أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )














المزيد.....

العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 20:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )
نعيم عبد مهلهل
لم يختر آدم (ع) الذي كُرم بعد الزلة الأولى أن يبني لأحلام ذريته بيتاً خارج جنان الخلد، وليصبح نتاج هذا الدرس الازلي حياة لتواريخ معلومة لنا منذ أن بدأ آدم بخلفٍ يرثون فيه كلام الله ورؤى الندم التي أرادها، سلالة تعرف نور الله ولاتعرف نكرانه.
لم يختر آدم أرض اليابان أو الفايكنغ أو جيبوتي أو سان باولو، لقد اختار ظل سدرة في جنوب العراق لتكون مهبطاً للبدء البشري، هناك في القرنة العراقية لايزال المكان يسمى (سدرة آدم) التي قال لي عنها مرة الدكتورعبد اللطيف رشيد وزير الموارد المالية العراقية: إنه بذل جهداً واموالاً من وزارته ليديم قدسية المكان وليطور فيه الجانب السياحي والروحي، وهذه خطوة جميلة أن ياتيَّ الناس من كل أصقاع النذر، منهم من يحمل (العِلك َ الاخضر وطاسة الحناء) ومنهم من يحمل أيقونة عيسى ليتبرك بتراب الظل ويطلب مغفرة وسلاماً وبركة او عصا موسى ليطلب معجزة أخرى تعيد صفاء مكان، وليس تراشق الدان ومآتم الجيران والخلان.
هذا المكان نحتاج الى روح الأزل التي فيه، فقط لنتذكر عنده (المحنة الحالية)، فإذا تقاتل هابيل وقابيل كفردين في وقيعة الشجار والموت الأول وعلى هذه البسيطة ذاتها،فالآن يتقاتل آلاف (القوابل والهوابل)، الفرق إن ولدي آدم تقاتلا من أجل أغنام عبرت الى زرع، الآن القتال على أمر لايفهم سوى أنه صنيعة حال جديد لوطن(تكهربت) فيه المشاعر والدويلات وأحلام الإنسان منذ الازل، فكثُرَ القساة فيه، وولاة قطع الرؤؤس، ومختالو عشاق الثورات، وصناع الاناشيد الطائفية وغير ذلك من عجائب العصور التأريخية، وغير هذا كان العراقي مبدعاً من طراز خاص، ومكرما من السماء بعناية أفضل ليأتي بزوغ المؤمنين فيه تباعا، نوح وإبراهيم وأيوب ويونس (عليهم السلام جميعا)..وكثرت فيه صوامع القديسين وجوامع التصوف وحدائق العشق، فكان إن ولدت حضارة الرافدين، واحدة من شواهد رقي العقل..
ولكن أين العقل الآن...وصوت الله في العراق تحول الى صوت الآه..؟
الآه التي تُقتلُ على الهوية، وعلى الطائفية ومن فوق المدرعة (الهمر)، الاه المصنوعة برغبة طلبان (والشقلبان) وصناع الموت والأحزان...وهناك آه غير القتل (آه الخدمات المفقودة) وآه الأمنية، وآه السحت وآه منع التجوال، وآه (الغياب المتكرر لنواب برلماننا الحلم)..
وبين نخيل العراق وعدد الآهات العراقية ضاع الحساب، وكثرت طوابير الخيار الجديد على مكاتب جوازات السفر، والحكومة تسعى (ولكن ليس كلما تتمنى الحكومات تدركه..تجري الرياح بما تشتهي المحافل الخفية)..
هذه معضلة أخرى..أن يضيع حلم ووجود وطن بين صوت الله وصوت الاه...
ضياع لم يعش العراق شبيهاً له إلا في أيام معدودات حين عزف ابن زياد بموسيقى الذبح برقاب الحسين الشهيد وبيته الأطهار (عليهم السلام) ، وحين دخل (رأس عرفاء) هولاكو بغداد ليبيد فيها حلم حضارتها التي صنعها المنصور والمأمون وتقوى أئمة أهل البيت وفقه أبي حنيفة وأشراقات الحلاج.
وإن تكرر الحال بعد ذلك في صورة وباء طاعون او احتلال عثماني او فارسي، ولكنه كان محصوراً بفهم الحال لواقع مظلم عاشه العراق بعد أن انتفخت بطن الدولة الاسلامية ووصلت الى الصين وماعادت قادرة على حماية هذه المساحة الشاسعة من الكون.فكثرت سكاكين الأسد حين يشيخ، وتداعت أحلام خطبة الغدير لتصير عصورا مظلمة وامبرياليات.
ولكن كما الان لم يحدث هكذا مشهد، (بصيغة الآه التي فيه وطريقة صناعتها).
وتلك مشهدية جديدة لتأريخ لم ينبئ بشكله أحد، ولم أر أحداً من الذين يلبسون ربطة عنق مخططة او بدون ربطة يحلل مايجري بصورة مقنعة تجعلنا نستقر على حال واحدة (هل ضاع الوطن ام ثمة امل وبقية باقية من ماء تنسينا ظمأ أبي الفضل العباس ولوعة الصلب بجسد الحلاج وتجفف دمعة السياب وهو يرى أبناء فكتوريا ينظرون إليه ببرود من فوق الدبابات؟)..
وبين التحليل والزبيل ضاع المسواق، وتألم العراق... والحل.
لاشيء سوى صلاة جماعية. واللوذ بدمعة طفل..
هذان الهاجسان. كما اعتقده ويعتقده الظلُ الذي هو الآن تحت سدرة آدم (ع) كفيلٌ بحل المعضلة.
إذن فليصلِّ العراق كله..ولتسعَ الحكومة لتوزيع دموع اطفاله ببطاقة التموين !


27 نوفمبر 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية السيدة زينب....!
- جنوب مدن الله ( الألم )............!
- أوزان البرلمانيون العراقيون بالكيلو غرام......!
- جيفارا كان مندائياً ...وعبد الكريم قاسم صابئياً .!
- سُرَ المرأةُ ودهشة الأغراء فيها....!
- الجمال العراقي في العهد الملكي.......!
- اغمضي عينيك ..وأغلقي الباب وراءك......!
- الغفاري والعزير ...رؤيتان لحلم مشترك في ليل الرغيف والوردة . ...
- خلطة عراقية ( سليمة مراد وزهى حديد ومسماية سهر )
- كوكب حمزة ...سريالية الطيور الطائرة ........!
- أيها الديك ...سلاما لدجاجتك .......!
- حمدية صالح*...( هدهد ..وسليمان رسائل غرام المعدان )
- نار ونور و ( عبد الكريم قاسم ).................!
- إطلاق مركبة الدمعة في الفضاء...
- توراتيات ............!
- الروح الغريبة ...!
- نازك الملائكة...ورد لقبر غير قبرها.............!
- طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!
- الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!
- وصايا الكتاب ( المُغمسْ ) بالعطر.......!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )