أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - موسم العبادة ..... إلى اللقاء














المزيد.....

موسم العبادة ..... إلى اللقاء


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


لكل شيء زمانه و مكانه , و بالتالي موسم محدد .
فالفلاحون ينتظرون الموسم كي يبيعوا المحصول و يشتروا لأولادهم ما يحتاجون اليه فيعبروا بذلك عن حبهم لهم و اهتمامهم بهم .
كما ينتظر الاطفال في القرى الموسم ليحصلوا على ما يريدون فيشعروا ببعضاً من الحب من الفلاح الاب.
ينتظر الأطفال في المدن الموسم أيضا ليحصلوا على ما يحتاجون, لكن ليس موسم بيع المحاصيل الزراعية و انما موسم التخفيضات في الاسواق.
فبعد أن اشتعلت الاسواق السورية بنار عجزت مديرية الاطفاء عن اخمادها اصبحنا نتجنب المرور أمام المحلات حتى لا يوسوس لنا الشيطان بشراء شيء ما فنغدو حتى اخر الشهر من النادمين .
للأسف اصبح زمننا زمن المواسم و التنزيلات " و التنازلات " , زمن التقسيط و القطارة , فلم نعد نستطيع الحصول على ما نريد إلا بالتقسيط .
كم شخص منا لا يستطيع الزواج الا بالتقسيط ,شراء بيت , اثاث , عرس , شهر العسل , و حتى إنجاب الاطفال " كله بالتقسيط " ....
أصبحنا نعيش حياتنا اليومية بالتقسيط, كل شيء أصبح يقسط حتى تنفسنا للهواء , و احلامنا أيضا .
لا نستطيع ان نحلم جميع أحلامنا دفعة واحدة, وإنما لا بد من إجراء عمليات حسابية ووضع خطة خمسية ثم تحديد الاولويات فهناك حلم مهم و هناك اهم و هكذا ...
فالأمر إذا ليس مادياً بحتاً, بالعكس ما يؤلم أنه تجاوز ذلك الى الجانب المعنوي من شخصيتنا فحتى مشاعرنا و احاسيسنا أصبحنا لا نجرؤ على الافصاح بها دفعة واحدة بل لابد من التلميح أولا و بثها على دفعات و بالتقسيط المريح .
مشاعرنا كرواتبنا و جيوبنا تنتظر بدورها الموسم القادم .
فكما هناك مواسم تخفيضات , هناك أيضا مواسم حب كثير منا ينتظر 14 شباط حتى يعبروا عن مشاعرهم و يقدموا الهدايا للاحبة و كأننا في باقي أيام السنة نكره بعضنا أو على الاقل لا نشعر بشيء تجاه الاخر الا في هذا اليوم " موسم الحب " لنخبره بأننا نحبه .
كثيرات من الامهات تنتظرن موسم " عيد الأم " ليسمعن من أبنائهن كلمات مثل " أحبك أمي " , و في حالات عديدة, تنتظر الامهات الموسم ليستطعن رؤية ابنائهن الذين ابعدتهم مشاغل الحياة اليومية و همومها .
و كأن هذه المرأة تغدو غريبة عنا لتتحول فجأة الى أم في عيد الام فقط , و من قال ان تقديم الهدايا لأمهاتنا حرام باقي ايام السنة و ما يحصل للأم ينطبق على غيرها فهناك موسم الأب , المعلم , حب الوطن...
الموسم الحالي الذي نعيش تفاصيله اليوم هو موسم الدراما , مسلسلات على مدار الساعة , برامج تفصل بين برامج أخرى, وتساؤلات في الاذهان : لماذا هذا الربط بين الدراما ورمضان , و هل رمضان شهر صيام أم شهر تخمة مسلسلات !
لماذا هذا السباق الماراتوني لإنجاز الاعمال الدرامية بحيت تعرض خلال شهر رمضان حتى لو كان الثمن خروج أعمال دون المستوى و بعضها يحمل اخطاء جسيمة .
وبرامج المسابقات التي أصبحت تنافس بشدة المسلسلات و في جميع الاوقات , بينما تدخل في سبات كامل باقي أيام السنة إلا في حال تسرب برنامج مسابقات يتيم, مع أن ذهن المشاهد خارج رمضان مهيء جيدا لتلقي المعلومات و فك لغز " الحزورات " , أم أن هذه الجوائز و الهدايا التي تُقدم تصنف تحت بند هبة و حسنة و زكاة لفقراء المشاهدين !
غريب أمرنا نحن البشر , نريد دائما من يُذكرنا بأننا موجودون, بأن هناك من ينتظرنا و يهتم لأمرنا , لماذا علينا ان نبقى بانتظار الموسم تلو الموسم لنعبر عما بداخلنا , لماذا لا نعيش حياتنا ببساطة و نقول ما نريد بصراحة , لماذا لا نقتنع بأن الله موجود دائما و ليس فقط في شهر رمضان , لماذا لا نتعايش مع هذه الحقيقة فنتجنب الكذب , الحرام , الغش , إيذاء الاخرين ...... كل أيام السنة , لا ان ننتظر كما في كل عام قدوم موسم العبادة في شهر رمضان المبارك .



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تتسرب من مسامي ....
- حين نصبح خارج نطاق الحياة....
- بعضاَ من الحب إن أمكن ....
- عن تلك الشهوة المُسماة .... موتاً
- ذاكرة لها رائحة.......
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - موسم العبادة ..... إلى اللقاء