أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - المعارض الايجابي














المزيد.....

المعارض الايجابي


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 04:34
المحور: المجتمع المدني
    


بين الايجابي، والسلبي، شاسع من الفرق، لا يمكن أن تغطي أفقه نافذة صغيرة، من عمود كلمات ؛ ما أحوجها - وصولاً- لحمل المعنى، تاماً، ودون ما يعترضه، سلباً، من معنى لا يفضي إلى وعي منتج.

وبين الوعي والإيجابية، ما يؤمّن للإنسانية بالوعي سبيلاً، للتغيير، وأملا في سيادة أدواته، وآليات بثّه في الناس.. بثّه كعمل خير يترفّع عن الرخيص، ويحفل بالسهل الممتنع لإيصال إيجابيته، كفكرة، تليق بالمواجهة وفروسيتها. فالمواجهة بلا فروسية هزيمة حتى وإن تحقق الانتصار.

والمعارض الإيجابي منتصرٌ وهو مخضّب بدم هزم السيف، لأن الانتصار له مجد؛ يبقى فهمّه قيد الخاصة. ولعّل من بين هؤلاء الخاصة، شاعر أقف أمام كلماته بخشوع، لأني أحسبّه - منذ زمن طويل- يمجدني كمعارض لا يبخسه حقّ العرفان والثناء؛ يقول الشاعر أمل دنقل : “المجد..لمن قال لا بوجه من قالوا نعم”.

المعارض الإيجابي راسخ الثقافة أكثر من السلطوي الحاكم، المتهتّك؛ فساداً وغشّاً، بينما يبقى المعارض مؤمّلاً بحسن الختام، لإثبات حقانيته.

المعارض الإيجابي مثقف، قادر على البحث، مفتوح الأفق، واسع الرجاء، متطلّع، ساع الى الجديد، فطّن، كيّس، ثابت في وحشة طريق قليل السالكين.

المعارض الإيجابي نظيف،بينما الساعي إلى غايته في السلطة، شائك الطوية، غادر، ومراوغ، فعلت فيه السياسة فعلها في العاملين بها؛ الملوثين بظلام دهاليزها.. ظلام لا يغسله نور، ولا يشذّبه تثقيف.

المعارض الإيجابي مترفّع، لا يخالجه شكّ في أمله، ولا يغريه بديل عن عمله، لا ينجرّ إلى نفوذ، ولا يسعده مكوث أو سكون على هوان.

المعارض الإيجابي أنفع إشغالاً من السياسي، بفن الممكن، محفّز أزلي لهذا الممكن حتى يسود بالأفضل.

المعارض الإيجابي ابن بيئته، مثقل بهمومها، مرنٌ، ومتواصلٌ وهذه البيئة، منطلق بهذه الحاضنة كمثال ينادي بحقوقه إلى العالم.المعارض الإيجابي غير مؤدلج، أو معصوب البصيرة بالانتماء، لا ينتمي إلا لتعارضه مع السلطة؛ بكلّ ما يتيح له الاحتجاج والمخالفة والممانعة، مستحقاً لقبه، كمعارض يمثل الجميع، كاشفاً لعيوب الحكومة ،ومردودها السلبي؛ وهو يوزّع الهدم بالتساوي.

المعارض الإيجابي يعارض بقوّة، و يشعر إن هذه القوّة أشد وقعاً من سلطة الحاكم، لذا لا يناله إعياء، ولا يحيدّه إغراء. مقبل على التضحية، بقدر إقباله على الحياة، وقوفاً في النقطة الوسط بين الأفضليات.

المعارض الإيجابي يعرف القوّة ولا يجعلها آلة خوف، يعرف معاناة الخائفين، يستقوي بهم، ولا يظهر في فسحة أمنهم سلاحه فيرعبهم. لأنه مؤمن بمدنية الحياة المبتغاة، والمؤمّلة في آمال الراغبين، وفي فلسفة الوجود، في الكتب المقدّسة؛ حياة تقرّ بها أعين من يعيشها، آمنا في وطنه، متحرّراً من سلطة ظالميه بالسلبية، فيعيش مهدوم المنبر، ومحاطة جنباته بالنكران.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الإعلامية
- خطوات لتحجيم القاعدة
- آثار المسؤول
- عمّاتهم وعمّاتنا
- نجوى العاطل
- محو العماء
- دموع السياب
- احذر إخوتك يا يوسف
- الأرملة السوداء..مقال في ذم الأم!
- تصانيف النهب
- حق عراقي مغصوب بالتقادم
- دور نشر سودانية، والقراء في الأردن!
- سؤال إلى ضمير عربي
- على الطريقة الفرنسية!
- قضية ضدّ الحكومة العراقية
- وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات .. ولكنه ضحك كالبكا
- عزايم عراقية!
- برلمان.. أيْ تام
- فيروز تغني عن الشخص الإيراني
- عصور ما قبل الحلاقة


المزيد.....




- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...
- الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات
- التعاون الإسلامي تحذر من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بغ ...
- هذا ما علق به -غانتس- حول صفقة الأسرى المقترحة والهدنة
- فولودين يتوقع أزمة هجرة في أوروبا بسبب اللاجئين الأوكرانيين ...
- الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - المعارض الايجابي