أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - عندما يقدم السيد نصرالله دلائله















المزيد.....

عندما يقدم السيد نصرالله دلائله


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 04:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان التهمة الظنيه الموجهه لعناصر من حزب الله بشأن إغتيال رفيق الحريري، قد أثارت إرتباكا واسعا في صفوف الحزب ومعسكره المتضامن معه، وهو الذي بدا واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمينه العام مساء الإثنين 9/ 8 . وإستدعى أن يطل علينا لمرتين سابقتين في فترة زمنيه قليله، كان محور ما جاء بها يدور حول إغتيال الحريري والتهم الظنيه للجنة الدولية المكلفه بالتحقيق، فالسيد حسن نصرالله كان قد حاول في مؤتمره بشتى الطرق، إبعاد التهمه عن حزبه وإلصاقها بإسرائيل، وهو الأمر الذي لم ينجح به، ولا حتى قاربه، بقوله أنه يضع أمام الرأي العام ما يمكن أن يمثل طريقا بديلا للتحقيق والإسترشاد .
السيد حسن في كلمته التي القاها قبل أيام قليله، كان قد وعد بكشف ما يمكن تسميته بأسرار توجيه أصابع الإتهام نحو إسرائيل في قضية مقتل الحريري، ولربما قد تفاجئ البعض من أنه لم يقل شيئا لم يكن معروفا من قبل، لا حول الجواسيس ولا حول الإستطلاعات الجويه الإسرائيليه ولا حول عملية " أنصارية " أو متفجرة صور التي يريد منها السيد أن تكون دليلا على تورط إسرائيلي في إثارة فتنه طائفيه شيعيه - سنيه، بالتأكيد على إستهدافها نبيه بري بعد فترة قصيره من مقتل الحريري . عند هذه النقطه، يحق للمراقب أن يتساءل عن أبعاد إجتياح حزب الله لمناطق السنه في أيار 2008 فيما إذا كانت فتنه طائفيه أم تصفية حسابات سياسيه، وهل أن سلسلة عمليات الإغتيال التي طالت اللبنانيين، كانت بغرض خلق الفتنه الطائفيه؟ أم بهدف له علاقه بالتواجد السوري في لبنان؟ ومعارضة تمسك حزب الله بسلاحه؟ مع ملاحظة أن إسرائيل لن تكون مسرورة حتما من هكذا فتنه، بسبب من التفوق الميداني العسكري لحزب الله، وهو الذي يمكنه من السيطرة وبسرعة وسهوله ودون خسائر تذكر على مناطق السنه في لبنان كما حصل فعلا في أيار 2008.

بقصد إلصاق تهمة إغتيال الحريري بإسرائيل، عمل السيد حسن في مؤتمره على عدة محاور .
1) إتهام إسرائيل لحزب الله في قضية الإغتيال . وهنا قدم شهادة قديمه للعميل الإسرائيلي احمد نصرالله تعود للنصف الأول من تسعينات القرن المنصرم، يؤكد فيها أنه عمل على إيهام رفيق الحريري بإستهداف حزب الله له بقصد إغتياله في واحده من الطرق التي يسلكها عادة، مما دفع بالحريري لتغيير المسار المعتاد الذي يسلكه في تنقلاته من قصره إلى مقر رئآسة الوزراء، كما قدم السيد حسن ضمن هذا المحور، رزمه من تصريحات حديثه لمسؤولين إسرائيليين يشيرون بأصابع الإتهام للحزب في مقتل الحريري .
2) إتهام حزب الله لإسرائيل . وما يبرر هذا الإتهام حسب نصرالله هو، امتلاك اسرائيل للقدره التكنولوجيه والبشريه على تنفيذ عمليات الإغتيال بنجاح، و " المصلحه والدافع " للإغتيال، وهو ما يؤشره تسليط الضوء على التواجد السوري في لبنان وإخراجه من هناك، ثم نزع سلاح الحزب كمقدمه لمحاصرة المقاومه وإنهاءها، ثم " الأسلوب الاسرائيلي " في عمليات الإغتيال، من استطلاع جوي والسيطره الفنيه على الإتصالات والاستطلاع الميداني من خلال العملاء والدعم اللوجيستي الذي تملك إسرائيل مقوماته من نقل المعدات والمتفجرات وغيرها من المواد الضروريه لتنفيذ الأهداف .
3) النشاط الأمني الإسرائيلي داخل لبنان من خلال العملاء منذ 2004 على وجه الخصوص، وهنا قدم نصرالله مجموعة من العملاء وإعترافاتهم حول نشاطهم الإستخباري الإستطلاعي والتنفيذي .
• فليبوس حنا صابر، وهو مكلف بإستطلاع مقر الرئاسه وقائد الجيش ويخته وإستطلاع المنطقه المؤديه من القصر إلى شاطئ البحر سيرا على الأقدام وبالمركبه .
• سعيد طانيوس العلم، كلف بمراقبة مقاه يرتادها زعماء 14 آذار ورصد لقاءات سمير جعجع برئيس الحكومة سعد الحريري .
• محمود رافع، شارك بأربع عمليات إغتيال وزرع العبوات، ومنها عبوة الزهراني، وتقديم الدعم لمجموعات اسرئيليه داخل لبنان .
• ناصر نادر، شارك بإغتيال كادر شيعي في المقاومه في الضاحية الجنوبيه .
• فيصل مقلد، شارك بنقل عناصر تنفيذيه للعدو عبر البحر ذهابا وإيابا ونقل حقائب واسلحه ومواد لوجيستيه .
* أديب العلم، قام بتصوير العديد من المناطق، والإستطلاع لعملية إغتيال الأخوين المجذوب وتزويد العدو بخطوط هواتف وبطاقات شحن لها بالإشتراك مع زوجته .
4) الإستطلاعات الجويه الإسرائيليه . وهنا قدم نصر الله مجموعة من الأفلام الإسرائيليه المصوره من الجو لبعض مناطق العاصمة بيروت والجنوب، ومنها عملية " أنصاريه " والطريقين الذين يسلكهما رفيق الحريري في ذهابه وإيابه، لافتا النظر إلى أن القصد من تصوير إسرائيل لهذه الطرق، هو إغتيال الحريري .
5) الحركة الجوية العسكريه الإسرائيلية عشية ويوم الإغتيال . وهنا يتحدث نصرالله عن كشف ما يعتقد أنه سر، وهو ما يتعلق بتحليق طائرات إستطلاع وطائرات حربيه فوق المياه الدوليه والإقليميه، ففي يوم الإغتيال تم رصد تحليق طائرة أواكس مقابل السواحل اللبنانيه وأخرى حربيه وإٍستخباريه، كما رصد حركة طائرة إستطلاع قبل يوم من الإغتيال وبعده في الأجواء اللبنانيه .
6) موضوع العميل غسان جرجس الجد . وهو شخص متهم بالإغتيال وبإيوائه لمجموعات عميله تنفيذيه، وحسب نصرالله فإن هذا الشخص كان متواجدا قبل يوم من عملية الإغتيال في منطقة التفجير .

هذا هو بتركيز شديد، كل ما قدمه نصر الله من أدلة أراد منها إبعاد شبح التهمة الموجهه نحو حزبه في الضلوع بمقتل الحريري، وتوجيهها نحو عدو يدرك السيد قبل غيره، مقدار العداء الذي تكنه له الشعوب العربيه وتقبلها دون تمحيص، توجيه التهمه نحوه في هكذا جريمه وجرائم أخرى . فإٍسرائيل وحسب إعلامهم وإقلامهم أعوام 2005 – 2007 ، هي المتهمة بتفجيرات العراق الداميه، ثم هي المسؤوله عن شق الصف العربي بإجتذاب من هم ليس في معسكر " الممانعة " ، إلى ما هناك من تهم، وها هي الآن تقف وحسب نصرالله، في خانة المتهم بإغتيال الحريري .
ليس لدينا أي شك حول الطبيعه العدوانية لدولة إسرائيل من خلال إحتلالها لأجزاء من الأراضي العربيه، ورفضها الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته كاملة السياده على أراضي ال 67 بعاصمتها القدس، ورفضها الحل العادل لقضية اللاجئين، لكن ، من غير المعقول تحميلها مسؤولية الصراع الفلسطيني – الفلسطيني كما تروج له حركة حماس مثلا، أو سلسلة الإغتيالات في لبنان ومنها إغتيال الحريري، مع القناعة التامه من أنها مارست عمليات الإغتيال بحق قاده في المقاومة الفلسطينيه والإسلاميه في لبنان وخارج لبنان . مراهنة نصرالله على قبول مثل هذه الوقائع كأدلة قطعية على إغتيال الحريري، قد تجد القبول لدى مغيبي الوعي، لكنها لن تجد من يقبلها في أوساط من يدقق في الأحداث ويسترشد بالدلائل المادية والتحليل المنصف بحثا عن الحقيقه، ومن المؤكد أن اللجنه الدولية المكلفه بالتحقيق لن تبحث بها ما لم تقدم اليها بشكل رسمي وليس عبر مؤتمر صحفي .
