أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - أكراد سوريا ...موقعهم بالثورة ... مطالبهم















المزيد.....

أكراد سوريا ...موقعهم بالثورة ... مطالبهم


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 14:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الأكراد مشاركتهم او عدم مشاركتهم بدعم ثورة أهل درعا فتح النقاش واسعا حول العلاقات العربية الكردية، الوجود الكردي في سورية قديم، ذلك أن الأكراد بين الجماعات الأقدم التي سكنت منطقة شرق الأناضول والمناطق المحيطة بها، توزعوا على اربعة دول هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، كما يتوزع بعض الأكراد في الدائرة الأوسع من شرق الأناضول وجوارها القريب، حيث ينتشر الأكراد في بلدان أخرى. ظهر للوجود معالم "مشكلة قومية كردية" بفعل تعاقب سلطات غير ديمقراطية استمدت مشروعيتها من أيديولوجيا مشبعة بالتعصب القومي، لا مكان فيها للتنوع والاختلاف واحترام حقوق الإنسان ومصالح القوميات الأخرى. مما أدى بأكراد سوريا للتعبير عن أهدافهم السياسية الخاصة بهم نهاية الخمسينات، وذلك عبر ولادة أول حزب سياسي ينظم عمل الكرد سياسيا، الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية العام 1957، شكل الحزب كانعكاس لنشاط النخب الكردية في إيران والعراق. وكان شعاره "تحرير وتوحيد كردستان"، مما أدى إلى حملة اعتقالات طالت قيادات وكوادر الحزب في العام 1960. انتعاش المشاعر القومية لأكراد سوريا عزز قناعة القوى الشوفينية الحاكمة بالعمل ضد الكرد السوريين، ودفع المتطرفين القوميين الى العمل باساليب قسرية لمحاربة الأكراد وسلبهم حقوقهم كمواطنين وتغييب دورهم كأقلية قومية سورية تبلغ اليوم حسب احصاءات غير رسمية مليوني مواطن.
لتحجيم الكرد والغائهم عدديا قامت السلطة بمجموعة من الاجراءات لا يزال الأكراد السوريون يعانون بسببها الأمرين، وهي كالتالي:
مشروع الإحصاء الاستثنائي لعام 1962: الذي حرم أكثر من سبعين ألف كردي من الجنسية السورية، وعددهم اليوم يقارب الثلاثمائة ألفا، وهم ما يعرف بمكتومي القيد، قامت الحكومة بذلك دون أدنى احترام لحقوقهم كبشر ولمستقبل أسرهم وأطفالهم.
الحزام العربي: الذي اسسه النظام مطلع السبعينيات وكان الهدف منه تفريغ المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا في محافظة الحسكة أو الجزيرة بعمق 10 إلى 15 كم من سكانها الأكراد الأصليين، وتوطين أسر عربية بدلا عنهم لقطع التواصل الجغرافي فيما بينهم وبين أكراد تركيا والعراق.
عرب الغمر: بناء سد الفرات وغمر مياهه لأراضي قرى عربية، شكل فرصة للنظام لمصادرة 700 ألف دونم من أراضي مملوكة لفلاحين أكراد واقامة مزارع تعاونية مزودة بالمياه والمدارس، وزودتها بالحماية الأمنية، وملكتها لأربعة آلاف عائلة من الفلاحين عرب من الذين غمرت مياه السد قراهم مما شكل دفرسوارا عربيا داخل المناطق الكردية. هذه العائلات سلحها النظام لاحقا لتشكل قوة رديفة للنظام داخل المناطق الكردية، شاركت بقمع التحركات الاحتجاجية الكردية التي اندلعت في منطقة القامشلي العام 2004 التي اندلعت بين أكراد مدينة القامشلي والأجهزة الأمنية على خلفية مباراة كرة قدم، أعطاها الجمهور طابعا قوميا بمهاجمة الجمهور العربي لرموز كردية مما شكل حالة احتجاج لدى الجمهور الكردي وأدت الى اندلاع اشتباكات امتدت إلى مناطق سورية اخرى منها دمشق وحلب رفع فيها الأكراد شعارات تندد بالغبن الذي طالهم من الستينات، واسقطوا فيها هيبة الدولة وشكلوا أول تحدي لبشار الأسد وحكمه، عبر القيام بانتفاضة طالت مؤسسات تابعة للدولة، وقتل وجرح فيها العشرات من الأكراد على أيدي قوات الأمن، وسجن ولوحق مئات منهم في حوادث كشفت عن احتدامات داخلية.
