جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء

مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 17:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

في كل عام ومع اقتراب موعد الامتحانات الوزارية ( يزعجني ) بعض الأحبة بطلب غريب عجيب وهو كتابة مقدمة إنشائية تصلح لكل إنشاء يرد في الامتحان الوزاري !! ولا اعرف من ابتكر هذه ( البدعة ) ناسيا أو متناسيا أن ما تسمى بالمقدمة الإنشائية تكون عادة ذات تعبير جيد وما سيصطدم به المصحح في الامتحان الوزاري هو رؤية أسلوبين تعبيريين مختلفين ؛ مما يؤدي إلى تقليل الدرجة المعطاة في الامتحان ولاسيما أن بعض المدرسين مع الأسف يوحون للطلبة بأن الإنشاء لا يقرأ منه سوى المقدمة وفاتهم أن هذه الحالة كانت سابقا في زمن الإنشاء الذي يطلب من خلاله تمجيد الدكتاتورية وملئه بعبارة ( حفظه الله ورعاه ) , وربما وزارة التربية لا تدرك مدى خطورة وفداحة الأمر من أن يصل طلابها إلى مرحلة خطيرة هي عدم القدرة في التعبير عن مواضيع تطرح أمامهم بكتابة قطعة نثرية حولها ولا يعرفون أن يعبروا عن أنفسهم و ينقلوا أفكارهم إلى الورقة بأسلوب رشيق وفصيح على الأقل حتى لو لم يكن فيه محسنات بلاغية , بل وصل الأمر إلى عدم معرفة الطلبة بما يراد منهم من موضوع !! فكثيرا ما يخفقون في تحديد ثيمة النص , والطامة الأخرى أن النص يشفع بسطر أو أكثر لتوضيحه في ورقة الأسئلة لكي تعين الطلبة على الانطلاق من هذا المدرج الذي يمثل مفتاح الموضوع ومع ذلك يخفق الطلبة في فتح النص !! . يعتقد كاتب السطور أن المدرس يتحمل الدور الأكبر في معاناة الطلبة وفشلهم بعدم قدرتهم للتعبير نثريا عن موضوع ما وإلا فكيف تفسر عزيزي القارئ أن يطلب طالب منك أن تكتب له إنشاء حول موضوعات بسيطة كــ ( بر الوالدين / العدالة / الربيع / ........الخ ) وهو في الصف السادس الإعدادي !! أقول سبب المشكلة ( المدرس ) لسبب بسيط وواضح أن درس الإنشاء ( مهمل ) في المدارس العراقية قاطبة والمدرسون يدرسون القواعد فقط على طول السنة وعرضها وفي نهاية السنة يطلبون من الطلبة كتابة إنشاء في ورقة في البيت ويجلبوها له كي يعطوهم الدرجة كإسقاط فرض , المشكلة خطيرة جدا ؛ لأن الطلبة قد أضاعوا ثلاث ( مشيات ) درس القواعد الذي من المفترض أن يطبقوا قواعده عندما يكتبون ودرس الأدب (الذي لا يعرف معظم المدرسين كيف يدرسونه ) والذي يجب الاستعانة بشعره ونثره في تطعيم وتدعيم رؤاهم وأفكارهم عند كتابة الإنشاء , ودرس الإنشاء , ومع الأسف ظهر لدينا جيل لا يجيد الكتابة بل يتكل على غيره في الكتابة له والتعبير عنه !! إن الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو حرصي على الطلبة , فعلى أساتذتي من مدرسي اللغة العربية أن يعملوا على تنشيط وتفعيل درس الإنشاء , والاستعانة بالمصادر والمراجع التي توجه معلومات قيمة حول التعامل مع هذا الدرس المهم وشرح مفصل للطلبة عن تعريف الإنشاء وطريقة كتابته ولا بأس أن أعطيهم درسا تطبيقيا في طريقة كتابة الإنشاء على السبورة واستخدام الكلمات الأدبية المنمقة , وكيفية توظيف ما يحفظوه من نصوص دينية وشعرية في إنشائهم , بغية انتشالهم من وحل الفشل والإخفاق والارتقاء بهم إلى قمة السمو والرفعة .

#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات