أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - عندما يتناثر الرماد














المزيد.....

عندما يتناثر الرماد


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


من جوف الأرض الملتهب غضبا وبركانا،
من سطحها الشمالي المتجمّد ريحا فوق الأشجار كذرات المساء
من أعماق القلب الباحث عن إعصار نائم، وثورة إنسان غائب، وحب بدون كراهية.
من يد ترتجف في بلاد القطب خوفا من التجمّد بردا وصقيعا..
من تلك الصحوة والزمن النائم في عينيك، لا يزال النسيم تمردا، وأغنية الشباب الهارب على تلة الذكرى، خضراء في العقل، وأنس في السمر، وصفاء فوق صخرة زرقاء برداء ضوء القمر..
من المكان اللاجغرافي في موطئ ارضي.. وحكاية الترف المعانق لكثبان الصحراء والرمل الأحمر..
من ذاك الجفاف الرطب، والحب المعذّب، والعاطفة المحاصرة في كهوف العتمة الأبدية..
من حفيف الحوار، وتشرد الثقافة، وضياع الأمل..
أرمي شباكي في فضاء الكون.. علّ الكون يصغر، وعلّني أكبر لأطابق وجودي وتاريخي في معادلة الإنسان.. في معادلة الكائن، في معادلة الخلق المنسي خلف ستار العتمة والخوف والجبن والتملّق..
علّ العمر يكبر، لا في السنين، فهو هرم،
ولا في التكرار فهو أكثر من كلاسيكي..
ولا في الصور المزيّفة فهي مشوّهة..
بل بالأمانة مع الروح والوجود والحياة والحق المطلق بكل شيء مطلق..
عبر العقل بحثا عن تكوين أنقى، عن نبع صاف لم يمسّه التلوّث.
سافرت الذات التائهة إلى بلاد المعرفة، فلم تتعلم.
غادرت الأرض وطنها بحثا عن آلهة الخصب، فزرعت الجفاف وأصرّت على التوسّع.
في بلاد الأفق الواسع، يبحث العري عن ثوب أو رداء تختفي فيه عورته، تخلّفه، ارتجاله، جهله، ناسيا أو متناسيا أن بطاقة الدخول إلى نادي المعرفة في متناول الأصابع.
في بلاد الطيور الموسمية، تتكرر مواسم الخصب، ليصبح العمر موسما واحدا، وتختفي الفصول في أفق رمادي.
في بلاد الإنسان، يسمو الكائن باختصار وحشيته البيولوجية، أقوى من أي تجربة وأي دعوة ادعاء.
وما زالت الأمواج تتلاطم على شواطئها الصخرية،
علّ التلاشي يولد أجنة جديدة وبراعم لا تعرف الإنتحار التاريخي المتوارث.
وما زالت الأشجار تهرم، في تعاقب الزمن، بحثا عن بذور لا تحمل آثارها وعالمها المتآكل.
وما زال الموت خلاصا وابتهاجا بولادة متسائلة.
من جوف الأرض تولد الحياة جفافا وقحطا وجوعا..
من قلب النار يولد الرماد أجيالا تلد أجيالا.. أفكارا تموت في عالم الظلام..
من قلب الفكر يموت الفكر في بقاعنا الجرداء.
ولدنا للأرض، لنقتل الأرض ونمحو عطاءها..
من قلب التاريخ أوجدنا التاريخ.. ليمسحنا ويزيلنا بانحطاطه المكاني، إلى مكان لم يتجدد بعد في بلاد الجغرافيا وطني...
تموت المعرفة في مزارع الشوك.. بعد أن كانت حقولا للزهور والفصول الأربعة..
اقض حاجتك أيها المتصوّف نوما بعد نوم؛
عجّل بنهارك ليأتي ليلك تعاقبا بعد الآخر إلى عصر لا زمن فيه،
ولا إنسان مثلك له مكان، إلى اندثار واندحار تصرّ على أن يكون له معنى..
مارس حبّك للكراهية، للحقد، للأنانية، ومارس الارتجال لغة عصرك الغائب، في زمن الرفض للغائبين.
مارس التناقض في كل شيء، والعاطفة الحمقاء في اللامحدود.
مارس الحياة كأي شيء، لأنها أسهل ولأنك لم ولن تعرف الطريق..
ولدت لتحيا فخرا، فلم تر أن الغيوم المسافرة لا تمطر في أرض لا تعطي، وإنسان لا يعرف..
ولدت للموت في فنجان قهوة.. تبحث عن مصير في القدر،
والقدر يرغب إنسان العقل، لا إنسان العاطفة، بالعقل فقط
في الأرض كانت الحكاية... وعلى الأرض يتمزّق الإنسان والوطن.. وعلى الأرض تسود الصحراء ويتعرى الصخر، وتغادر الأشجار إلى منفاها..
في الأرض كان الإنسان الأول.. في مسرحية آن الأوان لأن تنتهي..
في العالم مسرح آخر.. عالم أقوى...
من جوف القلب يولد البركان، ليمزق القلب وصاحبه..
ومن داخل العقل، نقتل الحركة والإبداع والمستقبل.. نبحث عن الفناء حاضرا ومستقبلا..
نعود للوأد في كل شيء..
نطفئ النار كل يوم فيزداد ظلام القلب وظلام الحياة..
أبناء الأرض، هل انتهى دوركم إلى الأبد؟
هل حان زمن التلاشي بعد الرماد.. والبؤس والجمود والهرم والمرض؟..
هل جاء زمن الإنقراض ليدق على أبوابكم بصوت أكبر من أي صوت، وسياط لا تعرف الرحمة..
البقية في حياتنا و حياتكم.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحذاء والنعل العسكري
- ربيع الحوار السوري الذي لم يمت أنترنيتياً
- حكايات إفتراضية صغيرة
- مهاتير (محاضير) محمد في بيروت
- مصداقية
- في الحروف
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - عندما يتناثر الرماد