المجتمع المدني
    


الأخبار المتواتره عن مقتل بن لادن تشير إلى أنها عملية إعدام تحمل كثيرا من "الرمز" الدال على وجود بُعد عقائدى إنتقامى وليس فقط عملية التخلص من عدو أضر بمصالح وبالشعب الأمريكى. الإشاره الى أنه غير مسلح ساعة قتله , وأنه قتل بعد إعتقاله كما أشارت إبنته, ثم طريقة نقله ودفنه فى البحر بهذه السرعه , فى مخالفه واضحه لحرمة الميت خاصة فى الإسلام. كل هذه الإشارات تدل على أن الإداره الأمريكيه لاتختلف كثيرا عن النظام العراقى العقائدى الذى أعدم صدام حسين فى عيد المسلمين الأكبر. رمزيه إعدام صدام تشبه الى حد كبير رمزيه إعدام بن لادن وإلقاء جثته فى البحر .فإذا كان صدام مسلم سنى بعثى الإتجاه , مصرا على" سنية" العراق كنظام, فأن بن لادن كذلك مسلم سنى متطرف فى رؤيته الواحديه للإسلام , مصر على أنها هى الحق لاغيرها. كلاهما حارب مجتمعه أو جزء منه , كلاهما له معارضوه فى الداخل والخارج. فإذا كان صدام يعيش فى مستنقع تاريخى يضطرب بالعقائد على أشكالها ولاتزال تحركه شهوة الإنتقام الدينى ولايزال البعض يعتبر الإنتقام والتمثيل بالجثث من كمال العقيده والإيمان بها , فأن الولايات المتحده الأامريكيه تعتبر ذاتها ,أمة التقدم والحريه الأولى فى العالم و إن نظامها النظام الأول عالميا فى ما يتعلق بالبعد عن الهوس العقائدى وإنتحاراته الشنيعه بل هى صوره متقدمه لأوربا السابقه, , فكيف يمكن تبرير الطريقه التى قتل بها ودفن بها بن لادن.. ناهيك عن إعتدائها على حرمة بلد مستقل بل وعلى النظام الدولى العالمى كما يشير المستشار الالمانى السابق هلموت كول. بماذا تختلف الإداره الأمريكيه إذن عن نظام المالكى الشيعى فى العراق. لوان الإداره الحاكمه اليوم هى الإداره الجمهوريه لبوش لهان الأمر لأنها كانت أصلا عقائديه النظره نظرا لإعتمادها وتبنيها لفكر المحافظون الجدد , ولكن الإداره اليوم إداره ديمقراطيه , تختلف كثيرا ولا تتفق طريقة قتل بن لادن أو إعدامه بالاحرى وفكر الديمقراطيين أساسا ولا بإرثهم التاريخى . فالطريقة إذن حَركتها العقيده بلاشك وليست عقيده دينيه كما كانت وعملية التخلص من صدام فى عيد المسلمين الأكبر عيد الأضحى و الذى يحتفل به الأخوه الشيعه يوما متأخرا عن توقيت المسلمون السنه,بل هى عقيده سياسيه حزبيه تعتمد فى تركزها على الصدمه السريعه و تهدف الى إعادة تشكيل الرأى العام الداخلى الى جانبها وإستغلال حنق وغضب الشعب الأمريكى على بن لادن , فليس هناك أوسع من البحر ولا أعمق مكانا لإختفاء الاسرار وتصور اللامعقول فبذلك يجرى إمتصاص كل سلبيات تلك المرحله وذكرياتها من نفس الشعب الأمريكى لتختفى تماما, إنها تصوربشاعة الغموض حول المصير للآخر المخالف وهى محدد عقائدى بالدرجه الأولى , فى حين أن النظام الديمقراطى قائم أساسا لتبديد الغموض وكشف الحقائق. قد تتكشف التفاصيل لاحقا ولكن الإداره الأمريكيه اليوم تحتاج الى آليات العقيده لتثبيت الفكره لدى الشعب الأمريكى , أربعون دقيقه , بلا خسائر من جانبهم, قتل أشد أعداء أمريكا ثم نقله وإلقاءه فى البحر وإنتهاء الكابوس والاحتفال بذلك فى أقل من إثنان وسبعون ساعه من تحقيق الإنجاز , تقوم العقيده فى تثبيتها على الإسطوره , كما رأينا فى الإنتقام من صدام حسين ثبت الجانب الشيعى إسطورته التاريخيه فى معاداة للسنه , وإعتمدت إدارة اوباما نفس الإسلوب فى تخلصها من بن لادن من خلال صنع الإسطوره وتحطيمها بقوة الأمريكى المحرر رأينا ذلك حتى مع صدام كذلك بداية من التهويل الى الإجتياح وإسقاط التماثيل , نحن لم نكن يوما مؤمنين بفكر بن لادن والدول العربيه أكثر الدول تضررا من فكره وتبعات هذا الفكر ,فإذا كان أوباما قد صرح بعد التخلص من بن لادن بأن امريكا ليس فى حرب مع الإسلام , ولكن بشاعةإخراج عملية القتل والدفن لاتساعد بتاتا على التخلص من فكر بن لادن ذاته إذا لم تعمل عكسيا على تركيزه وإتساع مساحته. لأنها أساسا عقائديه المحتوى وتحمل فى طياتها فكرة الخلاص الأبدى الذى يمثله قاع البحر و وهى فكره دينيه بإمتياز.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف على --نسبية- الثورات من -المطلق- الدينى
- كلهم مستبدون , ولكن ليس كلهم حراميه
- إشكاليه الخطاب الدينى فى ربيع العرب
- إ ستقطاب الديمقراطيه
- أنظمه وليست دول
- إشكالية التدخل الغربى وإنتهاك الثقافه العربيه
- أزمة إنتاج القائد أو الزعيم
- سلطه وطنيه+عماله أجنبيه= استبداد وإستحالة تغيير
- لأول مره اشعر-بأن البلد بلدى-
- وهم الحكم المطلق وواقع المصالح الدوليه
- انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى
- هزيمتنا امام اليابان- وقدر الله وماشاء فعل-
- المجتمع الميت والحراك الاجتماعى
- خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام_ وجهة نظر تاريخيه نسبيه
- المشهد التونسى: الشهوه الايديولوجيه للانتقام
- المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله
- ثلاثية زوال النظام
- المشهد التونسى- الوطن- الحامى للعقيده لا -العقيده -الحاميه ل ...
- البنيه السرطانيه للسلطه العربيه
- دولة- العشوائيات- الخطر الداهم


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن