أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما















المزيد.....

عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتداول مفردة الفساد، هذه الأيام، أكثر من أية مفردة اُخرى. من قبل الجالس على قمة الهرم، في برجه العاجي وخلفه خزائن لا تمتلئ، و وسط حاشيته وحراسه المدججين الى المهمش والمنسي والمحروم من كل ثئ. من الغريب إنها حاضرة على لسان المفسدين والفاسدين الناهبين لثروات الشعب أكثر من المتضررين الحقيقين من فسادهم وبغيهم، رغم ذلك يتوغل الفساد،بوقاحة، أعمق وأعمق بدليل توسع دائرة الكذابين والمنافقين والركوب على الموجة التي هبت على المنطقة على حين غره، بأمل تلاشيها و تأكلها، عندها تعود حليمة الى عادتها القديمة، إنه من أقذر أنواع الفساد والدونية. و يصح المثل القائل: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا.
قبل ثلاثين عاما كان العراق يئن من نوع أخر من الفساد ، من الأستغلال الدنيء لأجواء الحرب في الخطوط الخلفية بموازات معانات أبنائه في جبهات القتال. لنرى كيف كانت الشريفات والغيارى يدافعون عن كرامتهم:
1ـ قبل إنتهاء الدوام الرسمي بقليل دخلت موظفة شابه(ن.ش) على مدير بلديات محافظة أربيل (كاتب هذه الأسطر) وبدأت بالكلام بحزن و الدموع تنهمر من عينيها بغزارة: ضابط أمن الدائرة (أ. ج.) يُسمعني كلام مُشين بقصد ......
م. البلديات: هذه مسألة شخصية لا أستطيع البت فيها إلا بعد أن تقدمين لي طلبا تحريريا عن ما حدث ولا تحتاجين الى شهود لأثبات صحة أقوالك بموجب القانون......
ومن الجدير بالذكر إن (ن.ش) كانت عروسة حديثة العهد تزوجت زميلها في الدائرة (غفور) وكان ملتحقا بخدمة الأحتياط في الجيش ومرابطا في الخطوط الأمامية للحرب وقتئذ. أما ضابط أمن الدائرة (أ.ج) نُقل الى بلديات أربيل من السليمانية لعدم وجود من تنطبق عليه الشروط و المواصفات المطلوبة توفرها لأداء هذه الوظيفة القذرة. قيلت بأنه كان متزوجا من إمرأتين ومن مواليد محافظة نينوى.
مكتب المحافظ، مساء نفس اليوم:
بعد أن قرأ المحافظ (يحيى رشيد الجاف) ماكتبته الموظفة في البلديات (ن.ش) وهامش مدير البلديات على أصل الطلب حول بدوره الموضوع الى مديرالشرطة لأتخاذ مايلزم.
لم يمضي وقت طويل إلا وكان الموضوع أمام مدير شرطة محافظة أربيل(اللواء جمال الأتروشي) في مكتبه و تكفل بمتابعة الموضوع .
إنقطع ضابط أمن الدائرة (أ.ج) عن الدوام في البلديات، بسبب وجوده في السجن محجوزا على ذمة التحقيق أو لحين إجراء المحاكمة، و بعد أن أمضى أياما لم تكُن معدودة وقدم تنازلا ت ثقيلة للمشتكية أو لعائلتها عاد الى الدوام فى الدائرة و يُرسل تهديدات مبطنة أو غير مباشرة لمن سبب في إيداعه السجن ،الأيام تمر ولا أحد يكترث بتهديدات صادرة من.......
2ـ كان مديرالبلديات يستمع الى ضيفه عندما دخل ضابط أمن الدائرة الى الغرفة التى كان بابها مفتوحا، على الدوام، أمام من يريد أن يدخل من الموظفين أو المراجعين دون الحاجة الى الحصول على إذن مسبق أو حتى الى طرقة باب، ولم ينتظر(أ.ج) إنتهاء الضيف من حديثه أو حتى الأعتذار منه بسبب مقاطعتة، موجها كلامه الى مدير البلديات: الرفاق يريدون معرفة مدى إستعدادك للتطوع فى الجيش الشعبي.
مديرالبلديات: إنني مشغول، بامكانك مغادرة الغرفة وانتظار الجواب في وقت لاحق.
ضابط أمن الدائرة (أ.ج): ولكن الرفاق لا يستطيعون الأنتظار طويلا.
مديرالبلديات: هذا شأنهم، ليذهبوا ويأتوا الي مباشرة في وقت لاحق، ولا تنسى بأنك موظف في هذه الدائرة التي أتحمل مسؤلية ادارتها، ولا تحشُر نفسك في ما لا يعنيك، ولا تُقاطعنا مرة اُخرى.
غادر ضابط أمن الدائرة وعاد بعد فترة بصحبة شخص غريب.
