أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن














المزيد.....

نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 17:29
المحور: حقوق الانسان
    


بعد نشرنا مقالاً تحت عنوان : ( نعم للتظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة ) ، وردتنا رسائل مختلفة تصب كلها في حب الوطن وحقوق المواطن وجدوى التظاهرات بصفتها حقاً كفله الدستور .
وتضمنت الرسائل ملاحظات من عدد من الزملاء ، من بينها إن لكل حزب مريديه ومؤيديه ومواطنيه، فمن الذي يتظاهر ؟ بقي الإنسان المستقل الذي إذا خرج في تظاهرة سيتهم بأنه بعثي او إرهابي !!
وكان هناك رأي مفاده أن مطالب المتظاهرين في العراق تتمثل بالكهرباء والغذاء والخدمات والقضاء على الفساد .. الخ ، وأن الحكومة ستبرر الإخفاق في هذه الجوانب بثقل التركة والتحديات الخطيرة وأنها لاتمتلك عصا سحرية لتنفيذ تلك المطالب .
فضلاً عن آراء أخرى ومقترحات بأهمية أن تخصص أمكنة محصنة أمنياً في المدن لإقامة التظاهرات ، وتشكيل لجان في كل محافظة تتخصص في سماع شكاوى المواطنين ، وتبني المثقفين آلية معينة لتوحيد المطالب وإيصالها الى الحكومة ، لضمان عدم التشتت والفوضى .

*****

إزاء ذلك ، لابد من القول إن معاناة الإنسان العراقي منذ عقود تكمن في عدم احترام إنسانيته وحقوقه ، وهو حين يحصل على القليل يشعر بالمّنة والذل مفتقداً الشعور بأنه إنسان يحق له الحياة ، بل يشعر بأنه غريب عن هذا البلد وليس من أبنائه .
إن الحصول على مستوى لائق من العيش والسكن والخدمات هو حق مشروع ، ولكن ماذا يفعل المواطن حين يجد الحكومة والمسؤولين لايوفرون له ذلك الحق ؟ من المؤكد لايجد أمامه سوى التظاهر ، ولكم أن تتصوروا الى أي درجة بؤس وصلت اليها معيشة المواطن حتى يخرج للتظاهر من أجل الضغط على السلطة . فإن بررت تقصيرها بعدم امتلاكها العصا السحرية جاء رد المواطن حاسماً بأنها تملك العصا السحرية حين يتعلق الأمر بإتخام جيوب المسؤولين وزيادة الوزارات والمناصب الرئاسية لإرضاء هذه الكتلة وتلك وحين تفكر بأن تخصص للوزراء السابقين مناصب معينة في وزارتهم وتمنحهم رواتبهم نفسها حين كانوا في مناصبهم !! ولكن ياسبحان الله ، العصا السحرية تتحول الى عصا بلاستيكية حين يتعلق الأمر بجيب المواطن ومستوى معيشته !!
إن المواطن طال صبره وسكت طويلاً ولابد أن يكسر حاجز الصمت ، ليقوم بتعويد الحكومات على إنه سلطة . هذا هو مقصدنا ممما كتبنا سابقاً ، لكي تتعلم الحكومات والسلطات في أي زمن معنى احترام المواطن وحقوقه وإنسانيته ، فلا تفكر بالضحك منه بفسادها وطغيانها وتكبرها متناسية أنها ليست أعلى او أفضل منه لتتمتع هي بالثروة بينما يُحرم هو منها .
ولكي لاتذهب التظاهرات الى دهاليز تتيه فيها أهدافها وتتعرض الغايات النبيلة الى التحريف والانحراف والاستغلال من قبل المتطفلين والطارئين ، لابد أن يعي المواطن أهمية أن يكون ولاؤه للعراق قبل أي جهة او حزب او طائفة ، فإن آمن المواطن العراقي بأن العراق هو حزبه الأوحد ، عرف الطريق السليم الى بر الأمان والعيش الكريم وعرف كيف يحمي إنسانيته .
والى جانب الدور المطلوب من المواطن ، هناك دور ملقى على وسائل الإعلام والجهات الثقافية المستقلة يتمثل بالتوعية بثقافة المواطنة وترسيخ حقوق المواطن وإنسانيته وأهمية المطالبة بها من غير خوف من هذه السلطة او تلك ، وضرورة أن يرفع المواطن صوته عالياً بدلاً عن الصمت السلبي .
لقد دعونا في وقت مضى وفي هذا العمود نفسه الى حكومة خدمات ، والآن ندعو الى حكومة تحترم المواطن وإنسانيته ، فإن وعت وتعلمت هذا الاحترام ، سارت على طريق توفير الخدمات أولاً ـ لأن المطلب الأساس للإنسان هو العيش الكريم ـ ومن ثم الحقوق والمطالب الأخرى المتمثلة بصون الكرامة والحريات العامة وعلاج البطالة ومنع التدخل في شؤون الناس الخاصة وتوجهاتهم الفكرية والدينية وعدم استخدام أساليب القسر والإكراه والترهيب في توجيه الناس الى هذا الطريق او ذاك ، وبالمختصر المفيد الإصلاحات في كل مجال وشأن .
من أجل ذلك كله دعونا الى أن يكون للمواطن صوته ليس من خلال الصحافة فقط وإنما من خلال استثماره حقه في التظاهر ، ليعود الحكومات على أهمية صوته وأنه ترك الصمت وراءه الى غير رجعة ، وليكن الصوت هادراً هذه المرة ، والأهداف موحدة تحت عنوان كبير مفاده الإصلاحات واحترام إنسانية المواطن وضمان حقوقه ، وأن ثقافة الخوف والصمت ذهبت الى غير رجعة .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة
- أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!
- قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية
- لأنها امرأة .. لأنه رجل
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
- أمس كأنّه الآن .. في صورة تذكارية
- أوراق للريح .. او للمسؤول
- رسائلي الى حبيبي
- من غير زعل : بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
- معك أشعر بأنني معي .. و .. ( من كلِّ دفتر ِ عشق ٍ .. سطرٌ ) ...
- غارة نسائية : لسنَ عوانسَ .. إنما أنتم (عانسون)!!
- ذلك المكان الذي نحب ..


المزيد.....




- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن