أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (12) שלום














المزيد.....

شالوم (12) שלום


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


( البستان )
تجلس هدى تحت شجرة زيتون سامقة ، تتفيأ ظلالها الوارفة، تقلب بهدوء صفحات كتاب تحمله بين راحتيها، صمت عميق يخيم على المكان، تقطعه خطوات أقدام بعيدة، يدخل شالوم بثياب مدنية، يتسمر في منتصف الطريق، يختلس النظر صوب هدى، ومن ثم يتقدم نحوها بخطى واثقة وهادئة
شالوم ( باستحياء شديد ) : السلام عليك .
هدى ( ترمقه على استحياء وكأنها لا تعرفه )
شالوم ( مطرقاً برأسه ) : يسرني التعرف إليك ( يقدم نفسه ) شالوم بن عزرا .
هدى ( تضع الكتاب جانباً ) : أنت ...
شالوم ( مقاطعاً ) : أجل أنا إنسان .
هدى ( تقف ) : ظنتك من سكان المجدل .
شالوم : ليتني من سكانه ( صمت قصير) من الآن فصاعداً سأكون أحد أبناءه .
هدى : هذا يعني أنك هنا ...
شالوم ( مقاطعاً ) : أنا هنا بفعل القدر ، ولقاءنا هذا ، أيضاً هو بفعل القدر .
هدى ( ممتعضة ) : سيد شالوم، لماذا تقاطعني ولا تدعني أكمل ما أود قوله ؟.
شالوم ( مرتبكاً ) : أنا .. لا لا أبداً ، تفضلي .
هدى : حسناً ، أتسمح لي بالسؤال ؟.
شالوم ( مستغرباً ) : أي سؤالٍ ( مبتسماً ) آه ، بكل سرور .
هدى : من أي بلد منشأك ؟.
شالوم : مَن هنا ( مرتبكاً) لِمَ هذا السؤال ؟.
هدى : مجرد فضول شخصي ، أيعقل أن تكون من سكان الجولان كما تدعي ، وقبل قليل تمنيت لو أنك كنت من سكانه ؟.
شالوم : المكان بالنسبة لي واحد ، سواء كنت هنا ( يشير بيده ) أو هناك ، والاختلاف عندي في الزمان فقط .
هدى : على كل حال، تشرفت بمعرفتك ( تهم بالمغادرة ) والآن ...
شالوم ( مقاطعاً ) : أرجوك .
هدى ( متعجبة ) : شالوم ! .
شالوم : هلا أصغيت إلي ؟.
هدى ( تطبق أجفانها ): حسناً، كلي آذان صاغية .. تفضل .
شالوم : هدى ...
هدى ( مستغربة ): أتعلم اسمي أيضاً ؟.
شالوم ( يومئ برأسه ) : أجل ، أعرفك جيداً ، وأنت لا تعرفني ، لكنك عرفتني الآن ( صمت قصير ) عزيزتي هدى ، صحيح أنني عسكري في جيش الدفاع ...
هدى ( مقاطعة ) : أعرف هذا جيداً .
شالوم ( تنبسط أساريره ) : إذن تعرفينني ، كما أعرفك .
هدى ( باستحياء ) : أجل ولكن ليس كثيراً .
شالوم ( مخاطباً نفسه ) : صدقت ظنوني ، ولم تخب .
هدى : ماذا تقول ؟.
شالوم ( مبتسماً ) : قلت إن ذاكرتك قوية بما يكفي لتذكر ما تراه عيناك .
هدى : الحمد لله .
شالوم : ما كنت أود قوله ، إن حياتي العسكرية ، لم تكن من اختياري الشخصي .
هدى : لا دخل لي في حياتك الخاصة ، ثم ما علاقتي بالأمر .
شالوم ( مرتبكاً ) : حقاً .. حقاً ( مستعيداً توازنه ) حقاً إنها حياتي الخاصة .
هدى : أشكرك على صراحتك ، وأتشرف بمعرفتك .
( يدخل شاؤول فجأة ، من دون أن يراه شالوم ، يختبئ خلف شجرة زيتون مقابلة )
