أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - البداوة السياسية














المزيد.....

البداوة السياسية


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فجر التاريخ ظهرت في أرض العراق حضارات مزدهرة .. وظلّ الفيض الحضاري بين مد وجزر بفعل أن أرض الرافدين بإعتبارها أرض الخصب والأنهار وبالتالي فهي صالحة للتحضر والإزدهار هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنها تقع على حافة الصحراء الموئل الأكبر للبداوة .. لذلك كله كانت حضارة العراق دائماً عرضة للموجات البدوية واحدة بعد الأخرى .. الأمر الذي يفضي دائماً الى تراجع القيم الإجتماعية الحضرية أمام القيم الإجتماعية البدوية والعكس صحيح أيضاً .. حتى يمكن أن نصف ما إنتهى اليه المجتمع العراقي بالمجتمع الحائر كما يقول الدكتورعلي الوردي ، إذ لايمشي هذا المجتمع برجلين في طريق واحد كعادة المجتمعات الأخرى ولكنه يمشي بواحدة في طريق البداوة وبالأخرى في طريق الحضارة .. مثله مثل الغراب الذي ضيّع (( المشيتين )) .
والأمر الحاسم في موضوعة التفريق بين الحضارة والبداوة هو مسألة العلاقة مع الدولة فالحضارة تنسجم مع مفهوم الدولة والمجتمع الحضاري هو مجتمع الدولة بحق .. وبنقيض ذلك فإن البداوة تنفر من الدولة .. وإن مجتمع البداوة هو مجتمع اللادولة .. لذلك وبخلاف المتوقع فإن الأحزاب السياسية والحركات الدينية وقادتها الذين يتصنعون الأرومات الحضارية والذين برزوا بقوة بعد الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 كانوا من أشد أعداء الدولة إذ أقدموا في سابقة بدوية رهيبة على تفكيك الدولة العراقية وحل كياناتها ومؤسساتها تحت دعاوى فارغة لاتغني ولا تسمن من جوع .. وبذلك عبروا وبشكل سافر عن نزوعهم البدوي كقيم وعادات وطرق تفكير .. وبذلك أعادوا العراق الى مربع الموجات البدوية المدمرة .. وهكذا عبروا عن كراهيتهم للدولة حيث كان الاجدى ان توجه تلك الكراهية الى السلطة المستبدة فقط ، وإستبدلوا العرق والطائفة والعشيرة والمنطقة محل الدولة لأنهم كانوا يعتقدون أن الدولة ليست في نظرهم أكثر من نظام للذل والقتل .. ومثلما كان يشعر البدوي بالعار وهو يخضع للدولة ويعطيها الضرائب .. صارت تلك الحركات أيضاً تشعر بعار القبول بالخضوع للدولة ومنحها أي شيء .. بل راحت كما يفعل البدوي تنصب نفسها دولة أو دولاً داخل الدولة لتمارس النهب والسلب أي تأخذ ولا تعطي .. والأنكى من كل ذلك أن تلك الحركات أخذت تجري زحزحة مفضوحة لقيمها البدوية لتلبسها لبوساً عرقياً تارة ولبوساً دينياً طائفياً تارة أخرى .
إذ أن عادة كعادة الغزو بين القبائل البدوية المبنية على القتل والسلب والنهب جرى تحويرها الى التكفير الطائفي وما تبعه من تهجير وسلب ونهب لقتل الناس على الهوية فقط .. حتى صار الإحتراب الطائفي مصدر الإرتزاق الوحيد لهذه الحركات .. وتعطل إقتصاد البلد لأن معظم المهن صارت مهانة ومحاربة ومشكوكاً في شرعيتها سوى مهنة القتل الطائفي والعرقي والسياسي .. فهي وحدها الكفيلة بتوفير العيش الكريم اللائق بإنسان العراق الجديد والذي يكسبه بحد السيف وبعرق جبينه المختلط بدماء الآخر إبن أرومته ووطنه .
فقيم البداوة تماهي بين الذل وقبول الدولة من جهة .. وترفض هذه أي مهنة أو عمل شريف سوى الغزو .. وهذا بالضبط ما حصل بعد الغزو الأمريكي .. إذ لا توجد في العراق سوى شبح دولة لا يعترف بعلمها كرمز .. فضلاً عن أن الجميع لا يحتمون بها بقدر إحتمائهم بقومياتهم وطوائفهم وأديانهم وقبائلهم وأمكانياتهم الذاتية والكل يريد أن يأكل ويأخذ ويعمل بشعار(الحق بالسيف) وأن كان على حساب دماء الشعب المظلوم .. دون أن يفكر في أن يعطي مثلما يأخذ !!! .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الثقافة العربية
- عطر القرنفلة
- آيديولوجيا العولمة / من التوحيد التقني الى التشظي الثقافي
- نقد المنطق التحويلي
- ينام في الهوى قلبي
- شيم الملاح
- أبابيل شوق
- الأمن المائي
- تنهيدة العذر
- موقد الاحلام
- بوح
- عيادات ايقاف التدخين
- طائر الشوق
- الصمت الخافق
- السلطان محك الانسان
- الاسلاموفوبيا
- الديمقراطية في العصور القديمة
- نزيف الصمت
- أسرار المواهب
- الابداع/ تشفير النص .. ومفاتيح المتلقي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - البداوة السياسية