أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....51















المزيد.....

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....51


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي





المنطق الانتهازي في استنساخ الحزبوسلامي لبرنامج اليسار:.....16

10) على مستوى البرامج: حيث نجد أن الحزبوسلامي يعتبر أن الدور الجماهيري يستمد برنامج عمله من الكتاب، والسنة، كما يؤولها الحزبوسلامي نفسه، لتحقيق الأهداف التي يراها كفيلة باستعادة مجد المسلمين، الماضي الذي لا يتحقق إلا بامتلاك الحزبوسلامي للسلطة. فالديمقراطية التي يركبها الحزبولاميون، ولا يقتنعون بها، ويعتبرونها من بدعة الكفار، والملحدين، يجب أن تكون وسيلة للوصول إلى السلطة، وبعد ذلك، فمحاربة بدعة الديمقراطية واجب إسلامي، كما يقول بذلك الحزبوسلاميون، الذين يغمضون أعينهم عن قوله تعالى: "وأمرهم شورى بينهم"، ليصدق في حقهم قوله تعالى: "يومنون ببعض، ويكفرون ببعض".

وانطلاقا من مثال الديمقراطية البسيط، والعيني، فإن تصور الحزبوسلامي لبرنامج العمل الجماهيري، يتجسد في:

ا ـ البرنامج الاقتصادي، الذي لا يراه إلا "إسلاميا" من أجل الوصول إلى تطبيق "الشريعة الإسلامية" في المجال الاقتصادي، حيث نجد أن الملكية الفردية: الإقطاعية، والرأسمالية، مكفولة لللمسلمين. وفي إطار تلك الملكية، التي لاحدود لها، نجد تخصيص جزء يسير لبيت مال المسلمين، الذي يشرف الحزبوسلامي بعد وصوله إلى السلطة، على جمعه، وتوزيعه على المستحقين إن وجدوا، أو تم الإقرار بوجودهم، كما في قوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله". والواقع، أن مايدعيه الحزبوسلامي من حرص على "تطبيق الشريعة الإسلامية" في المجال الاقتصادي، ماهو إلا إقرار بالنظام الاستغلالي، سواء كان إقطاعيا، أو بورجوازيا تابعا، أو بورجوازيا، والإقرار بالفوارق الطبقية، باعتبارها قدرا من عند الله، يلزم المقهورين بقبول القهر، والإذعان لإرادة المستغلين، الذين قد يكونون منتظمين في الحزبوسلامي، والذين ستزداد أرباحهم من استغلال الكادحين، ومن الاتجار في المخدرات، أو إنتاج المواد المحرمة دوليا، وجني الأموال الطائلة من ورائها، تحت يافطة الاقتصاد الإسلامي، وفتح الأبناك لسرقة أموال الحالمين بامتلاك سكن لائق، وتهريبها إلى حسابات بنكية سرية في الأبناك الأروبية، والأمريكية، تحت اسم البنوك الإسلامية، التي نرى أنها مجرد إطار لسرقة أموال المسلمين، كما تدل على ذلك فضائح شركات الأموال الإسلامية، في العديد من بلدان المسلمين، التي شكلت إطارا لنهب أموال المقهورين، الذين يحرصون على امتلاك سكن لائق بتحقيق كرامة الإنسان. ورفع شعار "تحريم الربا" الذي كانت تروج له "شركات الأموال الإسلامية" ليس إلا ذريعة لتملص تلك الشركات من فوائد الأموال المودعة، التي توظف في مشاريع غير معروفة، لجني أرباح طائلة، لصالح مالكي تلك الشركات، أو وضعها في حسابات بنكية خارجية، مقابل فوائد غير معروفة، توظف في خدمة الحزبوسلامي، على المستوى العالمي، من أجل تحقيق أهدافه المتمثلة في السيطرة على أجهزة السلطة على مستوى مجموع بلدان المسلمين، وإرهاب الدول العظمى، من أجل الرضوخ لإرادة الحزبوسلاميين، في كل مكان من العالم.

ب ـ وعلى مستوى البرامج الاجتماعية، فإن الحزبوسلامي يرى أن التعليم يجب أن يكون وسيلة لشحن الأجيال المتعلمة بادلجة الدين الإسلامي، التي تصير ديدن معظم المدرسين، الذين يجب عليهم أن يكثفوا منهج مؤدلجي الدين الإسلامي، الذي يصفونه ب"المنهج الإسلامي"، وإلا فإن أي مدرس لا يقتفي أثر ذلك المنهج، يعتبر كافرا وملحدا. ومفهوم التربية عند الحزبوسلامي لا يتجاوز مجرد إعداد الأجيال المسلمة لمواجهة الكفار، والملحدين، حتى يتمثل الجميع، بواسطة تلك التربية الجهادية قوله تعالى: "وأعدو لهم ما استطعتم من قوة" وقول الرسول "المومن القوي أفضل عند الله من المومن الضعيف"، ولكن حسب التأويل الأيديولوجي للحزبوسلاميين، الذين يتعاملون مع الكتاب، والسنة انطلاقا من المصلحة الأيديولوجية، وليس من منطلق التعامل المنسجم مع الكتاب، والسنة من جهة، ومع المصلحة الإنسانية بصفة عامة من جهة أخرى، وإلا فإن ما يذهب إليه الحزبوسلاميون، في إعداد الأجيال، يتناقض مع قوله تعالى: "لا إكراه في الدين" الذي يجب أن يكون مضمونه جوهر التعامل مع الآخر. وإلا فما معنى قوله تعالى: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله". وهو ما يؤكد، وبالواقع الملموس، والعيني، أن منهج الحزبوسلاميين التربوي، لا علاقة له بالمنهج التربوي الإسلامي الصحيح، الذي هو منهج إنساني بامتياز.

وفيما يخص الجانب الصحي للمواطنين، فإن الحزبوسلامي، يعتبر صحة المواطنين قدرا، وإصابتهم بالأمراض قدرا، ومن واجب المسلمين قبول القدر. ولذلك لانستغرب هجومهم على الطب، والأطباء، وما يقومون به لحماية صحة المواطنين؛ لأن ذلك يعتبر تدخلا في أمور الله تعالى، وقدره.

وبالتالي نجد حملة مؤدلجي الدين الإسلامي الهادفة إلى تحريض المواطنين ضد العلم، بصفة عامة، وضد الطب بصفة خاصة، تعد المسلمين إلى القبول بالتداوي بالأعشاب، التي يدبجون لها عشرات الكتب، ونشرها بين الناس، لبيان طرق التداوي بالأعشاب، التي يقيمون لها متاجر، ويجنون من ورائها المزيد من الأرباح، ويتحولون إلى أطباء بدون علم يذكر.

وفيما يتعلق بالسكن، فإنهم يعتبرون ذلك غير ملزم للمسؤولين، بقدر ماهو خاضع لقدرة المسلم الذي يمكن أن يتخذ المسجد مسكنا له. ولذلك فهم لا يمانعون من إقامة أحياء هامشية، ومدن الصفيح؛ لأنهم ينتعشون في تلك الأحياء، ويصرفون فيها أدلجتهم للدين الإسلامي، ويحصدون فيها المزيد من أصوات الفقراء، والمساكين، والمعطلين، والمهمشين، من أجل الوصول إلى مراكز القرار في المجتمع.

أما الشغل، فهو شأن الفرد الذي عليه أن يقبل أي عمل، مهما كان متدنيا، ولا يشترطون أن يتناسب ذلك العمل مع المؤهلات.

ج ـ وعلى المستوى الثقافي، فإن الحزبوسلامي يرى أنه لا وجود لشيء اسمه التنوع الثقافي. فالثقافة الوحيدة التي يجب أن يتجند لها الجميع، هي الثقافة الإسلامية التي لا تعكس إلا توجه الحزبوسلاميين، في صياغة سلوك، وممارسة المسلمين، لتحقيق تجييشهم وراء الحزبوسلامي. ولذلك نجدهم يحرمون الشعر، والغناء، والسينما، والرسم، والنحت، وكل أشكال التعبير الثقافي، التي لا تحمل مضامين أدلجة الدين الإسلامي، ولا تحقق هدف التجييش، وتقلص من إمكانية المد الحزبوسلامي في أوساط الجماهير الشعبية الكادحة. ولذلك نجهم يستميتون في إنشاء فرق غنائية، أو مسرحية، وأشرطة سنيمائية نقيضة، لترويج أدلجتهم للدين الإسلامي، وتشويه صورة المخالفين لتلك الأدلجة.

د ـ أما بالنسبة للمستوى السياسي، فإن الحزبوسلامي، يرى ضرورة العمل على بناء دولة "الخلافة"، أو "الولة الإسلامية"، التي تقوم بتطبيق "الشريعة الإسلامية"، وتحافظ على "الدين الإسلامي"، وتعمل على نشره في الأرض، وتحارب "الكفار"، و"الملحدين"، وتعد الأجيال لأجل ذلك، حتى تبقى الكلمة للإسلام في مشارق الأرض، ومغاربها في شمالها، وجنوبها.

وإذا كان لا بد من العمل على استيعاب حداثة العصر، فإن الحزبوسلامي يرى ضرورة أن يكون ذلك الاستيعاب في حدود ما يساعدعلى نشر "الإسلام"، وما يخدم إقامة "الدولة الإسلامية"، ويحافظ عليها، وما يساعد على تدمير "دار الكفر"، و "الإلحاد".

والواقع أن الحزبوسلامي ينطلق في برنامجه السياسي، وفي بقية برامجه الأخرى، من أدلجة الدين الإسلامي؛ لأن هؤلاء الذين يعتبرهم "ملحدين"، و "كفارا"، لا تخلو صفوفهم من المومنين الخلصين لله، ومن المعتقدين بالديانات الأخرى، كيفما كان لونها، وطبيعتها، ومع ذلك يعتبرهم "كفارا"، و"ملحدين".

وغاية الحزبوسلامي القصوى، ليست هي نشر الإسلام، والمحافظة عليه، كما يجعلنا نعتقد ذلك، بل إن الحزبوسلامي لا يهمه إلا الوصول على السلطة، وتأميم البشر لصالح أيديولوجيته، التي بدونها لا ينساق له المجتمع، ولا يمكن أن ينساق وراء شعاراته. ولذلك، نجده يوظف مجموعة من الأدوات الأيديولوجية، التي تساعد على جعل مستهلكي تلك الأدوات، تقتنع بالدين الإسلامي، كما يؤلهون الحزبوسلامي.

وبذلك نتبين، بوضوح، ما يسعى الحزبوسلامي إلى تحقيقه على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتربع على عرش السلطة التي تعتبر ديدنه، ومنتهى مبتغاه.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 2
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 1
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 / 2
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 1
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...2
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 2
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 1
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- صحافة الشعب... و صحافة الارتزاق...!
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....51