تعريب الكرد ومنطقتهم: رافق مصادرة أراضي الأكراد وتمليكها للعرب حملة تعريب للكرد ومناطقهم وذلك عبر، قمع الحركة السياسية الكردية واعتقال نشطائها وتغيير الأسماء الكردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع واستبدالها بأسماء عربية، وحرمان الأكراد من التحدث بلغتهم الخاصة ومنع الموسيقى والأغاني الكردية، والتعامل مع الكرد كطارئين على جغرافيا المنطقة نزحوا اليها كنتاج لصراع القوى الاستعمارية في المنطقة.
عندما تسأل القيادات الكردية عن سبب التردد بالشارع الكردي يأتيك جوابان. الأول يستند الى أحداث القامشلي ومشاركة بعض القبائل العربية التابعة للنظام بعملية قمع الأكراد والاعتداء على ممتلكاتهم ويعتبرون الخلاف فيما بين أهل البيت الواحد وبالتالي هم غير مقتنعين بحرق انفسهم بنار خلافاتهم.
الجواب الثاني يقول الاكراد في طليعة المطالبين بالتحول الديموقراطي والمستفيدين منه، اذ ان هكذا تحول لا بد من ان يترافق مع اقرار حل ديموقراطي عادل لقضاياهم في سوريا. لا حاجة للتوكيد على ان الاكراد يشاركون قلبا وقالبا السوريين المنتفضين توقهم الى الحرية والكرامة والعدالة وهم سيكونون بطبيعة الحال رقما صعبا في معادلات الثورة على الاستبداد وما بعد اطاحته شعبيا لكن ما لم تتبلور ملامح ثورة شعبية عامة ضد النظام لا سيما على صعيد الشارع العربي السني في مدنه الكبرى دمشق و حلب وحمص وحماة فان تحرك الشارع الكردي ربما يشكل فرصة ذهبية للنظام للحصول على مشجب يبرر عبره جرائمه وارتكاباته بحق الجماهير المنتفضة ان في المناطق الكردية السورية او باقي المناطق السورية بحجة قمع تحركات انفصالية، وعليه فالتحرك الكردي سيتبلور في حال حصول تحرك وطني عام كي لا يستفرد النظام بالاكراد ويحرض عليهم ويعمل مجددا على افتعال صراع عربي كردي . الهدف الأساس الحفاظ على العلاقات العربية الكردية التي شهدت التطور الأهم في حياة الأحزاب الكردية في سورية، عبر انفتاح الأوساط العربية عليها، وكانت البداية في الدور الذي قامت به لجان أحياء المجتمع المدني، التي رفعت العزلة القومية عن الأحزاب الكردية بدعوتها إلى ندوة عن المسألة الكردية في سورية في العام، 2002 ما هيأ لانفتاح جماعات أهلية وسياسية سورية أخرى على الأحزاب الكردية، كان بينها جماعات حقوق الإنسان والتجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم في عضويته أحزاب المعارضة الرئيسية في سورية، وقد سمح هذا التطور بقيام ائتلاف سياسي عربي - كردي معارض، أصدر الكثير من البيانات السياسية المشتركة، ونظم بصورة موحدة أنشطة كان من بينها اعتصام أمام رئاسة مجلس الوزراء بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10/12/،2003 وشارك في الاعتصامات التضامنية التي تمت على مدى أشهر في خلال محاكمة النشطاء الأربعة عشر أمام المحكمة العسكرية بحلب، ودعا بمشاركة كردية محدودة إلى اعتصام وسط دمشق بمناسبة يوم المعتقل السياسي في سورية في 21/6/،2004 لكن أجهزة الأمن منعت حدوثه، وقد تكرر الأمر لاحقا في الاعتصام الذي كان مقررا القيام به في 9/12/2004 بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتعكس هذه التطورات تحولا في علاقة الأحزاب الكردية بالجماعات السياسية والهيئات الاجتماعية والأهلية في سورية، ما يضفي على هذه العلاقات طابعا إيجابيا، يعيد اللحمة إلى وحدة المجتمع السوري في تكويناته القومية، ويقرب بين جماعاته السياسية المعارضة، ويضعها على قاعدة تفاهمات مستقبلية جديدة، هذا التقارب العربي الكردي المؤسس لحالة وطنية سورية عامة شاملة، دفع النظام الى الحذر فدفع إلى بروز الحذر ولجأ إلى محاولة عزل الأحزاب الكردية، والعمل على الوتر القومي لفك الارتباط فيما بين المعارضتين العربية والكردية. لا بد من ذكر انه تمت مواجهة محاولات السلطة بفك