أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قاسم السيد - نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر















المزيد.....

نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 22:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من أهم النتائج التي أفرزتها الأنتفاضة المصرية وقبلها التونسية هو الأطاحة بفكرة الجمهوريات الملكية التي كان النظام السياسي العربي يحرص على تثبيتها في الحياة السياسة العربية والتي لم تكن مقصورة على نظام واحد بل اضحت ظاهرة تشمل اغلب الأنظمة العربية وتخلي النظام العربي عن نظرية التوريث ليست خطوة تكتيكية لأمتصاص غضب الجماهير انما هو تنازل صريح وواضح من الصعب التراجع عنه لأنه لم يبقى امام هذه الأنظمة الوقت الكافي للعدول عن اعلانها هذا وهذا بحد ذاته احد المكاسب المهمة التي تحسب لهذه الأنتفاضات المباركة .
وسبب ظهور نظرية التوريث في الحياة السياسة العربية المعاصرة خصوصا في الأنظمة الجمهورية هو طول بقاء قيادات هذه الأنظمة في اعلى هرم السلطة نتيجة سببين هما غياب الديمقراطية في الحياة السياسية العربية التي تكفل الأنتقال السلمي والسلس للسلطة وكذلك اختفاء ظاهرة الأنقلابات العسكرية التي كانت تحفل بها المنطقة اذ ان اخر انقلاب عسكري جرى في المنطقة هو الذي اوصل البشير الى السلطة في السودان عام 1989!!!
فكرة التوريث في نظام الحكم تعد من الثوابت الأصولية في الثقافة العربية التي ساهم في ظهورها فشل المحاولات الأولى للخلافة الراشدة من ان تبني برنامجا سياسيا ثابتا في إختيار الخليفة الذي كان اختياره يتم في كل من المحاولات الأربعة التي جرت بأشكال مختلفة وممارسات غير متشابهة في محاولات اجتهادية تجريبية غير منصوص عليها من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بإستثناء خلافة علي التي جرت في ظروف خاصة في محاولة من عمر لإيجاد صيغة توفيقية بين التعاليم الأسلامية والواقع الأجتماعي ذي الصبغة القبلية في أول نموذج حقيقي لشكل الدولة يظهر في الجزيرة العربية حيث سبب هذا الأسلوب المرتبك في اختيار الخليفة لأن ترنوا ابصار كثير من الصحابة اصحاب السابقة في الأسلام طمعا بهذا المنصب الرفيع وكل منهم يرى نفسه اهلا لهذا المركز مما تسبب في خلق فتن كبيرة تركت شرخا كبيرا في صفوف الأمة لاتزال اثاره قائمة الى يومنا حينها استطاع عميد البيت الأموي معاوية بن ابي سفيان من التقاط الفرصة الذهبية التي سنحت امامه ليمسك بمقاليد حكم الدولة مؤسسا اول امبراطوارية في تاريخ الأمة ذات عصبة قبلية تتبنى توريث الحكم ولتكون نموذجا لكل ماجاء بعدها من امبراطوريات ودول .
من اروع النتائج لهذه الأنتفاضات هي الأطاحة بقدسية ولي الأمر ولم تعد مقولة قميص الحكم يقمصه الله لمن يشاء وقت مايشاء قابلة للتسويق بعد اليوم حيث تم إزالة كل هالات القدسية التي كانت تحيط بهذا المنصب ولم يعد شاغله سوى موظف لدى الأمة تكلفه متى مارأت فيه الأهلية لحكمها وفق عقد اجتماعي بينها وبينه وتطيح به متى خرج عن اشتراطات هذا العقد وهذا بحد ذاته سيرتب تغييرا عقائديا كبيرا في الفكر العربي لأن مسألة السلطة والسلطان لها بعدا عقائديا ضخما في فكر هذه الأمة .
