أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - تشوهات في نقد الفكر الديني















المزيد.....

تشوهات في نقد الفكر الديني


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 19:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يجوز أن يدعي المرء الشيوعية و العلمانية واليسارية بدون تبني نهج نقدي علمي وموضوعي للظاهر السلبية في المجتمع ، و معوقات التقدم و النهضة و الحداثة . و الماركسي يعتقد أن نقد الدين هو أساس النقد. لكن هذا النقد يواجَه بإشكاليات صعبة ، لا يمكن التغافل عن البحث عن حلول لها لحظة.
وقد كان نقد الدين الإسلامي في مجتمعاتنا يجري دائما في تيارين متطرفين رئيسيين، بالإضافة إلى تيار واقعي عقلاني، لكنه باهت و مقموع من قبل كل الأصوليين بمختلف توجهاتهم الدينية واللا دينية . ثمة تيار كان يفرط بكل ما يتعلق بالدين الإسلامي فقها وعقيدة وإيمانا. وتيار مساوم انتهازي يستجدي من الإسلاميين أرضية مشتركة للتعايش و التكيف . كيف يكون الموقف الماركسي من الدين عموما، والدين الإسلامي خصوصا؟
قيل كلام كثير في هذا المجال، وكتبت كتب عديدة ن ولا تزال ثمة مساحة شاسعة أمام من يبتغي البحث و إبداء الرأي و طرح أفكاره في هذا المجال.
في اعتقادي أن أحد الأسباب المهمة لانحسار اليسار العربي و أحزابه الشيوعية هو تساومه مع الرجعية وقوى التخلف لصالح ما يسمى بالتناقض الرئيسي مع الاستعمار والامبريالية و"الصهيونية" . وقد ظل نقد اليسار الموجه إلى البني الفوقية و الأصعدة العليا في حياة المجتمع ضعيفا و خجولا . فمنذ أواسط سبعينيات القرن الماضي حيث أخذت الهجمة الرجعية بالاشتداد و انهارت قوى يسارية مسلحة أمام أنظمة مدعومة من السي آي أي ، بعد ترضية الاتحاد السوفييتي السابق ، نادرا ما قام اليسار بالانتقاد الفكري والثقافي الصريح للبنى الفكرية و الخرافات السائدة والإيديولوجيات الغيبية ، وفي مقدمتها المسألة الدينية .وقد استمرت القوى الرجعية المتغطية بالدين ، و القوى البرجوازية المتخلفة مستثمرة طيبة وسذاجة الناس بمحاربة الشيوعية و الشيوعيين والتشهير بهم ، بينما ظل الشيوعيون التقليديون يبررون للقوى المعادية للاشتراكية و التقدم والتمدن هجماتها الوحشية واللا أخلاقية بحجج _ أنهم أخوتنا و مواطنونا الخ و لا نريد أن يفرق بننا الأجنبي ,عن التناقض الرئيسي هو بيننا وبين الاستعمار الأجنبي ، وإن الوطن أعز من كل شيء الخ من الخرافات .

و لم يقم الشيوعيون، واليسار التقليدي عموما بفضح أنواع التزييف و الاستلاب التي كانت الإيديولوجية الرجعية ( الدينية والوطنية) تفرضها على المواطن العراقي والإنسان في المجتمعات الشرق أوسطية. وكان هذا الموقف الاستسلامي ولا يزال جزء من موقف سلبي عام اتخذته القوى اليسارية ومثقفوها من نقد التراث الفكري والاجتماعي السائد في مجتمعاتنا. ويعتبر الحزب الشيوعي العراقي و إلى يومنا هذا البنيان الثقافي الفوقي للمجتمع العراقي بما فيه من عادات ذهنية متخلفة وقيم تعود إلى عصر البداوة والإقطاع التي اشتدت اليوم بفضل الاحتلال وأتباعه ، وعلاقات إنسانية غاية في التخلف يعتبر كل ذلك جديرا بالاحترام و الإجلال ويحيطه بهالة من القدسية ، ما يضع اليسار خارج نطاق النقد العلمي والتحليل التاريخي للظواهر السلبية و معوقات التحرر الفكري والاجتماعي.


