أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محيي المسعودي - عيد وطفولة بين -ابراهيم الخليل - ونمرود-














المزيد.....

عيد وطفولة بين -ابراهيم الخليل - ونمرود-


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عيد وطفولة بين "ابراهيم الخليل " ونمرود"
ثاني ايام عيد الاضحى, هيمنت علينا رغبة باستعادة لحظات من طفولتنا التي كنّا نقضيها قبل اربعة عقود من الزمن ما بين مقام ابراهيم الخليل وبرج بورسيبا الاثري الذي نسميه نحن السكان المحليين - برس – خاصة ونحن نسكن على بعد بضع كيلومترات فقط من هذا الاثر البابلي . كنا نأتيه مشيا على الاقدام من القرى والمدن المجاورة, ونبعثر هناك ساعات يومنا ما بين زيارة سرداب يقع فوق تل جنب برج بورسبا توارثنا الاعتقاد, بانه المكان الذي ولد فيه ابراهيم الخليل ورضعته الغزالة بعد ان اودعته امه هناك خوفا عليه من ان يقتله " النمرود" الذي قيل لنا انه ملك بابل الذي ادعى الربوبية وقد حذره العرّاف من القتل على يد طفل حديث الولادة . هناك وقبل عقود كنا نصرف الفلاسين التي نحصل عليها كـ "عيدية" ونتفرج على سباق الخيل ونلعب النرد ونأكل ما نستطيع شراءه من المكسرات والحلويات التي ياتي بها الباعة خصيصا لهذا اليوم . لم تتغير الصورة كثيرا . الا ان الخيل اختفت وحلّت مكانها الدرجات النارية واختفى مع الخيل آباؤنا واخواننا الكبار . ولاحظنا ثمة آثار حديثة بفعل تواجد القوات الامريكية في هذا المكان لبضع سنوات . اذ بقيت بعض مظلات الحراسة حول الاثر . وعندما صعدنا برج بورسيبا تبين لنا ان بعض الحفريات العنيفة قد حدثت على الجهة الشمالية من البرج . اذ تهدم جزء كبير من المكان , وقال لنا بعض الشباب الذين يسكنون في محيط البرج ان الامريكان فجروا هذا الجزء بحثا عن لُقى . واضاف احد الشباب قائلا : اتينا بعد ان فجر الامريكان المكان ونبشنا التراب والحجر فعثرنا على اشياء كثيرة ومنها قطعا ذهبية . . وبينما كانت الشرطة تحكم الطوق حول مقام ابراهيم الخليل خوفا من تسلل ارهابين كان برج بورسيبا مفتوحا للجميع بلا مراقبة . الشباب يصعدون البرج بدراجاتهم النارية واخرين صعدوا الى اعلى قمة البرج مع خطورتها وصعبوبة الصعود . كنت احس بعظمة المكان لاسباب كثيرة , لا اقصد ما قرأته عن بابل, بل ما اشاهده في هذه اللحظات . اذ المكان منبسط على امتداد البصر بينما يشمخ وسطه برجان عاليان, الاول وهو الاعلى برج بورسيبا والثاني برج او تل فيه مقام ابراهيم الخليل . وبدى لي ان البرج الاعلى هو برج بابل الذي تتكلم عنه النصوص البابلية والذي يقول عنه الاثاريون انه اختفى , اما البرج الثاني فقد بدى لي انه الجنائن المعلقة خاصة وانه مدور ويكثر فيه التراب الذي تقل فية الاحجار المفخورة . والجنائن يقول عنها الاثارين انها اختفت ايضا . ويبقى سؤال يدور في خلدي لماذا اهملت هذه الاثار منذ اكثر من نصف قرن ! ولم يجرِ التنقيب فيها ؟ ولماذا لم يُطرح احتمال ان يكون البرجان هما برج بابل والجنائن المعلقة ؟ ولماذا لا زالت مهملة هذه الاثار!؟ خاصة وانها تقع قرب مدينة بابل الاثرية بل امتداد لها وهي الاكثر وضوحا وصمودا وحجما . وتقع بالقرب منها مدينة الكفل الاثرية التي يتنازع عليها التراث اليهودي مع التراث الاسلامي . المكان يثير قلقي ! يثير تساؤلات عديدة بلا اجابة واضحة . خاصة وانني لا زلت اذكر حديث والدي عن شراء يهود للاراضي المحيطة بهذا المكان قبل واثناء وبعد احتلال الانكليز للعراق باسعار بخسة لان المكان كان يومها مغمورا بالمياه قبل انشاء سدة الهندية شمال محافظة بابل اليوم . ودعنا المكان وهو محتشد بالناس وخاصة من فئة الشباب والاطفال لنرى على الطرق تلالا صغيرة مليئة بفخار بابلي لا يعرف احد عنها شيئ . حينها استذكرت الصراع بين مفتشية الاثار التي تريد حماية المكان وبقائه على ما هو عليه والحكومة المحلية التي تريد ان تنشأ عليه مرافق سياحية عصرية . وقد نجحت الاخيرة في بعض المناطق . وتذكرت صراع هيئة المزارات الشيعية مع مفتشية الاثار, اذ ترى الاولى ان المزارات مثل مقام ابراهيم الخليل هو ملك لها ولا يحق لاية جهة التصرف فيه بينما ترى الاثار ان من حقها التنقيب ومعرفة تاريخ واهمية هذا المكان , ويقول اثارين ان اغلب المزارات في المناطق الاثرية هي معابد بابلية مثل معبد الذهب في مدينة بابل الاثرية والذي تحول الى مقام شيعي لاحد الاولياء يدعى عمران بن علي وهكذا الحال مع مقام ابراهيم الخليل . ويظل السؤال قائما: الى متى تبقى هذه الاثار مهملة او رهينة اعتقادات لا تقوم على اساس علمي صحيح . لست ادري ! ولكن ربما بعد الف عام اخرى سوف يحضر احفادنا الى هذا المكان وهو على ماهو عليه الان , وهم على ما نحن عليه الان ايضا , دون أي اضاءة على هذه الامكنة حتى مع وجود الرادار الارضي الذي يكشف ما في باطن الارض دون حفر تلك الارض والاضرار بموجوداتها الاثرية . ربما يصرّ المكان الذي شهد طفولة الانسانية على ان يظل "طفلا" ومأوى في الاعياد لطفولات عراقية لا تنتهي !!!؟؟؟