ولعل احد اهم العوامل المباشرة لنجاج هذه الأنتفاضات هو هذا الأعتداد بالنفس لدى هذه الجماهير ويقينها من قدرتها على احداث التغيير المطلوب وهو تحول غير مسبوق في وعي هذه الأمة التي كانت مسلمة بالقضاء والقدر وهو يعكس بشكل واضح تأثير وسائل الأتصال الحديث في تشكيل وعي ناهض وجديد للشعوب حيث لم يعد العالم سوى قرية صغيرة وكل مايجري في أي طرف من اطرافه هو تحت انظار الجميع .
اثبت كل من الشعبين التونسي والمصري من خلال انتفاضتيهم انتمائهما للعصر من خلال سلمية هذه الأحتجاجات رغم محاولات النظام في كلا البلدين ومن خلال بلطجيته سحب المتظاهرين لمواجهات لحملهم على الرد والتخريب وهو دليل وعي عالي جدا للجماهير المتظاهرة وقياداتها التلقائية التي كسبت بسبب تصرفها المتمدن هذا تعاطف عالمي واسع رغم حجم الأيذاء والأصابات المباشرة التي وصلت حد القتل والذي عكس إفلاس وخواء النظام السياسي هذين البلدين وهو بالتأكيد نفس الخواء والأفلاس للأنظمة العربية في بقية الوطن العربي .
واذا مضى ظفر الأمة دون التفاف وتطويق وحرف عن المسار فأن تغييرا هائلا سيضرب اطنابه في الحياة العربية بكل مفاصلها وأهم واخطر مفردة ستدخل الى الثقافة العربية هي مفردة الحرية حيث تأخرت الأمة كثيرا عن اللحاق ببقية الأمم في هذا المجال وهو أمر سيفرض تداعيته كنتائج حتمية ستميط اللثام عن كل مايتعلق بهذه الثقافة خصوصا فيما ورد في التاريخ العربي والأسلامي من وقائع والتي بقيت مسورة بكثير من المحرمات والغموض رغم مرور عشرات القرون عليها اضافة لما ستفتحه نتائج هذه الأنتفاضات من افاق امام الأبداع الثقافي والفني حيث سيكون بأمكان هذا الأبداع بفضل الحرية الفكرية التي ستكون احد اهم الأنجازات المكتسبة لهذه الأنتفاضة المساهمة الفعالة في بناء الشخصية العربية وعصرنة ثقافتها .
حتى لو تم احتواء هذه ألأنتفاضة بطريقة او اخرى والحيلولة بينها وبين تحقيق أي نتائج مباشرة فمن الصعب احتواء ماستفرزه من نتائج غير مباشرة وسيبقى تأثيرها على ماسيأتي من أحداث لأمد بعيد .
البناء الكارتوني للأنظمة السياسية العربية رغم قسوتها وبطشها تجاه شعوبها لايحتمل أي تنازل او تراجع امام الشعوب وماحصلت عليه الجماهير المصرية من مكاسب نتيجة انتفاضتها الظافرة يعني الكثير الكثير وهو في أحد من مدلولاته يعني بدء العد التنازلي للنظام المصري وبالتالي ستشمل عدواه بقية المنطقة بحكم الثوابت التي تجمعها .
ومن بعض الثمرات التي افرزتها هذه الأنتفاضات هو ان حجم التنازلات التي قدمتها الأنظمة لشعوبها تحت وطأة ضغط هذه الأنتفاضات لن يتوقف عند حد فرغم خواء ميزانية كثير من الدول خصوصا غير النفطية نراها تتراجع عن التزاماتها للبنك الدولي وتقدم على تقديم حزمة من الرشى لشعوبها منها ايقاف اجراءات رفع الدعم عن كثير من السلع الأساسية التي تم ايقاف هذا الدعم عنها استجابة لنصيحة البنك الدولي مقابل رفع بعض الديون او تأجيل سداد البعض او الحصول على بعض القروض الجديدة سواء من البنك الدولي نفسه او من خلال دعمه لتيسير الحصول عليها من اطراف اخرى اما في العراق فيجري العمل سريعا على احياء البطاقة التموينية التي تشكل سلة مهمة لغذاء الشعب العراقي بعدما كانت تلفظ انفاسها الأخيرة حيث اقتصرت مفرداتها في الفترة الأخيرة على فقرة او فقرتين وبنوعيات رديئة كما اعلن رئيس الوزراء انقاص راتبه الى النصف وبالتأكيد سيحذو حذوه بقية الرهط من وزراء ونواب وكل ذلك بفضل هاتين الأنتفاضتين والقادم أكثر .
عملية التخذيل للجماهير في محاولة ثنيها عن اتمام مسيرتها الظافرة والتي تأتي من بعض اطراف الحكم هو أمر غير مستغرب بل هو أمر طبيعي تماما و غير مستغرب ايضا عندما يأتي هذا الموقف من كثير من رجالات الطبقة السياسية التابعة لنظام الحكم او من رجال الأعمال الذين ارتبطت مصالحهم بشكل وأخر بمصير هذا النظام لكن عندما يأتي هذا التخذيل من بعض الفنانين والكتاب فهو أمر مخيب لظنون وآمال هذه الجماهير بهم ويعني فيما يعنيه تخليهم عن رصيدهم لدى هذه الجماهير وكان الأولى بهم اذا لم يكن يتحلوا بالشجاعة الكافية للوقوف في صف هذه الجماهير ان يقفوا على الأقل على الحياد وأن لايضحوا بمسيرتهم بالمجان لمن لايستحقها .
بعض التسميات مثل الأرهاب والقاعدة والسلفية التي وصمت بها الشعوب الأسلامية ومن ضمنها العرب لكون الأعم من سكان المنطقة العربية هم مسلمون هذه التسميات صحيحة في بعض الأحيان ومجانبة للحقيقة في أحيان كثيرة وأسلوب النضال السلمي الذي مارسته الجماهير المصرية ومن قبلها التونسية اسقط هذه التهمة والى الأبد واثبت ان النظام السياسي العربي يرتبط مع الأرهاب في علاقة زواج كاثوليكي والدليل انه رغم انهيار الأمن الرسمي في مصر الا ان أي من دور العبادة للأقباط في القاهرة وغيرها سواء كانت كنائس او اديرة لم يتعرض لأي اعتداء طيلة مدة ألأنتفاضة الشعبية بل ان تجمع ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية الذي اطلق عليه جمعة الرحيل شهد في ظاهرة فريدة من نوعها تجاور صلاتين لكل من المسلمين والمسيحين وهو دليل على عمق الأخوة التي تجمع المصريين مسيحيين ومسلمين وهذا يدلل بشكل لالبس فيه تورط النظام المصري ووقوفه وراء اذكاء حرائق الطائفية في مصر عملا بقاعدة فرق تسد .
لقد وصل الأفلاس الأخلاقي للنظام المصري الى درجة من الخسة حين عمد الى تدبير عملية تفجير انبوب الغاز المصري المورد الى اسرائيل بأسعار تفضيلية تقترب من المجانية في منطقة العريش على الحدود المصرية وهي منطقة معزولة ومحروسة بعناية و يصعب الوصول اليها والغرض من هذا العملية المفضوحة في دوافعها اثارة الذعر في الوسط السياسي الأسرائيلي لكي يضغط على الولايات المتحدة لكي تعدل عن موقفها المتعجل لرحيل مبارك وتمنح نظامه جرعة بقاء أخرى.



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يرد الدين الى أم كلثوم
- هوامش على الحدث المصري
- دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا
- هوامش على الحدث التونسي
- الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة
- من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي
- الثمن الذي يطلبه النظام العربي من العراق لعودته للحضيرة
- ماهي أبعاد الهرولة الجماعية لصعود قطار الحكومة
- قضية الخمرة ... المواجهة الخطأ
- مقاربات بين الشهيد والشهادة
- لانحتاج وزيرا مثقفا لوزارة الثقافة بل نحتاج الى الغائها
- طارق عزيز ودوره في حربي الخليج
- مشروع الديمقراطية العراقية وفرص البقاء
- ماوراء الدعوة السعودية
- عادل عبد المهدي ... هل سيكون ابي موسى أشعري أخر
- الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار
- العرب وايران
- هل زينت جائزة مؤسسة ابن رشد موقع الحوار حقا
- قراءة هادئة في المشروع السياسي للقوى الاسلامية
- امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قاسم السيد - نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر