أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مدينة الفيل














المزيد.....

مدينة الفيل


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 01:07
المحور: الادب والفن
    



هذا اليوم يوم محنة عظيمة ، زوجتي وحديقتها الاستوائية في رحلة
عمل منذ اسبوع بهونغ كونغ . وحدتي في غيابها لا تعينني على
نطق حرف الراء . يود صوتي السفر الى الأماكن التي تتمشى فيها
لكن لهب الشمعة أمامي فوق طاولة الطعام في المطبخ ، لا يمنح
شراع الحلم حريته في السير عبر الخلجان . أعود الى الموسيقى
والغرامفون العجوز بجدائله المضفورة على نوم العصافير وعلى
مغاور الكهرمان ، يحفزني على استعادة اللحظات الحلمية الماضية .
التنقل ما بين مواقع الجنس في الانترنت ، يشبه سقوط صخور في
الرئة ، ويشبه محنة نجمة مربوطة الى أرض تنحني على البركان .
سيقان الرغبة تطقطق في غيوم الليل وأليافه الصائتة . معظم
رغباتنا عظايات تقفز باتجاه الشهب ، ونظراتنا التي تحجب ظلمتها
جذوع أشجار الزان ، تتنفس بخفة أسفل الجرح العميق لمرآة فك
الشمس العلوي . في خصوصية تصاهرها عزلة الله المكنونة ،
وتمتحن طاقتها العادات الدينية لدى اناث المصابيح ، أتحدثُ عن
الانصاف الذي تدمره ماشية الشمس في دائرة بريد عقل الانسان
العاشق ، وأصغي الى حفيف أوراق شجرة تفاح برّي ، يخونها
توازنها وتسقط في صومعة العقرب الشبيهة بكافتيريا معبد مصري .
قالت لي امرأة من شجر الخيزران ، ركبتها اليمنى مدينة سيّابية
: { هرب نسري واحترقتُ في سبات طويل على العالم } أجبتها : {
لا يمكن للعابر حفظ التحويلات ، ولا تركيز قناديل النعناع على
المفاعلات الذرّية . نامي مع مصابيحكِ ذات الأعراف الخضر ،
والأمر يتعلق بالخصائص الغرامية لقرقعة عواطفنا التي ابتلاها التحديق
في نجوم الطاعون المنعشة } . كل لحظة راحة نحياها في الزمن ،
تنتهي باغماضة كلمة على حجارة أفكارنا ، وليل البحر يقلب أنفاسنا
الصيفية تحت المظلات الكبيرة لسهام سنواتنا التي عشناها بتتابع ما بين
مشط القانون وتبدلاته ، وما بين المادة الرخوة للحاء شجرة الصنوبر .
توصلنا التجوالات الطويلة في ضواحي الايروتيكا الى ليل بلا قطن
لكننا في حصارنا للخطّافات ، نعين الآلهة على نسيان تناقضاتها بهدوء
عبر الشطآن التي تنخفض فيها العداوة بين الزمن والحبّ . الحجارة الصلدة
للفصول تومض في النيران القوية لسكينة الانسان تحت الممرات المعتمة
لحياته ، والساحل القديم للموت يوسع القناع لأيامه في الأرض المرصوفة
وفي صخور طفولته المغيظة . حرثنا في الخزانات العتيقة وسط الجماجم
وبطانياتها ، يقودنا الى حبس أنفاسنا ونحن ننزلق على الجدران الملساء
لمدينة الفيل . التجعدات المتغضنة وآثار تصدعاتها في قبلات طيور القرون
الوسطى ، وفظاعة عناق السيف لضحيته في الظهيرة التي نخلط فيها الايمان
بالجريمة ، هما المعقول الذي يوّحد مصاطب قبورنا مع عاطفياتنا
واشاراتها التي تتظاهر بالطاعة دائماً .

1 / 4 / 2010 مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداس جنائزي الى السيدة الشفيعة
- الشواطىء المهدمة للزمن
- النوم الأبدي
- تجربة مع الموت
- كتاب { العودة الى الهاوية } في الشعر العربي الراهن
- مجموعة { في ضوء السنبلة المعدة للقربان }
- مجموعة { نار عظيمة تحمي الياقوت }
- مجموعة { الأمل . أضداده . خيّاط الموت . نار الأبدية }
- كتاب { الأنهار الكبيرة المتعرجة } ردّات واندفاعات الشعر العر ...
- كتاب { خديعة السنبلة . شهادات } في شؤون وشجون اللحظة الراهنة
- كتاب { معرفة أساسية . الحرب . الشعر . الحب . الموت }
- أشياء ما بعد الموت
- مرثيتان
- ما ينشده الشيوخ المحقى
- كتاب صوت سنبلة قمح لم تولد
- مرضعات الموتى
- العتمة اللامتناهية للفناء
- يموت الدكتاتور ويبقى الشاعر
- سهر الشجرة وعطورها المنذرة
- أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مدينة الفيل