أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الآن..الآن.. وليس غداً..














المزيد.....

الآن..الآن.. وليس غداً..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 14:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في المحاكمة التلفزيونية التي سبقت اعدام الرئيس الروماني شاوشيسكو..كان الديكتاتور يطالع بين الحين والآخر بارتباك في ساعته اليدوية في علامة فسرت على انتظاره لنجدة ما قد تأتيه بين دقيقة واخرى ولكنها عزّت عليه وقتها..وهذا ما يمكن ان نصدقه..ولكن ان ينتظر رئيس اشارة ما من السماء ..مع وجود ثمانية ملايين صوت زاعق مطالب برحيله الفوري..ولمدة شهور..فهذا مما لا يمكن استيعابه..
بعيد جدا عن الواقع..ومثير للاسى ..وبالغ الاسف..كان ذلك الخطاب الذي القاه الرئيس مبارك واعتبره كعرض اخير يقدمه للمعارضة الوطنية والشعبية المرابطة في الشارع لحين انجاز مشروعها الوطني الطليعي باسقاط نظامه والانطلاق بعمل تأسيسي يؤدي الى تكوين نظام ديمقراطي تعددي مبني على قيم العدالة وحقوق الانسان ..
خطاب لا يوحي بعدم القدرة على استقراء نتائج الحراك الشعبي العظيم بقدر ما يشي بسوء فهم مأساوي لطبيعة النظام الذي يسير عليه كوكب السياسة العربية الفريد..ويثير الارتباك عن مدى الخفة التي يتعاطى بها الرئيس مع هذا الامر الجلل..
خطاب لم يحاول فيه الرئيس فيه ان يعتذر عما سلف..ولا اعتذر عن اخطاء..او حتى هفوات..لا له ولا النظام.. بل عبارة عن سلسلة من التوبيخ والتقريع للشعب الجاحد الذي عض على الايدي التي هدهدته لعقود..واتهام واضح وصريح للشباب المصري الثائر باثارة الفتنة والشغب واعمال السرقة..خطاب لم يحمل اي نبرة تصالحية مع الشعب.. ولا حتى ترحم على شهداء الانتفاضة المباركة..ولم يعد بتشكيل لجان للتحقيق في الاحداث..بل كان مطالبة فجة لتنظيم حفلة اعتزال طويلة تمتد لستة اشهر تهئ لمغادرة بروتوكولية احتفالية يختم بها مسيرته المعتقة في الحكم..
نتفهم..نتفهم تماماً..ان لا يستطيع الرئيس ان يتلمس مطالب شعبه..فهي من سنن الحياة السياسية العربية..فالشعب لم يصنف كمطالب في قواميس ودهاليز واقبية وسجون الحكم العربي البغيض..
لكن الصدمة الحقيقية كانت في ضعف المهارات اللغوية للسيد الرئيس والذي كان يحب ان يرطن بها بين الوقت والآخر في مؤتمراته الصحافية العرائسية العديدة..فكيف لم يستطع ان يفهم الرسالة الامريكية الواضحة له بالرحيل والتي نقلها له المبعوث الخاص للرئيس اوباما..تلك الرسالة التي كتبها الامريكان عن يدٍ وهم صاغرون..تحت خطر انسحاق استثمارهم السياسي والامني والاقتصادي في مصر تحت اقدام ثوار شباب مصر الابطال..واين كان المترجم وقتها..الامر الذي دعا الرئيس اوباما لقطع غذائه ليبلغه ان التغيير يقصد به الان وليس بعد شهور..
شهور قد لا يجدها الرئيس كافية بعدها لاجراء ترتيباته التي قد تخفف من الحكم الذي سيصدره التاريخ على فترة حكمه..ذلك التاريخ الذي لا تريد ان تغادر كرسيك الا وانت كتبته كما تشاء واخذت الايمان الوثاق المغلظّة ..بعد الغسل سبعاً احداها بالتراب.. ان لا احد سوف يمسه حتى المطهرون..
كم يهتم حكامنا بالتاريخ..وكم يبذلون مقابل ما يكتب عنهم ..ولا نعلم كيف يطمئنون اليه وهم يعيدون كتابته كل حين..كم بدوت جذلا يا سيدي لشعار انك اول رئيس منتخب في تاريخ مصر..ذلك اللقب الذي اطلقه عليك جوقة الهتيفة المداهنين الذين اورثتهم سحتاً مقاليد الاعلام المصري الوطني الشريف.. ولكنك يا سيدي..وللاسف الشديد..لن يذكرك التاريخ بعد الان..الا كاول رئيس يستلم كتاب انهاء خدماته من رئيس آخر على الهواء مباشرة وعبر الاقمار الصناعية..فهنيئا لك..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الهوية الليبرالية الوطنية للثورة..
- تغيير على وقع الاقدام الثائرة..
- الشرطة في خدمة النظام..
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..
- لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..
- كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الآن..الآن.. وليس غداً..