بعد كل الذي قاله السيد حسن في مؤتمره الصحفي الطويل، يحق لنا أن نتسآءل، هل أتى السيد بشيئ جديد يمكن الإعتماد عليه في توجيه التهمه نحو إسرائيل في مقتل الحريري ؟
نحسب أنه لم يأت بشيئ جديد أو مقنع ، فتلك الشهاده التي راهن السيد عليها كثيرا والتي قدمها على مجمل أدلته، لا يمكن إعتمادها حتى لو إفترضنا صحتها الكامله، فشهادة العميل أحمد نصرالله تعود إلى نهاية عام 1994 كما قال السيد نفسه، أما إغتيال الحريري، فقد تم بعدها بمايزيد على أحد عشر عاما، يضاف إلى هذا، أنه لا يوجد ثمة دليل عملي ومقنع ينفي شهادة العميل من عدم تفكير حزب الله بل والتخطيط لإغتيال الحريري في ذلك الوقت، خصوصا بعد العداء الذي أستحكم بين الحزب والحريري على ضوء أحداث 13 أيلول 1993 التي نظمها الحزب وتم قمعها بقوة السلاح مما أدى لسقوط قتلى وجرحى كما أقر نصرالله نفسه، ومما يدحض هذه الشهاده ايضا، كون هذا العميل المفترض، قد أطلق سراحه عام 2000 ، وهو الوقت الذي كانت فيه القوات السوريه حليف حزب الله، تستحكم بكل صغيره وكبيره في شأن لبنان الداخلي . السيد حسن، وببساطه شديده، يخبرنا أنه ليس على علم بالظروف التي أدت إلى إطلاق سراحه !!!
ومما يثير العجب في القرائن التي قدمها السيد حسن على التورط الإسرائيلي في مقتل الحريري، هو إمتلاك إسرائيل للقدره التكنولوجيه لتنفيذ مثل هذا العمل، وإمتلاكها المصلحه والدوافع التي لخصها السيد بتسليط الضوء على التواجد السوري في لبنان وإخراج سوريا منه تمهيدا لمحاصرة المقاومة ونزع سلاحها، ثم ما أسماه بالأسلوب الإسرائيلي في عمليات الإغتيال . أمام هذه القرائن، ينبغي التوقف قليلا لمقارنتها بما يملكه حزب الله وسوريا من خلفه، من مصلحه ودوافع للتخلص من الرجل الذي يمثل معسكر القبول في لبنان، في فترة أشتد فيها الصراع بين ما أسموه بمعسكر الممانعه ومعسكر القبول، وكان أحد عناوينه البارزه، خروج القوات السوريه من لبنان، وهي الدعوة التي تزعمها رئيس الوزراء رفيق الحريري بنفسه، وكان من تداعياتها، تهديد الأسد المباشر له في لقاء جمعهما قبل أيام من مقتله، أما إمتلاك إسرائيل للقدرة التكنولوجيه على إنجاح هكذا جريمه، فهو لايعني عدم إمتلاك سوريا لها أو حزب الله الذي نشط في ثمانينات القرن المنصرم وحتى منتصف التسعينات في عمليات خارجيه قادها عماد مغنيه في بعض الدول العربيه وخارجها دعما لإيران إبان الحرب مع العراق، وكان أشهرها في لبنان عملية السفارتين العراقيه والأمريكيه وعمليات أخرى في الكويت والعراق والأرجنتين وخطف طائرة TWA والتي تميزت بالقدره والدقه في التنفيذ . القدره على التنفيذ والمصلحة والدوافع للتخلص من الحريري يمكن تلمسها بوضوح لدى سوريا وحزب الله إذا، ويصعب أن نجدها لدى إسرائيل مهما أجهد نصر الله نفسه بهذا الإتجاه، وبكل الأحوال فإن أسلوب القتله في جرائمهم البشعه، بات موحدا الآن،إن في العراق وأفغانستان ولبنان أو على أيدي الإسرائليين، وليس من تمييز هناك إلا بالقدر القليل وفي حالات نادره كما في جريمة قتل المبحوح مثلا التي إستدعت أمكانات واسعه في التخطيط والتنفيذ .