الاتباط العربي الكردي من قبل الطرفين العربي والكردي، فرفضت الأحزاب الكردية الايعازات الأمنية من قبل السلطة بوقف العمل السياسي باعتبارها أحزاب غير شرعية، ورفضت المعارضة العربية وقف عمل الأحزاب الكردية وتضامن مع الكرد جماعات المعارضة السياسية والمدنية والحقوقية السورية، التي أكدت حق السوريين في العمل السياسي، وضرورة إصدار قانون للأحزاب السياسية. طبقا لتقديرات أوساط سياسية، فإن الهدف الحقيقي لحظر نشاط الأحزاب الكردية، كان للضغط عليها لفك ارتباطها مع الجماعات الأخرى، وهو أمر إذا تم سيعيد العلاقات بين الأكراد وأقرانهم العرب إلى المربع الأول، بحيث تنقطع حبال التواصل في المستويين الاجتماعي والسياسي، ما سيعمق مظاهر الضعف السوري كله في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
خلاصات عامة
بناء على ما سبق العرب والكرد مفروض عليهم حالة الزواج الكنسي الذي لا طلاق فيه، ويفترض بهم العمل بتلاحم نضالي على تبني الديمقراطية طريقا لحل مشاكل الشعب السوري والاقتناع بداية بضرورة عدم الغاء بعضهم كأكبرمكونين للمجتمع السوري. عليهم تطوير حالة الثقة المتبادلة وبلورة برنامج نضالي يؤدي الى مساواة جميع القوميات أمام القانون، أي تثبيت حقوقهم المشروعة في المواطنة والحقوق الثقافية والسياسية وادارة السلطة والدولة، بما في ذلك تطوير نقاش ديمقراطي حول حق تقرير المصير بالوسائل الديمقراطية.
الطرفين الكردي والعربي ملزمان بتخطي حالة اللاثقة التي زرعها النظام في وسطهم وذلك باقتناع العرب بأن الكرد ليسوا حالة انفصالية نائمة في وسطهم حتى تحين لهم الفرصة. بالمقابل على الأكراد الخروج من حالة التوجس من الذوبان بوسط البحر الأكثري المحيط بهم والخروج من العقد الأقلوية والاقتناع بدورهم كمواطنين أصيلين في الدول التي هم جزىء أصيل منها.
لاول مرة ينتفض الشارع العربي السوري وهذا بحد ذاته تطور نوعي بالغ الاهمية وهنا فان الاكراد يراهنون على اتساع رقعة هذا التحرك وشموليته تماما كما فعلوا هم سابقا في القامشلي، وكما هم مستعدون لفعله مجددا لكن في اطار ثورة عامة. ما لم تحرك دمشق وحلب ساكنا والحال هذه فان درعا او القامشلي او اي مدينة طرفية اخرى لن تتمكن من التاسيس لثورة كبرى شاملة ضد النظام. علينا الاتعاظ من تجارب الثورات الشعبية العربية الأخيرة، فالقاهرة قادت الثورة وفي ليبيا قادتها بنغازي المدينة الثانية بعد العاصمة طرابلس وهكذا فعندما تنتفض الشعوب بمئات الالاف وبالملايين في شوارع المدن الكبرى المسلطة عليها اضواء العالم كله تعجز حينها آلة القتل والقمع السلطوية عن الايغال في ارتكاب جرائمها خاصة واننا في عصر الصورة والانترنت، مما يجهض امكانية تكرار سيناريو حماة في 1982 عندما ارتكب نظام الاسد الاب آنذاك مذابح ابادة جماعية ضد سكان تلك المدينة .



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولد سر أبيه
- ارتدادات الدومينو .. لنصرالله اسحب مقاتليك
- اذا خيرتم بين الحزب والضمير اختاروا الضمير
- ما شابه جنبلاط أباه
- تهويل ... الى الساحات
- هلوسة الصمود وحب الشعوب ... التغيير
- الى شيخ سعد الحريري
- خسارة لقوى الاستقلال والسيادة
- المحكمة الدولية تنتعش على عبق الياسمين
- نواب للأمة أم على الأمة
- عذرا سمير قصير سأقتبس كلماتك .. ليس الاحباط قدرا
- التسوية .... شتان ما بين 2005 و2011
- ثورة ياسمين ...لا اسلاميين ... لا عسكريين
- خوف العسس من سمير قصير في قبره
- اسلام بلا سياسة ... مواطن بلا وطن
- ملامح 2011 تقسيم وتسوية
- تسوية لا تسوية....اسألوا الشهداء
- هللويا ... جلجلة الشرق الأوسط
- لخامنئي .. ما لقيصر لقيصر وما لله لله
- لحزب الله ... نحن المجني عليهم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - أكراد سوريا ...موقعهم بالثورة ... مطالبهم