أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ماذا لو ؟ ! . . قصة قصيرة















المزيد.....

ماذا لو ؟ ! . . قصة قصيرة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 21:49
المحور: الادب والفن
    




(1)
غداً يستلم راتبه .. ككل شهر - ما ان تمربضعة ايام من بداية الشهر , حتى يدخل في دوامة الانتظار المخيف , اللهث ن الاصدقاء , أمين الصندوق للحصول على ن سلفة .. فالمعاش كالزئبق .. يتلاشى في لمح البصر .. من بعد مغادرة طابور الاستلام .
اكثر من عشرين عاماً من الخدمة – كان راتبه عشرة اضعاف ما يستلمه اليوم – منذ عشر سنوات يرد على كل من يسأله في الاسبوع الاول – والان الثلاثه ايام الاولى – من بدء الشهر الجديد – كيف الحال ؟, الحمد لله .. الامور تمام – ويكفهر وجهه ثلاثة ارباع الشهر – الحال زفت .


.. كلكلم حمير !! ..

عادك في بداية الشهر .. وتطلب سلفة .
.. الصندوق فاضي .
.. مش كل شهر .. يا عبدالله .
(امين الصندوق )

قبل سنوات كان يشعر بجرح كرامته .. ان يرده احد , اليوم مافي اليد حيلة –ليتزبط علي , يبهذلني .. يعمل ما يعمل أي واحد من اولاد الكلب هؤلاء – لعنة الله عليكم جميعاً- اميون يتحكمون بكل شئ ، صعاليك وكلاء ، سفراء – مشائخ لا يفتحون الخط .. مشرعون , اطفال .


(2)

عشرون عاماً يقودون سيارات .. ثمن الواحده ترفع اربعة منازل لواحد مثلي !!- ليعملوا ما يشاؤون , ماذا جنيت من الشهادة , من تلك القراءات التي اوهمتني انني انسان .. مثل غيري – بل اوهمتني بعزة وكبرياء .. دفعت ثمناً باهظاً على اثرها – ملايين في حالي الان – الكل راضي – مساكين اولادي , لوكنت مشيت مثل الاخرين .. الن يكون وضعي افضل – بل لكنت غنياً .. ومسؤولاً لا يشق له غبار – كوزير المالية , او كأي عتل من عتاولة الفرس – عفواً الــ..!!.
توهمت كثيراً- ما كسبته .. الان ؟- كنت اعلم بمجيء هذا الذي يحدث .. لكن الشك – لعنة الله عليه – من الكتب – لعنة الله عليها – خدعني .. كانـ يقول الحياة مستمره , لا يطول الباطل – " ان الباطل كان زهوقا" – كل ما قراته كان مسطور فيه ذلك – كنت تعرف , .. لكن ادرت كثيراً رأسك .. عن الحقيقه .
- لو .. عملتُ مثل الاخرين .. من سنوات
- من كنت تعتقد نفسك ؟ّ !..
سجن , مطاردة , رمي في الشارع دون وظيفة – تستنجد بذوي العلاقات .. ( الوظنيين !!) , مقربيهم , الصحفيين الذين كلماتهم تهز عرش المنفذين !- كثرة منهم اصدقاء لك – يحركون رؤوسهم للحظات معدودة – الوضع عام .. سيء .. بانشوف . بثقل مضجر – انهم .. مثلي – لكن كيف وهم يشيحون باوجههم عنك لاستقبال احد المرتزقه – هكذا يوصفونة قبل مجيئه , واحاديث معه عن سفريات وبدل ماليه – تصمت .. لتعطيهم فروض الاحترام – يغادرون مجلسك .

- يا استاذ ...
انا بـ....
- طيب . تعال بكره .
.. الا تشوفنا مشغولين ,


شتم .. شُكاء , ونفاق .. وفلوس – في كل مكان – عدتُ مراراً .. اليهم – انهم كثر – اجتماع , مشغول , مسافر , غير موجود – كان غداً يعني .. خليها للظروف – وتجده مرة , تدخل مقتحماً عليه وهو منفرج الاسارير مع محظية , او مداعباً لها في قرص التلفون .

- استاذ ..
- نعم
- - كنت .. قد تحدثت معك .. من قبل ..
- ايوه .. فاكر .

ويدخل – من مكتبه مفتوح لهم على الدوام – تفضلوا – الو.. ها .. ياسمين . هاتي شاي .. وواحد بن .. من ايديك الحلوه .. ها .. ها – ضحك , تغامر عن الانوثة , تشهي – تدخل ياسمين بغنج , بسمات اثارة توزعها اثناء صبها للشاي , تميل نصف جسدها السفلي , ترمش بتدلل وتنهال الملاطفات عليها .