أما ما أسماه نصرالله بـ " الفقره الحساسه جدا " ، وهو ما يتعلق بالإستطلاع الجوي الإسرائيلي، فهو أمر لا يمكن نكرانه، وهو الذي لم يتوقف منذ أن دخلت المقاومه الفلسطينيه إلى لبنان على نطاق واسع نهاية عام 1968 ، لكن المثير فيما قدمه السيد حول هذا الأمر، هو إقتطاعه لأفلام جوية إسرائيليه خاصه ببيروت وبعض مناطق لبنان، والتدخل بتفاصيلها برسم المسارات على طرقاتها والأسهم والدوائر وعلامات الدلاله، في محاولة للإيحاء بأن إسرائيل تقصد هذه الطرق وتلك الأماكن بالذات، ومنها الطريقين الذين يسلكهما الحريري في طريقه إلى مقر عمله ومكان إقامته، مثل هذا الدليل، لايمكن له أن يصمد إذا ما علمنا أن إسرائيل تملك إستطلاعات مفصله وخرائط جوية لكافة أنحاء لبنان ودول عربيه أخرى، ولولاها لما تمكنت من ضرب المفاعل النووي السوري في الخبر بدقه بالغه عام 2007 وقبلها مفاعل تموز العراقي ثم قافلة السلاح في السودان، ولا تشي هذه الإستطلاعات بأي دليل من شأنه أن يقرّب أو يبعد نيتها في قتل الحريري، والسيد هنا يحاول أن يخلط الأمور عندما يقرن حادثة مقتل الحريري ونشره لإفلام إستطلاع إسرائيليه توضح جانبا من مدينة بيروت، بمعركة " أنصاريه " ونشره لمثيلتها ترصد بعض مناطق جنوب لبنان .
من غير الممكن تصديق قرينة الأفلام الجوية إذا، وهي التي تم إجتزاءها والتدخل بتفاصيلها بعد أن أدخل عليها حزب الله تعديلاته عليها، مع علمنا أن إسرائيل تقوم بإستطلاعات جويه شبه يوميه، وتجري التعديلات على خرائطها وفقا للتغييرات على الأرض .
ولايبقى من دلائل السيد حسن بعد هذا، سوى إعترفات الجواسيس الذين وقع غالبيتهم عام 2009 ، ويمكن القول هنا، أن إسرائيل نشطت في زرع العملاء بشكل واسع منذ أن عمدت المقاومه الفلسطينية إلى إعتبار لبنان واحده من قواعد الإرتكاز في معركتها التحرريه، وفي فترة لاحقه، قاعدة الإرتكاز الوحيده . وعلى أيدي المتعاونين مع إسرائيل أو بمشاركتهم، كان قد تم تنفيذ العديد من الإغتيالات بحق القاده الفلسطينيين داخل لبنان وخارجه، وتفجير الكثير من السيارات المفخخه في مناطق تواجدهم ومرورهم، وفي محطات عديده كانت أجهزة الأمن الفلسطينية قد كشفت البعض من هذه الشبكات والقت القبض على متعاونين من أفرادها . حرب العملاء ليست جديده على لبنان إذا، وطالما أن هناك حربا بين أطراف متصارعه، فإن العملاء لدى كلا الطرفين هم واحده من ساحات الصراع بما يقدمونه من معلومات وما يكلفون به من مهمات تنفيذيه متنوعه، وعلى حزب الله وغيره، أن يتوقعوا زرع إسرائيل لشبكات التجسس في كل مكان يسهل لها من مهماتها في الرصد، وجمع المعلومات عن أشخاص، ومنشأت ومؤسسات الدوله العسكريه والمدنيه، وتنفيذ المهمات المختلفه، ومنها الإغتيالات بدون شك .