وقد كان، حقا، ثمة صراع دائم و تناحر دائم يجريان مع القوى الرجعية والغيبية ولكن لم يواكب نضال اليسار بحملات فكرية وثقافية تنويرية. وقد كانت القوى الرجعية تمتلك من الأسلحة ( توظيف خرافات وتراث رجعي راسخ في أذهان الناس ) تفتقر إليها القوى التقدمية ما كان يفرض عليها ابتكار أساليب أذكى لمواجهة الفكر الرجعي. ومن أخطاء الشيوعيين و اليسار التقليدي القاتلة أنهم كانوا يعتبرون الفكر اللبرالي الكلاسيكي والنهضوي بدعة برجوازية ، في فترة كان الفكر اللبرالي و المثقفين اللبراليين والتنويريين ورواده في العالم العربي والشرق الأوسط اقرب إلى الشيوعيين والاشتراكيين لما يدعون إليه إلى بناء مجتمع ديمقراطي و حداثي.
ففي الوقت الذي كانت ترفع الأحزاب الشيوعية التقليدية شعارات التحالف والتنسيق والعمل المشترك مع القوى القومية الدكتاتورية المليتانت وتتعاطى مع الكتاب والشعراء والشخصيات الرجعية كانت تعتبر القوى اللبرالية والشخصيات التنويرية قريبة من الاستعمار والصهيونية، ومعادية " للشعب"، تتنافى مع " قيمنا السامية".
لسنا أكس مسلمين
ولم يكن ماركس اكس يهودي ولم يكن انجلز و لينين اكس مسيحيين. و لا نقصد من نقد الدين الترويج للإلحاد لأننا على يقين أن شيوع الإلحاد في مجتمع ما سيصيب أفراده العاديين بتعقيدات نفسية و اختلالا خطيرا فيه. وإن الترويج للإلحاد يجعل منه دينا أساسه الاستبداد. فكل دين، عند المقدرة، يحاول إزالة الأديان الأخرى، وإن الخلافات الدينية البسيطة في فترات الأزمات السياسية تتحول إلى أسلحة الدمار الشامل. فنحن كيسار و ماركسيين لا يمكننا أن ننحاز إلى دين ضد دين آخر. وندعو إلى حرية الإلحاد والشرك و العقيدة والدروشة والصوفية و اللطم والبكاء والنواح ، إذ أن الفقر الروحي أفظع من الفقر المادي ، و لكن يجب تلبية حاجيات الفرد المادية أولا لكي يفكر في حاجياته الروحية وإلا تكون الطقوس و الممارسات العبادية والعقيدية أفيونا تخدر المظلومين و تبعدهم عن التفكير في طريق الخلاص و التحرر من الاستغلال و الظلم الاجتماعي ، إذ إنني أؤمن أن الإنسان بحاجة إلى الأسطورة و الرياضة الروحية ، وقد كان غذاء ماركس الروحي الخلوة والتسلي مع أشعار غوته و محبة زوجته جيني و بناته. ولم يكن ماركس يحارب عقائد الناس، بل كان يحلل العلاقات الرأسمالية، ويفضح أساليب الاستغلال للعامل والإنسان. حافظ الشيرازي وجلال الدين الرومي أيضا يعتبر أفيون للكثير من الإيرانيين مثله الشعر العربي الكلاسيكي طالما يلهيهم عن معاناتهم الاجتماعية، وفقرهم المادي.
لقد بلغ حقد عناصر الاكس مسلم رغم ادعاء أغلبهم الشيوعية و الماركسية على الإسلام إلى حد التحالف مع القوى اليمينية العنصرية في بلدان الغرب المعادية للمهاجرين و الشرائح الفقيرة في المجتمعات الغربية ، وتنسيق العمل ، و تشكيل تنظيمات و جمعيات مشتركة .
ولا تخفى على المتابع أسباب معاشرة بعض الاكس مسلم للقوى والعناصر العنصرية الغربية المعادية للمسلمين و المهاجرين مناقضين الفكر الماركسي والشيوعي، إذ أنهم يبحثون عن موطئ قدم لهم و الحصول على إعانات بعد الإفلاس السياسي والفكري الذي يعانونه. كما أنهم على وهم كبير إذ يشيعون بأنهم بعملهم هذا سيكون بمقدورهم إزالة العقائد الراسخة في أذهان المسلمين بالكراهية و الضغينة. فهذا كان التطرف الآخر في نقد الفكر الديني الذي ظهر في السنوات الأخيرة عند عناصر من أحزاب الشيوعي العمالي. لا لهذا التطرف في المساومة ولا ذاك التطرف في المواجهة!!!!1