- وصوهم علينا ( بغنج .. قائلة للضيوف )
- انت ما تحتاجتش .. توصية
.. انت الكل في الكل ( المدير )


***
- استاذ .. لو سمحت , أ...
- انا مشغول ..
.. الا ترى .. عندي ضيوف .
- لكن.. انا في وضع
.. ايش اعمل .. اولادي ..
- ايش اعملك ( المدير بضيق )

.. طيب شوف – متراجعاً .. لان ضيوفه من المناضلين – مثله – انا مسافر بعد غد , وغداً اجازة , بعد اسبوعين ساعود . الان اتركنا .. رجاء ..

***
جميعهم صاروا مثل بعض – كله يناضل – فلوس , فلل .. سيارات , وجاهة وسفريات .. ومازلوا يشكون – كيف يكونون مناضلين .. اذا لم يتشكوا مثل الناس , خاصة امام من رافقوهم النضال – سابقاً – وظلوا شرفاء , لم يتغير معهم الزمن الا اكثر سوءاً – انهم يحتاجون لنا الان , انهم لا يستطيعون الا ان بمنحونا المهابة – لاننا غير فاسدين مثلهم !- والا كل شيء سيكون ضدهم – لن يستطيعوا تحمل ذلك بدوننا – لزمت نفسي احناء راسي امامهم – يذلك اولئك لانك تقاوم , ويذلك من يتقولون انهم سندك – انك نكره مادمت في وضع كهذا – اياك ان تهادن . ستسقط من اعين الطيبين – هولاء الذين تمشط مكاتبهم ومجالس القات التي يرودونها .. انهم يشمئزون من ظهورك – اياك ان تهادن , كن شريفا ً.. ممتهناً انت واسرتك , والا بيدهم جعل المتضررين – مثلك – ان يمقتوك .. لبيعك نفسك – اياك ان تهاجمهم , فلا يهاجم هولاء .. الا المرتزق – ليفعلوا ما يشاؤون – لقد رايت وسمعت وكيل الهيئه – عندما حول الوظيفه الى ثكنة عسكرية , جعل حراس البوابة التي اغلقها كمعسكر , يتحكمون بحركة الموظفين – الا ترى كم زاد عدد بنات الهوى في العمل – اصبحن يسيرن التنقلات , الترفيع المكافات – حتى الخروج , ينبغي على أي كان ان يستخدم نفوذ احداهن – جميعهم قابلون بالوضع الا انت – انظر .. ما انت فيه – انهن بلا شهادات , بلا خدمات سابقة , ولا اخـــ.. – انهن مدراء , فوق مدراء .. بالنفوذ , والاطفال من القبائل المسلحين – الذين لم يسبق لهم معرفة ما هي الوظيفه – يمسكون شؤون الموظفين , امين الصندوق , مدراء مكاتب الوزير , الرئيس .. والوكيل – بضعة اشهر .. يصبحون مدراء عموم و .. وكلاء – من انت ؟ .. لاشيء – مرة سمعته امام مدرائه , وعسكره الاربعه المتاهبين في وضع قتالي – لم يعرفه الجندي – المحلي – في المعارك – لذا كل شيء سائب , حتى الحدود – ما فيش مساعدات , هذا مش جمعية خيرية – كانت لطفية امراة موزونة , قديمة في الوظيفه , تقدمت بطلب لمساعدة تمكنها من السفر بابنها للعلاج , ولم ينتصف النهار الا ( وشيكين ) يصرف احدهما لمستجدات الوظيفة عن طريقه – هو المدير – لم يسبق له العمل من قبل , ولا يعرف الا فت الخط , والاخر لاكثر المائعات , تقضي دوامها اليومي بين الخروج على موعد في الوظيفه – هي كلمة ملاطفة مع عسكر البوابة , تم تركب مع زائرها سيارته , وبين التسكع في ادارات المرفق , والمكالمات الهاتفيه – وحسنيه الاكاديمية المحترمه , عندما طلبت بالخروج ساعة قبل الدوام – مثل بقية المرافق الاخرى – لديها اطفال صغار – لتطبخ مرة واحدة الغداء .. وتجلس جنب زوجها – لا تجي العمل , تجلس في بيتها – هذا ما ووجهت به – مثلنا مثل غيرنا , احنا لا نعمل عندك .. نعمل عند الدولة . اللاتي يعجبنكم – ما يعملن – كل شيئ مسهل لهن , اما نحن – فانها عليها باقذع الكلام السواقي – بكت – كانت المهانة قاسية انها لا تستطيع عمل شيء .. تحتاج الوظيفه – لم تنقض ساعات الا وفتحت المشاكل عليها , اقساط , انذارات , تحرش من متناصلات المفاصل , افتعال شجار متكرر معها , ويمطرنها سيولا من الشتائم .. الاتهام بشرفها – حتى اللحظة تراها محروقة الوجه والاعصاب مع بدء الوظيفه حتى زمن المغادرة ..


قررت الدولة – بقرار الصندوق والبنك الدوليين – التخلص من التضخم الوظيفي – احالوا للتقاعد بعضهم , ومن كان شأباً .. مقاوحاً – هكذا يسمونه – تركوه يستلم راتبا دون الوظيفة , تم يرفع اسمه في كشوفات الفائض والبقية بين الاغراء لقبول الفتات – على ان يقدموا قربانا في زمن لا حق .. ( كهجمة على المفسدين ) , وبين الاذى – انه ابقاء .. وتصعير لمن ياتون بهم – الا ترى نفسك حتى .. المراة الصامتة , المتحملة الجور الواقع عليها وعلى اسرتها , تكون مذلولة امام ما تحصل عليه المحظيات – انهن لا يعملن .. ابداً , سوى النكات الخليعة وشرب الشاي مع المدراء , والنم في الاخريات – لمجرد انها لا تفهم الوضع – يُسمونها حميد – لا تريد ان تهز الارض بكعبها , ولا يبنعج جزؤها العلوي من الخاصرة – انها متعالية , قجة , لا تتودد بانوثة – لا تستحق مراعاة حقوقها – المراة لازم تكون رقيقة – ما الفرق بين المدير وزوجها , انهم رجال مثل بعض – في البيت معه انثى وهنا تعمل راجل انها تحتاج لمن يعرفها حجمها ..

- لا فائده .
اكثر مما انت .. فيه .. سيموتون ابناءك من الجوع ( في نفسه )
.... لعنة الله عليك .. وعليهم جميعا .
.. قل حاضر , نعم .. يا افندم .. يا استاذ ليفعلوا ما يشاؤون .
.. انت لست مؤولا .. عن احد .

ربما تعطى سلفة .. دون تعب – الراتب لا يكفي , ربما يتركونك .. يمكن يغيرون وضعك – اذا لم تكن كغيرك .. من اين تدفع الايجار , مصروف الاسره – ستخسر , بل ستزداد سوء – من سيتفعك – قبلك كان كثيرون , ماذا فعلوا .. لاشيء – لا تبيع نفسك – حتى .. اليوم لا احد سيشتري , مالك دخل في أي شيء , ابتسم , لاطف – اكيد ما يشوفوك هكذا سيعطفون عليك , لن يتعرض احد ذلك , ربما اذل لستطعت ان (تخزن) * معهم , حتى تستطيع الوصول الى مجلس الوكيل – ستدهشة قدراتك , وستصله تقارير طيبه عنك – بما يحسن مركزك , فيستقبلك المناضلون , الذين كانوا يتاففون منك , استقبال .. المناضل الجسور , وتكون صديقا حميما ,يطلب لك الشاي من يد انثى .. جيدة الملاحظة , لن يوذيهم اذا غازلتها , ثم استاذنت لها في الخروج .. لتوصلها بسيارتك .
* بمعنى ان تتعاطى تناول القات معهم في مجالسهم



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رداء امرأة . . لن يغادر المسيح قصة قصيرة
- أغنية مرتبكة . . لزهرة الاقحوان نثر شعري
- السياسي .. قصة قصيرة
- تسريب
- حلم الورد المتعب قصة قصيرة
- احلام الفراشة قصة قصيرة
- وعد قصة قصيرة
- المعذبة قصة قصيرة
- غرباء – نحن – في بلد الجنرال ( قصة قصيرة )
- المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة
- مؤتمر لندن - مكشاف عورة العقل السياسي اليمني ( الجزء الاول )
- صنعاء .. أتا ... والرقص البحري نثر شعري
- الشتاء . . البلاد نثر شعري
- تعب المدار نثر شعري
- زمن . . بلا نوعية قصة قصيرة
- ليس للجنوب ان ينتظر الشمال
- جامعة تعز . . مسار للانهيار
- الراقص قصة قصيرة
- حوارية .. اصدقاء في التجرد قصية نثرية
- جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ماذا لو ؟ ! . . قصة قصيرة