ارهابيو- القاعدة - يزهقون ارواح

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 17:51
المحور: عالم الرياضة
    

ارهابيو" القاعدة " يزهقون ارواح
مشجعي" المونديال" !!

في الوقت الذي كان يحتفل فيه الشعب الاسباني بفوز فريقه لكرة القدم بكأس العالم للكرة كان الشعب الاوغندي ينخرط في مناحة كبرى حزنا على 74 مواطنا اوغنديا سقطوا قتلى نتيجة انفجار عبوتين ناسفتين اثناء متابعتهم للمباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم في احد المطاعم الاثيوبية في العاصمة كامبالا. في العاصمة الاسبانية كان الناس يرقصون وينشدون الاناشيد الوطنية ويرفعون اعلام بلدهم ويجوبون شوارع العاصمة حاملين على اكتافهم اعضاء فريقهم الرياضي الفائز بكأس العالم ابتهاجا بالنصر وفي العاصمة كامبالا كان عشرات الالوف من الاوغنديين يجوبون الشوارع حاملين نعوش قتلاهم ويجهشون بكاء عليهم . لماذا وقعت المجزرة ومن الذي يتحمل مسئولية اراقة دماء هؤلاء الابرياء ؟ بكل خسة ووقاحة اعترف المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين الصومالية بمسئولية الحركة عن الانفجار حيث قال : لقد حذرنا الاوغنديين بالامتناع عن اي تحرك في الصومال لقد توجهنا الى قادتهم والى الشعب الاوغندي ولم يصغوا الينا , سنواصل الهجمات ان استمروا في قتل شعبنا انه تدبير دفاعي ضد الاوغنديين الرذين جاءوا الى بلادنا وقتلوا شعبنا انه عمل انتقامي لما يقومون به . يا له عذر اقبح من ذنب يبررون قتلهم لاربعة وسبعين اوغنديا مدنيا بدم بارد بالزعم بانه رد دفاعي تارة ورد انتقامي نارة اخرى. فهل يصدق احد ان هؤلاء" المجاهدين" بعد ان اعلنوا ولاؤهم للسفاح
والمجرم ابن لادن وبعد ان ازهقوا هذا العدد الكبير من الارواح هل يصدق احد ان هجماتهم تستهدف بالفعل الدفاع عن الصومال ضد الاطماع الاجنبية ولحماية الشعب الصومالى ؟
بالتاكيد لا احد يصدق مزاعمهم الا المزيف وعيهم فلو كان هذا هدفهم لما عاثوا فسادا وتدميرا لكل مظاهر الحضارة وتجليات الحداثة التى ارسى قواعدها نظام الدكتاتور زياد بري فهذا الاخير رغم احتكاره للسلطة ورغم فساده قد حافظ على الاقل وحدة الشعب الصومالي وسيادته على ارضه وفرض الامن والاستقرار في الصومال فلم نشهد في عهده احترابا بين الشعب الصومالي على قاعدة ان شريحة منه تلتزم بنهج الاسلام الصحيح وشريحة اخرى اقل اسلاما منها كما يحدث الان حيث يشهر شباب المجاهدين سلاحم ضد سلطة صومالية اقل تشددا منهم في تطبيق الشريعة الاسلامية وتعاليم القرءان بالزعم انها لا زالت تسمح للمراة بالعمل والكشف عن عورة الراس كما تسمح ببث الاغاني والموسيقى . شباب المجاهدين بعد ان رفعوا راية دين الحق وتبنوا الحل الاسلامي تحقيقا لرفاهية وتقدم الشعب الصومالي لن يقبلوا بأقل من اسقاط حكومتهم " الكافرة والعميلة " اليس هذا ما تؤكده بياناتهم دون اكتراث بالخراب والدمار الذي حل في بلدهم وهم يجاهدون من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية ونصرة دين الحق؟ !!
اجزم ان عصابة لا تتردد في تدمير البنية التحتية للصومال وتعطل مرافق الانتاج والخدمات على امتداد الارض الصومالية وتجتث من الجذور كافة اشكال الحضارة فيها اجزم ان عصابة تدمر بلدها وتحول شعبها الى فقراء يعيشون عند خط الفقر المدقع والى جوعى يبحثون عن الطعام في حاويات القمامة والى قراصنة يخطفون السفن ويعطلون الملاحة والمبادلات التجارية الدولية مثل عصابة شباب المجاهدين اجزم انهم لم يقترفوا كل هذه الجرائم ضد شعبهم وضد جيرانهم الاوغنديين دفاعا عن شعبهم كما يزعمون وانما تطبيقا للحل الاسلامي الذي يروج له جماعات الاخوان المسلمين واوحى به اليهم التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين الداعم والمساند لهم ولغيرهم من الحركات الارهابية المنتشرة فوق سطح الكرة الارضية : فحيثما تنفجرالقنابل والعبوات الناسفة لقتل الاف من الابرياء المدنيين سواء في افغانستان او الباكستان او الجزائر او السودان او في قطاع غزة او في مصر او في اي مكان في الكرة الارضية ابحثوا عن التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين فسوف تجدون بصماتهم. الوحيد الذي ادرك خطرهم على النسيج الاجتماعي ودورهم المعطل للتطور الاجتماعي هو جمال عبد الناصر ولهذا لم يتمكن جمال من انجاز بعض مهمات التحرر الاجتماعي وفي مقدمتها تطبيق قانون الاصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس واقامة السد العالي وسيطرة الدولة على المرافق الصناعية والخدمية الاستراتيجية وا نجاز مهمات التحرر الوطني في مصر والاقطار العربية الا بعد ان اجتثتهم من جذورهم واعدم قياداتهم وحظر نشاطهم وتحت اي غطاء في مصر بل ان مصر ومثلها سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وعموم المغرب العربي لم تنعم بالهدوء والاستقرار لاكثر من عقدين كما لم تنهج نهج الحداثة والتطور والانفتاح على الشعوب الاكثر تطورا الا بعد ان قضى عبد الناصر على التنظيم الام للاخوان المسلمين في مصر كذلك لن ينتصر العالم على الجماعات الارهابية بمختلف مسمياتها ولن يعم السلام الا اذا وجه ضربته الاولى ضد مصدر الارهاب الصهيوني ثم اتبعها بضربة ضد التنظيم الدولى للخوان المسلمين فلولا هذا التنظيم ولولا الاموال السخية التي تتدفق اليه من بعض شيوخ النفط لما ابتلي العالم بارهاب القاعدة ولا بالمجاهدين من شباب الصومال ولا كل الجماعات الاسلامية التي لاتعرف من الاسلام الا قتل الاخر وتحقير المراة ونبذ مظاهر الحداثة

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات