أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - العراق الجديد (1) - عربة تدعى الرغبة-.. الى أين؟؟؟















المزيد.....

العراق الجديد (1) - عربة تدعى الرغبة-.. الى أين؟؟؟


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 06:37
المحور: كتابات ساخرة
    


" عربة تدعى الرغبة"، عنوان مسرحية للكاتب الامريكي تنسي ويليامز. استعرت منه دالتي لمصطلح "العراق الجديد"، أسوة بساستنا..!. فالمصطلح يفسّر لنا، مفهوما سياسيا للتغيير، ودالة، لعراق ما بعد الغزو الامريكي في نيسان 2003. الغزو الذي شكل منعطفا دراماتيكيا حادا في تاريخ عراقنا الحديث. كما أفرز إشكالات سياسية خطيرة لا تحصى، وحرر.! أيضاً، إشكالات سياسية واجتماعية كانت مقبورة في قمقم حكم القسوة والتسلط السابق. ولحد الآن، لم يسقط مفهوم العراق الجديد من أفواه ساستنا الجدد، سواء من نظـّروا له أو من جاءوا مع التغيير، كما لعلعت هذه الكنية، في أفواه انتهازيوها ومن ركبوا موجتها من نهّازي الفرصالابطال!!.
استعار ساستنا تعبيرات لفظية مختلفة كدوال سياسية لمفهوم "العراق الجديد". كلٌّ حسب درجة انتمائه وقربه من العملية السياسية.
أحد الساسة استعار بمفردة عربة. والأكثر طموحا وصفه بالقطار. وآخر قريب من القرار...؟، منحه دلالة سياسية أوسع، سماه سكة. آخرون استأثروا بالمكان، سموه، محطة. وكي لا نخوض بإشكالية اللغة والمعنى في التذكير والتأنيث كما تهنا في إشكاله ذكورية (العراق أم العراقية). ما علينا سوى وضع كلمة (جديد..ة ) خلف كل استعارة، ليكتمل المعنى دون لبس: عراق جديد.. سكة جديدة..
لأسباب تاريخية ترتبط بتأسيس حركة الوفاق الوطني ومشروعها السياسي ودون تأويل. لا أظن أحداَ لا يعرف ما كان يقصده الدكتور أياد علاوي بـ:" لقد وضعنا القطار على السكة الصحيحة".
ومن موقع آخر أبعد منه 180 درجة نحو اليمين، ويختلف معه بالرؤية والطموح والمشروع السياسي. نرى ان الدكتور محسن عبد الحميد (أمين عام الحزب الاسلامي العراقي)، فرغم تهديدات العرب السنة وحزب البعث وعناصر القاعدة له، وبالاقتصاص منه، مطالبه إياه بعدم المشاركة في حكومة برايمر. إلا انه راح يدافع عن مشاركته في (مجلس الحكم) واندماجه بالعملية السياسية. مستبدلاً قطار الدكتور علاوي بعربة: "العراق، عربة وضعت على سكة جديدة، نحن من ركابها. هل ننزل ونتركها تسير لوحدها؟؟ أم نشارك في ايصالها بر الأمان!؟".
دعونا أولا، نقدم شكرنا لأمانيهما الطيبة التي لا نشك فيها. هذا، كي لا تقودنا تأويلات الرمز وأفكارنا المسبقة عنهما، من التيه في سوء الفهم بنواياهما ومقاصدهما النبيلة. لكننا مع الأسف، ما زلنا نتاج دولة صناعة الخوف، وفي نفس الوقت، تلاميذ نجباء لأقدم مدارس الإسلام في التأويل والباطنية. لا نعيش دون شكوك وريبة وتساؤلات:
فهل ان اختيار الدكتور محسن لفكرة العربة الواحدة رمزاً للاستحواذ السياسي؟ إيحاءً لإيمان حزبه بفكرة إطاعة "أولي الأمر"!!. وهل يعني ان قائد مسيرة عربة مستقبلنا ( لبر الأمان) سيكون بالضرورة، إسلاميا؟.
بالمقابل، فان اختيار د.علاوي قطاره المتعدد العربات. هل يعني بالضرورة القصد منه، رمزاً لإيمانه بالتعددية والعلمانية السياسية؟؟. أم تيمناً لفك التباس قديم حول قطار 8 شباط الامريكي المشئوم..؟. ناهيك عن قادة الأحزاب الشيعية التي تنادي بالعراق الجديد وترفع سلاحها لاستحواذها على هذه " المحطـــة" وفي ذلك المفترق.
أسلم لنا في هذا العهد الجديد!! وفي هذه المرحلة، ترك التأويل ومحاكمة الماضي والتاريخ لنتطلع لمستقبلنا، كي نرى دون تعتيم ما تخبئه لنا الايام القادمة. لعل تجربة حكم العراق الجديد ستكشف لنا المستور وحقيقة نوايا هم الطيبة..!!. لكن!! ما دامت سكة القطار والعربة واحدة، فما كان عليهما أن تتقاطعا قط. والسبب واضح، كون راعي المحطة و"التيتي"* أمريكي. وكذلك السكة، فهي أمريكية بامتياز، فرضها الامر الواقع بقوة السلاح ونصّبها بغطرسة محرر؟ منتصر، وفي ظرف وجو سياسي ضبابي غير واضح المعالم أوهم حتى الأمريكان أنفسهم، عندما تصوروا إن انتصارهم السريع ورهانهم الغبي الخاسر على قدرة المعلومات والاحصاء والتكنولوجيا، تمكنهم من صنع معجزات اجتماعية وسياسية سحرية، وان باستطاعتها حل كل إشكالات الأرض والساحة السياسية.
قبل دخولنا لمحطة الشيعة، وقبل صعودنا لقطار د. علاوي العلماني وعربة د. محسن الاسلامية السنية، لنفهم ما يجري في باحتها ودهاليزها، علينا تفكـيك ما أفرزه منعطف الغطرسة والغزو، وما حرره !! مفصل الاحتلال من إشكالات ثنائية عديدة. من أهمها: التحرير والاحتلال. الديمقراطية والاسلام.. الوطن والمواطنة.. الدين والدولة.. الدين والسياسة.. العَلـَم والسيادة.. الاقتصاد والنفط.. الفدرالية ووحدة الوطن و و و .
بهذه الإشكالات دخلنا المحطة وتسلقنا العربات، والقطار لم يتحرك من موقعه بعد. هيمن الجدل واللغط واحتقن مشهدنا السياسي بالتمام. وفي غمرة ذلك الجو الضبابي المكهرب و شكوك الريبة ودور نظرية المؤامرة وألعابها، وكي يكون المشهد أكثر دراما. هدانا الله وبمساعدة المحتل (شرعنة الامم المتحدة للاحتلال )على اكتشاف ما كان ينقصنا، إشكالية ثلاثية الأبعاد : "الاحتلال والتحرير والسيادة"!!. رغم بساطة الإشكالية، إلا أنها ستأخذ منا أربعة عشر قرنا أخرى كي نهتدي لتفكيكها بنيوياً وإعادة تركيبها في المريخ في عصر ما بعد حداثة حداثة الفروتون!!
بساطة إشكالنا الثلاثي، تكمن في حقائقه المفضوحة:
1- الاحتلال- غزو غبي سافل، واحتلال سافر غير مبرر وغير أخلاقي وبلا مشروعية وخارج المواثيق الدولية أصلاً.
2- التحرير- دون شك، لقد تحررت إرادتنا من الدكتاتورية.. فسحة أمل صغيرة، وحرية تقع على تخوم هاوية سحيقة دون قرار.
3- السيادة..! أظن..! لا يمكننا التباكي على سيادة، لم تكن تـُرى حتى بمكريسكوب "هابل" العملاق!!.
لكن الطامة الكبرى أن مخلفات هذا الإشكال شرعية؟ بحتة. صدرت الفتاوي بجهاد الفرض!!! وتهنا بالتفسير. حقاً، لا تكفي اربعة عشر قرنا لنـُخرِجَ من قمقم متاهاته ، تنين عراقنا الجديد، المحروم الجائع الشره المشوه الدامي.
باشكالات وامراض معقدة وبرهانات غبية براغماتية خاسرة، تحرك قطار "برايمر" يجر خلفه عربات نجوم نحسنا الثلاث. "ترويكة" مجلس الحكم : "شيعة- سنة - أكراد".
تحت سطوع أسماء نجوم نحسنا السياسي الثلاث.. توضح خط سيرالعراق الجديد، وبانت أنياب قواه وهزال النظام وسفالة إرهاب ظلامي أسود. غطى المشهد، لون أحمر قاني، دم طاهر بريء راح ينزف حظه العاثر، يرسم بالدم خط قطاره الجديد، سكة قاطرة موته، ومسار اللعنة. لعنة قدرنا الوطني بوجوه نحسه الثلاث: سنة.. شيعة.. أكراد....!!. سنة.. شيعة.. أكراد..!.
********
يتبع : جزء 2 عربة تبدى الرغبة
* التيتي :مفتش القطار.




#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات هولندية-14 - لاجئ..! ومكابرأيضاً..!-
- -ألم الحقيقة بين اليأس والسخط والشتيمة-
- حاج زبالة: نكهة الزبيب ومكمن العلة!!
- - خَوّاف الغرب!! بين ( متَّسعة ) صدام و نووي أحمدي نجاد!-
- حول المنقبات!. مرة أخرى مع قرار سوريا الشجاع!
- - وجاء النعال!! في مكانه من سورية الشجاعة-
- الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -
- الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –
- كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -
- - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - العراق الجديد (1) - عربة تدعى الرغبة-.. الى أين؟؟؟