الغريب: كيف تطرُد الرفيق (أ.ج) وهومكلف بمهمة من قبلنا؟
م.البلديات: هذا الجالس على يمينى الحقوقي شيخ رشيد شيخ كاكا البرزنجي قائمقام (ميركه سور) وأنا (فلان إبن فلان) مدير بلديات محافظة أربيل و من يكون الواقف أمامي ليحاسبني هكذا ياتُرى.
الغريب: ملازم أول فلان.
مدير البلديات: سأقول لك أيضا إنني مشغول في الوقت الحاضر يُمكنك مراجعتي فى وقت لا حق إن أردت.
الغريب: تطردنى أيضا؟
.............................
.............................
لقد أدرك مديرالبلديات بأن ما حدث لم يكن إلا تمهيدا لعمل كيدي يجب التهيوء لمواجهته.
في مساء نفس اليوم وضع مدير البلديات أمام المحافظ مذكرة جاء فيها:
السيد وزير الدفاع المحترم
بواسطة السيد محافظ أربيل
أعلن بهذا عن إستعدادى للتطوع في الجيش العراقى بمؤهلاتي كمهندس ميكانيكي الى نهاية الحرب وبدون راتب.
مع التقدير
............
تحولت المذكرة الى برقية موجهة الى وزارة الدفاع فورا وصورة منها الى صاحب المذكرة مديرالبلديات.
في الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم التالي طلب مدير أمن المنطقة الشمالية من مدير البلديات للحضور الى مكتبه.
في مكتب مدير أمن المنطقة الشمالية :
م.أ.الشمالية يتكلم بلغة رزينه و تتسم بقليل من الصرامة: الوظيفة تكليف وليس تشريف، رئيس دائرة عليه أن يكون عونا وليس فرعون ....و......و......و......الخ من الموعظات الوطنية المحشوة بنوع من اللوم أو المحاسبة الضمنية واستمر في الكلام إلى أن أبدى ضجره من سكوت ضيفه الذي كان يبدو كأن جسمه هناك وخياله في عالم أخر.
مديرالبلديات: هل يُمكن فصل الوطنية عن الأخلاق، بما معناه أن يأتي شخص عديم الأخلاق ليُقيم درجة وطنية الأخرين؟
م.أ. الشمالية: غير ممكن.
م. البلديات: إذا كانت هذه البديهية صحيحة ألا ترى بأنك تُناقض نفسك؟
م.أ. الشمالية:كيف؟
م. البلديات: إننى مقتنع بأننى لست في موقف يسمح لأي كان باعطائى دروس في الوطنية أولا( ويخرج من جيبه البرقية ويضعها أمام م. الأمن وهو مستمر في الكلام) أماالشخص الذي قام بتعبئة وتحشيد جميع أجهزة الأمن ضدى، من خلال مؤامرة كيدية، شخص عديم الأخلاق ومستفز، يريد أن يثأر مني لأنني ساندت، وبحكم واجبي، زوجة جندى يقاتل فى جبهات القتال، فى الدفاع عن شرفها وكرامتها ثانيا وانني لست جبانا أو متشبثا بوظيفة لدرجة أن أقوم بدور قواد لموظف في دائرتي لأنه... (عند هذا المقطع ضرب م. الأمن بقبضة يده اليمنى على المنضدة بقوة قائلا بعصبية: هؤلاء الأغبياء يُحرجوننا أمام أناس يجب أن لا ننحرج معهم ).
وعندما حاول مديرالبلديات تكملة كلامه بكل هدوء أسكته م. الأمن وطرده وهو غاضب : إطلع بره . المطرود كان مقتنعا، عند مغادرته المكان، بأن رسالته كانت مفهومة وقوية التأثير على المتلقى.....
إنقطع ضابط أمن الدائرة (أ.ج) عن الدوام مرة أخرى دون أن يُعرف أسباب انقطاعه وبعد عشرة سنوات من الحدث يلتقى بأحد معارف مدير البلديات(سليمان الكهربائي) ويقول له: كاك سليمان لم أكن أعلم بأن لمدير البلديات هذا السند القوى فى الحكومة لدرجة لم تجدي نفعا كل الوساطات لأقناع م.الأمن الشمالية باطلاق سراحى من السجن.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا كانوا يدوسون على كرامتنا
- أسماء محفوظ: علشان كرامتي كمصرية.
- السباحة في بحر من التساؤلات والهواجس 2
- السباحة في بحر من التساؤلات والهواجس1
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 5/5
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 4
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة3
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة2
- كُلما كان الرأسُ مُعافا سيرى الورك عجبا عِجابا
- حكايات مستوحات من أرض الواقع1
- غرائب من مملكة العجائب 7
- غرائب من مملكة العجائب 6
- غرائب من مملكة العجائب5
- التضحية باللحية لأنقاذ الرأس
- الوطن لفظنى ولكن الحوار المتمدن أحتضنني
- غرائب من مملكة العجائب 4
- غرائب من -مملكة العجائب-3
- حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما