أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مبارك..بين البحر وبين النار














المزيد.....

مبارك..بين البحر وبين النار


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت مقالتي الأخيرة التي كانت بعنوان " مبارك.. دخول الحمام ليس مثل خروجه" حوارا لدى أخوة من المهتمين بالشأن السياسي العربي. والسبب أنها جاءت بتفسير يختلف, وحتى يتناقض, مع التفسير الذي صار تقليديا حول حرية الزعماء لاتخاذ قرار الرحيل خارج بلدانهم, وفي تلك المقالة جرى التركيز حول شخصين, مبارك وصدام حسين, أما لثالثهما التونسي فقد كانت هناك إشارة سريعة لقصته.
الجديد, الذي أدعي أني أتيت به, لم يكن بخصوص موقف الرئيس مبارك, فالغالبية تفهم أن قراره بالمغادرة سوف لن يكون بمعزل عن موافقة الدول التي قد يؤدي رحيله عن مصر إلى الإضرار بمصالحها الإستراتيجية , ومن الطبيعي أن تكون أمريكا في مقدمة تلك الدول لما قد يسببه الرحيل من أخطار على اتفاقات السلام مع إسرائيل وعلى عموم الخارطة السياسية والأمنية التي تبدأ من فلسطين ولا تنتهي بإيران.
الرئيس الفلسطيني عباس.. لم يبخل علينا ولم يتأخر عن رد فعل يفسر أضرار ذلك التغيير, لقد بدى موقفه المساند لمبارك كافيا لشرح حالة التخوف تلك, وليس غريبا أن تؤدي نفس الحالة إلى حماس "حماس", ولكن بإتجاه معاكس, لتغيير مصري قد يؤدي إلى ترجيح كفتها على كفة "فتح" في صراع ليست إيران بعيدة عنه.
لهذا السبب, ولأسباب أخرى تتعلق بتأثيرات الدور المصري المركزي على خارطة الصراع الإقليمي, سأفهم أن مبارك ليس حرا أبدا في اتخاذ قرار الرحيل, وليس مُرَحّبا به أيضا, ما لم يعمل قبل الرحيل على تسليم مصر بيد "أمينة". وقد يكون ذلك قد قيل له بشكل مباشر من قبل أمريكا, أو قد يكون أتاه على شكل نصيحة من أصدقاء مشتركين, أو كان قرأه أو تعلمه من مجمل تجارب أساسية لزعماء آخرين شاركوه محنة الموقف نفسه. ومصر كما هو معروف هي في مقدمة الدول التي تعرفت على هذه الحقائق بعد استضافتها للشاه في أعقاب الثورة ضده.
ولذلك قلت أن مطاولة مبارك لم تتأسس فقط على نظرية حب السلطة والتشبث بها وإنما لمعرفته أن السفر خارج مصر يحتاج إلى موافقات وتأشيرات مرور لن يحصل عليها إلا بشروط. فليست العامة وحدها هي التي تُمْنع من السفر, بل أن حرية سفر الزعماء, في أوقاتهم الصعبة, هي أكثر محدودية من حرية العامة بكثير, والسلطة ليس كلها مغانم بل أن بعض ما فيها قد يكون كوارث أيضا.
وفي عالم تتسيده أمريكا وتلعب وحدها في ساحته سيكون مفيدا أن نبحث أمننا الوطني وقراراتنا السياسية, سواء كنا في السلطة أو في المعارضة, وسواء كنا من محبي أمريكا أو من مبغضيها, على ضوء جملة من العوامل التي سيكون في مقدمتها معرفة أن الحرية نسبية, وأن مفردات كثيرة قد أصابها التغيير, وأن لا وجود لساحات وطنية مستقلة تماما وإن العالم قد تغير بحيث ضاقت حدود هذه النسبية لتجعل القرار الوطني أقل استقلالية, أو أن استقلاليته ما عادت تُعرّف بنفس المعايير.
وإلى أن تتغير المعطيات ستتغير القوى والمفاهيم وتتحرك المفردات لتحتل خانات أخرى, قريبة أو بعيدة نسبيا عما كانت عليه, وليس في قولي هذا أي استهانة بمطاليب الشعوب ولا أي تقليل من قدراتها على تحقيق تلك المطالب ولكن فيه بالتأكيد دعوة لفهم تأثير المتغيرات على طرق الوصول إلى الأهداف, إن لم يكن على الأهداف نفسها .
الإخوان المسلمون المصريون كانوا أسرع من آخرين في الاستجابة لهذه المتغيرات. هم أدركوا أن كثيرين في مصر أو خارجها لن يكونوا إلى جانب هذا التغيير فيما إذا أدى إلى تصاعد نفوذهم, أي نفوذ الإخوان, بشكل يؤدي إلى المساس بمعادلات سياسية إقليمية بدت ثابتة في الوقت الحالي.
وربما سينجح التغيير على السطح, ولكن تحت ذلك مباشرة فإن الإخوان يعرفون أن ليس بالنيات الطيبة تُحكم الدول, وأن الوضع المصري, من نواح اقتصادية وسياسية, هو أكثر تعقيدا من أن يجري التعامل معه بالنية الطيبة وحدها أو بنقاء ومثالية الأهداف, ولهذا أسرع هؤلاء الإخوان إلى القبول بالبرادعي كمتحدث عن المعارضة لتحقيق نقلة من شأنها أن لا تؤدي إلى الأضرار التي ستجعل المصريين يتأسفون على زوال عصر مبارك.
فإذا ما تمسكنا بمفردات نضالية كانت صالحة وفاعلة ومؤثرة في مرحلة سابقة فإن إسقاطها على مرحلة لاحقة لن يحقق ما يمكن أن يكون قد حققه فيما سبق, هذا على افتراض انه قد أفلح في ذلك.
فإذا كان ذلك صحيحا بحق مبارك, ويكون عزوفه عن السفر لا يفسر فقط بحبه وتمسكه بسلطة بدت ساقطة حتى في حالة البقاء, وإنما لتقديره أن الرحيل إلى مصر يحتاج إلى موافقات وتأشيرات لا يحصل عليها بسهولة, فهل يمكن تفسير بقاء صدام في العراق بنفس المنحى بدلا من الاعتقاد الذي أشاعه محبيه, كونه كان تعبيرا عن مبدئية صادقة, أو ذلك الذي أشاعه مبغضيه كونه كان تعبيرا عن جنون مطبق وأنانية مهلكة
ذلك ما سأبحث فيه مقالة قادمة.
لكني سأختم هذه المقالة بقولي أن مبارك يتحرك الآن بين نار شعبه من الأمام وبين بحر حلفائه من الوراء.
رحلته, في مواجهة شعبه, ستحرقه.
ورحلته إلى بر حلفائه تحتاج إلى قدرته على إطفاء النار التي أمامه.
بدون ذلك هو هالك هالك..
حرقا بنار أو غرقا ببحر.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه
- الكلام ثلاث
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي
- نحن شعب لا يستحي.. ولكن, هل تستحي أنت
- وهل هناك بعد عبادان قرية
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مبارك..بين البحر وبين النار