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فنجان قهوة كردية- ديّة الآف الضحايا العراقين, وسنّة سيئة لا ...
- السلطة الاولى والخامسة في العراق تنجح بردع السلطة الثانية وا ...
- النهر والتوتة
- كتاب -مراتب الحب عند العرب واشهر محبيهم - محاولة لم توغل في ...
- امريكا ترد بوثائق - ويكيليكس - على لعبة ايرانية في العراق
- ليبقى الحوار المتمدن, حوارا متمدنا, يرتقي بوعي الانسان وثقاف ...
- فرصة العراقية في تحقيق ما تعلنه من اهداف وطنية
- مقامرون سياسيون بمصير ومستقبل العراق !؟
- أثرياء وشرفاء العراق القادمون .. لصوص .. فاسدون .. مجرمون .. ...
- -رادار الاختراق الارضي- يدخل الكفل لحسم النزاع بين المزارات ...
- لماذا المالكي وحده قادر على تشكيل الحكومة العراقية القادمة . ...
- صفقة شراء خمسة آلاف سيارة جديدة في بابل تُثيرجدلا واسعا وانت ...
- مقامات زمن ردئ ...
- امّا ان نترك الصحافة ونعمل زبانية لهم , او ينزعون عنّا عراقي ...
- ثلاث قراءات في رسالة باراك أوباما للسيستاني
- الكفل تُثير صراعات جديدة بين المسلمين واليهود ,, واخرى بين م ...
- الحرب على الأرهاب والطائفية في العراق من دفع الثمن .. ومن قط ...
- إضاءة على هامش السياسة العراقية
- سقط الحكم الدكتاتوري من العراق, وبقيت عقيدته تتحكم ...!
- سمبوزيوم بابل الفني ... حلم ولد صدفة - وقبل ان يحبو - لقي حت ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محيي المسعودي - عيد وطفولة بين -ابراهيم الخليل - ونمرود-