فالسلفية اليهودية أيضا تحرم الاختلاط بين الجنسين و طالبت مجموعة منهم بفصل الجنسين في المدارس و الحافلات، و تتضمن التوراة نصوصا كثيرة تدعو إلى الإرهاب و إبادة الغير، ألا أن المثقفين و العلمانيين اليهود بعقلانيتهم و حرصهم على مصالح أبناء شعبهم أبطلوا هذه النصوص عن العمل إلى حد كبير.
أسمع كثيرا عن أن البوذية هي دين مسالم لكني لا أرى رجاله يختلفون عن أفراد طالبان في رجعيتهم سوى في الملبس ، فالأولون معممون و الآخرون حليقو الرؤوس ، وفي استخدامهم من قبل القوى العظمى لتحقيق مآربها الدنية في الهيمنة على العالم و استغلال شعوبه.

لقد اتهم– أهل الحوار المتمدن- كثيرا بالتحيز لهذا الدين أو ذاك الدين، تارة للمسيحيين، تارة للمسلمين تارة للأقليات ضد العرب، وحينا للعرب ضد الأقليات . وقد زعل بعض الأمازيغ منا لأننا رفضنا نشر شتائهم ضد العرب,وكذلك " آشوريون" لأننا لم ننشر بذاءتهم و تشنيعهم بالأكراد بدون أي وجه حق. و إن من يتمعن جيدا في المقالات و التعليقات المنشورة في الحوار المتمدن لا يرى سوى التحيز لحرية الفكر والرأي.
إنني أعتقد انه لا يكمن في الإسلام وأي دين آخر، حل ولا مشكلة ، بل يمكن لمختلف القوى السياسية استخدامه سلاحا فتاكا، مثلما استخدمته السي آي أي ، والاستعمار البريطاني لأغراض دنيئة وتضليل الجماهير و استغلالها في العراق وأفغانستان وغيرها من بلدان الشرق والجنوب العالمي.

إن الاطلاع و التزود بالمعارف عن الدين و السياسة العالمية وتعقيداتها ، و ثعلبية قادة العالم السياسيين ضروري جدا ، لكي يعرف المرء مدى فاعلية الدين السياسي في السياسة الدولية على مر التاريخ البشري. صحيح أن أصحاب الزمام في العالم يعرفون كل الحقائق لكنهم يخفونها عن الدرجات الأدنى منهم و عامة الناس. لهذا لا بد أن نحيي آسانج مؤسس موقع ويكيليكس الذي فضح المؤامرات الدولية المعاصرة بحق شعوب العالم ومخططات الامبريالية في نهش العالم ، مثلما فضحتها ثورة أكتوبر عام 1917.
وتحية لرجال الدين المتفتحين الذين يدعون إلى حرية الإلحاد والشرك و الوثنية وسفور المرأة.
‏الأحد‏، 26‏ كانون الأول‏، 2010



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني الكوتا النسائية في حكومة معادية للمرأة و حريتها وح ...
- أغنية لتلطيف الألم
- حديقة المرايا للشاعر الكبير أحمد شاملو
- وثائق ويكيليكس .. ومضى عصر الحروب النابليونية
- نوبل للسلام و العلاقات التجارية
- عبادة الفرد نقيض الاشتراكية
- جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي ا ...
- خروتشوف الستاليني الذي أدان ستالين
- في مديح الديالكتيك لبرتولد بريخت
- وقت الرمال الوديع لسهراب سبهري
- أنشودة - إبراهيم في النار - للشاعر الإيراني أحمد شاملو
- ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان
- قصيدة الشاعر الإيراني أحمد شاملو -خطبة في مراسيم دفن-
- حديث في الجنس
- الاتجار بالنساء عالميا عار العصر
- الأسطورة ضرورية للإنسان
- من الشعر الكردي : تفاحات بيروت لجمال غمبار
- مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟
- الحوار المتمدن ولد ليختلف، و يواجه فلول الظلام
- ما سعر كيلو من الشعور الطازج؟


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - تشوهات في نقد الفكر الديني