شالوم : هدى .. ( يصمت برهة ) .
هدى : ما الأمر ؟.
شالوم : أتحبين الصراحة ؟.
هدى ( مستغربة ) : آه .. ومَن لا يحبها في زمننا هذا الذي انعدمت فيه الصراحة .
شالوم : لأكن صريحاً وأقول، إن لقائي بك تحت ظل هذه الشجرة ، لم يكن عابراً ، ولا بفعل الأقدار، رغم الأخطار الجسيمة التي قد تحدق بي من قيادتي العسكرية ، إذا ما علمت بخبر هذا اللقاء .
( يستمر شاؤول باختلاس النظر )
هدى : بفعل ماذا كان إذن ؟.
شالوم ( يتلعثم ) : بببفعل ( يصمت ).
هدى ( تحدق بشالوم ) .
شالوم ( يحدق بهدى ) : بفعل إعجابي الكبير .. ( يصمت برهة ) و.. و.. و.. حـ ...
هدى ( مقاطعة ) : شالوم ، أنسيت أنك ...
شالوم ( مقاطعاً ) : كلا لم أنسَ أنني إنسان ، انتمي لهذا العالم .
هدى : ليتنا نعيش على وقع إنسانيتنا ، لكننا وللأسف الشديد ، نعيش بدلاً من ذلك على إيقاع صراعاتنا العقيمة .
شالوم : لن نعيش إنسانيتنا على هذه الأرض الثكلى إلا بالحب والسلام .
هدى : ما تقوله يبرق ذهباً ، لكن أين الحب ، كي يبزغ السلام ؟.
شالوم ( يشير إلى قلبه ) : إنه هنا .. هنا ينبض الحب ، وهنا ينبض السلام .
هدى ( تضع يدها على قلبها ) : حقاً إنه ينبض ، لكن لا أدري بماذا ينبض ؟.
شالوم ( بفرح غامر ) : دعيه ينبض .. دعيه .
هدى ( مضطربة ) : يا إلهي إنه قادم ...
شالوم ( يلتفت حوله ) : مَن القادم ؟.
هدى : إنه أخي سمير .. ( تجلس تحت الشجرة ) أرجو أن تغادر على عجل قبل أن يدركك .
شالوم : حسناً ، سنلتقي لاحقاً عند هذه الشجرة ( يخرج شالوم .. يعقبه شاؤول ) .
( يدخل سمير )
سمير : هدى .
هدى ( مضطربة ) : هذا أنت ، أهلاً سمير .
سمير ( متجهماً ) : مع مَن كنت تتحدثين قبل قليل ؟.
هدى ( مرتبكة ) : إنه .. إنه أحد الجنود الإسرائيليين .
سمير : وماذا كان يريد ؟.
هدى : لا شيء .. كان يقوم بجولة استطلاع، سألني عن سبب وجودي هنا، فأجبته بأنني أهوى مطالعة الكتب في البستان .
سمير : وهل عرفت اسمه ؟.
هدى : كلا .. لم يقل اسمه ، ماذا يعنينا اسمه ؟.
سمير ( يهز برأسه ) : يعنينا الكثير .. أمي تنتظرك في البيت ( يخرج ).
هدى : حسناً ( تقف حاملة كتابها .. تخرج ) .
* * *
إظلام



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوائق التغيير في سوريا
- شالوم (11) שלום
- متى يحدث التغيير في سوريا ؟
- شالوم (10) שלום
- شالوم (9) שלום
- شالوم (8) שלום
- شالوم (7) שלום
- شالوم (6) שלום
- شالوم (5) שלום
- شالوم (4) שלום
- شالوم (3) שלום
- شالوم (2) שלום
- طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
- شالوم (1) שלום
- العقل المادي واللا مادي في الإسلام
- تمرد العقل عن سياق الوحي
- العقلانية واليقينية في النص القرآني
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (12) שלום