لكن، ماهو الجديد الذي قدمه السيد حسن حول موضوع العملاء، وبما يخدم أطروحاته حول دور إسرائيلي في إغتيال الحريري ؟
بكلمة واحده،لا يوجد في تلك الإعترافات للعملاء السته أو السبعه إذا ما أضفنا اليهم أحمد نصرالله، ما يشير من قريب أو بعيد لنية إسرائيل أو تورطها في إغتيال الحريري، فجميع السياسيين في لبنان حسب تلك الإعترافات، تحت دائرة الضوء الإسرائيلي، ولا فرق هنا بين حزب الله والقوات اللبنانيه أو بين رئيس الجمهوريه وكادر في قوات حزب الله، وليس هناك ما يشير في الإعترافات أو حتى مجرد الإيحاء بعزم إسرائيل على إغتيال كل هؤلاء المرصودين .
ما أشار له صاحب جريدة السفير اللبنانيه، طلال سلمان، في مداخلته مع السيد حسن، من أن هناك " منطق سياسي " يحكم عملية الإغتيال، هو ما يجب الإنتباه اليه بحق، فعملية إغتيال الحريري جاءت في سياق قرار مجلس الأمن المرقم 1559، وهو القرار الذي نص على خروج القوات السوريه من لبنان، وكان قد صدر قبل إغتياله بستة أشهر بعد حراك سياسي واسع له، إن على المستوى الدولي أو العربي، ومدعوما من المعسكر المتعارض مع السياسه السوريه وجملة تحالفاتها العربيه والإقليميه، كما أن إغتياله جاء مترافقا مع سلسلة طويلة من الإغتيالات، بدأت قبله وإستمرت بعده، وطالت اللبنانيين من كافة المواقع والمستويات، وكان قاسمها المشترك، ضرورة خروج السوريين من لبنان، والتخوفات التي عبروا عنها علنا، من تضخم الآله العسكريه لحزب الله، ورفضه نزع سلاحه، والهاجس الذي سكن جميع الضحايا، من أن يستدير حزب الله بسلاحه لحل المشكلات اللبنانيه وفرض سياسة الأقوى، وهو ما حصل بالفعل لاحقا .
عمليات القتل، بما فيها قتل الحريري، لابد أن تكون قد جاءت إذا، على يد من له مصلحه في إسكات الأصوات الداعية لسحب لبنان من تحت غطاء النفوذ السوري وسلاح حزب الله وليس على يد غيرهم، وهو ما ستكشفه لجنة التحقيق في قرارها الظني أن قيض له الصدور .
وبعد كل هذا الذي أسماه السيد حسن " قرائن ومؤشرات وأسئله " تفتح آفاقا جديده للتحقيق، يؤكد في نهاية كلامه على أنه لا يقدم دليلا قطعيا من خلالها بشأن إتهام إسرائيل بقتلها للحريري، وهو ما يتناقض مع ما جاء في كلمه سابقه له، ومع منهج التحليل في مؤتمره هذا، من ضلوع إسرائيل بقتل الحريري مستندا على هذه القرائن بذاتها .
أخيرا، لمن يسوق السيد حسن كل هذه القرائن والمؤشرات طالما أنه لا يعترف بلجنة التحقيق والمحكمة الدولية؟ وهل يمهد الطريق أمام مشاركة حزبه بأحداث كبرى باتت المنطقه على أعتابها، ويدفع لبنان بكل طوائفه وإقتصاده الثمن في توريطه بها ؟



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن نصرالله والدرس الذي لن يعيه
- اليسار الأردني والمراوحه في نفس المكان
- ديموقراطيه وديكتاتوريات .
- الحاله الفلسطينيه المستعصيه ... إلا بإنتفاضه جديده
- برمجة الجماهير ودور الأحزاب الدينيه
- رسائل المرمره التركيه ودرسها المستفاد
- لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ الأخير .
- لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ تابع ثان .
- لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ تابع أول .
- لِمَ نكتب ولمن وأين ؟
- الزنزانه رقم 62
- فاتنات وشهيرات وعشاق
- الإستراتيجي والراهن في الشأن العراقي
- تفجيرات اليوم واللجان المناطقيه من جديد .
- شهادات الزمن الأغبر .....
- تكتل أم قائمه عراقيه .. لايهم .
- محمد علي علوه جي ... وداعا
- اللجان الشعبيه المناطقيه هي الحل .
- هذه هي العصا ...
- اللهو والطرب في حياة العرب (2) .


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - عندما يقدم السيد نصرالله دلائله