أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - رسالة عاجله لأم الشهيد جرجس














المزيد.....

رسالة عاجله لأم الشهيد جرجس


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


يا من تسمعوا صوتي أرسلوا لها كتابي هذا لأم الشهيد المصري جرجس ذو الثمانية عشر عام أو اقل
"من أحرق الأشجار هم
أحرقوا العصافير والأطفال
أحرقوا المياه
ما بين شتلة أرز مزهرة
وفراشة.
أولئك هم بالضبط، الذين يختبئون
خلفهم
هم من أعدموهم بالرصاص
لقد قتلوهم بالرصاص"
يانيس ستراوس
الشاعر اليوناني العظيم
أهديك أولا هذه الأبيات
وثانيا أنت لا تعرفيني
ولم نلتقي يوما
ويشرفني أن أقابل الأم العظيمة يوما ما
ولكن سأحكي لك الحكاية من أولها
كنت في الليلة الفائتة أمنّي النفس بعدما أصابني من ضيق بسبب متابعه الأخبار
أقول أمنّي النفس بفيلم للممثل الذي احترمه ميل جيبسون لمواقفه وآراءه المنصفة للقضايا الإنسانية
ورغم الميديا الصهيونية المتحكمة في أمريكا إلا أن هذا الرجل طالما صرح بما يمليه عليه ضميره من أن هناك في العالم قوة شيطانيه تدير السياسة الدولية على هواها وحسب ما تقتضيه مصالحها غير عابئة بمصائر الشعوب وقد عانى ما عانى بسبب مواقفه تلك خاصة مع شركات إنتاج الأفلام وفرص العمل لا أطيل عليك بكبسة صغيرة على الريموت تراءى وجهك الطيب على القناة المصرية مختزنا حزنا أسطوريا
استضافوك بمناسبة عيد الأم وكيف لا تُكَرّمين؟
وكيف لا يحتفى بك؟
وأنت التي حملتي بأحشائك الذي سالت دمائه فداء لوطنه
الذي تنفس الشهيق الذي تتنفسين أشهرا تسع
ابنك كما يحلو لك أن تدلليه جرجس
من كرمه الله بالشهادة
كانت دموعك عصيّة تزمّين على شفاهك مرارة وأي مرارة تتحاملين وكأنك تقطعين من روحك لتداري ما تداري
تتسربلين بأردية الحداد النبيل
ممسكةً بصورته كأنها الحياة
الذي فقدتيه هو برعمك الذي تسلق جدران قلبك بقطرات دمك
أما هو الذي خفق بأحشائك مع دقات قلبك ؟
عاينت كل قسمه من قسماتك وارتعاشات أصابعك
تكتمين بركان من الغضب
على الذين سرقوا حياة ولدك
قلت لقد اخترقت الرصاصة رأسه
وخرجت من الجهة المقابلة
أخذتا معها جزء من مخه
سألك المذيع مهونا
لو كان حيا اليوم ماذا كان يقدم في عيدك ؟
قلت أن رؤياه أعظم هديه عندي
سأل مواسيا مرة أخرى
أما تشعرين بالفخر لان جرجس أكرم الخلق وهو الآن يرفل بالنعيم مع الملائكة والصديقين يحيط مع من يحيطون بالعرش
يسبحونه بكرة وأصيلا؟
ما اجّلها من منزله لا يرقاها إلا الذين خصهم الله بالحظوة والمنزلة العالية عنده
انتفضتي وتساقطت كلماتك نارا
احمد الله ولكن لا افرح ولا اذرف دمعه واحدة إلا أن تقتص العدالة من الذين سرقوا حياته الذين ينعمون الآن بأطايب الحياة وولدي فلذة كبدي كان خارجا للمساعدة بإنقاذ الجرحى والمصابين أردوه قتيلا من فوق إحدى السطوح دون ذنب حاسبوهم قتلته عند ذاك تنزل السكينة على قلبي
ويهدأ قلبي
واساكِ المذيع بكلمات لا تشفي النار المستعرة بداخلك
ووعدك أن ينال القتلة ما اقترفته أياديهم
لك ولوالده عزائي خالصا أيها المصرية (الكدعة) ولكل الأمهات العربيات اللواتي قدمن فلذات اكبادهن قربانا على مذبح الحرية والكرامة
واخص هنا الأم العراقية التي لو كتبت عنها آلاف الملاحم لما أوفتها حقها
من يرد لها هي أيضا حقها؟
على طوابير الشهداء الذين كانوا وقودا لحروب عبثية
والمغدورين والمفخخين و.....و.......و.......
التي لو أن هناك عدالة لكانت جائزة نوبل من حقها مئات المرات على صبرها وتضحياتها أنها والله قد فاقت بصبرها وآلمها حدود كل الصبر وتعدت السقف المحدد للآلام كلها
محبتي أم جرجس وتعازيّي الخالصة وألهمك أختي الصبر والسلوان وبعونه تعالى إن ابنك وإخوته من الشهداء مشاعلا تنير الدرب لأحرار بلدك والامه العربية ودوحات أمان وعز وسلام
الدعاء الخالص لهم أن يحفهم
الرحمن بالرحمة والغفران
أختك العراقية
كواكب الساعدي



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخه في قلب ساحه التحرير
- زليخه ..... حتما سنلتقي
- صلاة عند باب توما
- عزف منفرد
- أنهكني ثقل غيابك
- ممر إلى الضوء -قصة ومتن
- ربما تتحقق
- هذيان الأيام الأخيرة
- الرصاصة اليتيمة
- راقصيني على أنغام زوربا
- على أوتار باردة
- الشارع الجميل
- اهدأ قليلاً
- ما عِرفتُكِ
- الاستراحة الاخيرة للمحارب القديم
- قلب في الاقامة الجبرية
- إهداء بكل صور القريض
- هوامش بخطوط مسمارية
- -هل تحبين براهمز-
- يوميات شاعر يحلم كثيرا


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - رسالة عاجله لأم الشهيد جرجس