أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طارق حجي - التحدي الاكبر للمجتمعات العربية : التعليم














المزيد.....

التحدي الاكبر للمجتمعات العربية : التعليم


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 17:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ثلاثة أدلة تؤكد ان "التعليم فى المجتمعات العربية اصبح بالكامل خارج العصر" : الدليل الاول ، هو ان مساهمة مجتمعاتنا خلال المائة سنة الماضية فى رفع رصيد البشرية من الاكتشافات والاضافات والابتكارات العلمية كانت منعدمة او شبه منعدمة وفى سائر مجالات العلوم الطبية والهندسية وعوالم البيولوجيا والدواء والفزياء والكيمياء والفضاء وتكنولوجيا الفضاء والمواصلات والاتصالات . والدليل الثاني ، هو ان مجمل الأدوات والآلات والمنتجات التى نستعملها اما انتجت او ابتكرت اصلا خارج مجتمعاتنا . والدليل الثالث ، هو انحدار قيمة شهادات مجتمعاتنا الدراسية (حتى الدكتوراة) لأدني المستويات . ومن التبسيط المخل ان يكرر البعض ان أس الداء هو قيام منظومات التعليم فى المجتمعات العربية على "التلقين" وليس على "الابداع" . فهذا عيب كبير ولاشك ، ولكنه لا يلخص كل العيوب . فالمدرس او المعلم فى نظمنا التعليمية ابعد ما يكون عن المدرس القادر على المساهمة فى عملية تعليمية عصرية خلاقة . فهو امتداد للشيخ فى الكتاب (بشدة على التاء الساكنة) ... وهو تجسيد لقيم شيخ القبيلة المعروفة لدارسي سوسيولوجيا البدو (ولاسيما بدو الصحاري) والتى اساسها الطاعة العمياء والتى لامجال فى ظلها للحوار والجدل والاختلاف وتنمية العقل النقدي . كما ان المدرس والاستاذ فى نظمنا التعليمية يكرسان حقيقة ان التلميذ والطالب يظلان طيلة سني الدراسة من الحضانة للدكتوراة "جهة استقبال" امام المدرس او الاستاذ الذين يكونا (على الدوام) "جهة ارسال" . وهو ما يرسخ آفة "الملكية المطلقة للحقيقة" . أما الفلسفة التعليمية والبرامج التعليمية فكلها يعمل عكس المنظومة القيمية القادرة على تكوين صناع التقدم والابتكار والابداع . فهذه كلها لا تغرس فى عقول وضمائر ابناء وبنات مجتمعاتنا قيم التقدم الاساس مثل التعددية وعالمية العلم والمعرفة وقيمة الحياة الانسانية واحترام الاختلاف (الغيرية) واعلاء قيمة حقوق الانسان وقيمة المرأة التى هى نصف المجتمع عدديا ، واكثر من ذلك بكثير من حيث قيمة دورها كأم للنصف الآخر من البشرية والسماحة الدينية والثقافية والاهتمام بصنع الحياة والمستقبل واعلاء قيمة العقل والنظرة الايجابية الخلاقة للنقد والعقل النقدي .... فالمؤكد ان النظم التعليمية (والمدرس) فى المجتمعات العربية لا يغرسون هذه القيم التى بدونها لا مجال او فرصة للتقدم والابداع واللحاق بركب التقدم العلمي والمعرفي . بل واجزم ان النظم التعليمية (والمدرس) فى مجتمعاتنا يغرسون قيما مناقضة لمعظم قيم التقدم التى ذكرتها . وبالاضافة للعيوب الكارثية فى البنية الفلسفية والقيمية لنظمنا التعليمية (برامج ومقررات ومدرسا) ، فان هناك كارثة التخلف فى المادة التعليمية فى مقررات العلوم التطبيقية . فمن اين لواضعي هذه البرامج بمكنة وضع برامج تعليم عصرية على اعلى المستويات فى مجالات الرياضيات والكيمياء والفزياء والبيولوجيا ؟ ولماذا نحاول اعادة اختراع العجلة ؟ العالم من حولنا (بل والعالم الاكثر تقدما) يأخذ من برامج التعليم المشهود لها عالميا بالتقدم ولا يزعم انه قادر على تقديم الافضل . تاعالم من حولنا يجمع على ان اكثر برامج التعليم تقدما هى الفنلندية والسنغافورية واليابانية ، فيقتنيها كما هي ولا يترك وضعها لاشخاص لا يمكن ان يكونوا على مستوي المهمة الاهم فى حياة مجتمعاتنا . وعلى سبيل المثال ، فان اسرائيل اقتنت الكثير من البرامج التعليمية السنغافورية ولم تقل لنفسها ان ذلك يمس بكرامة او كبرياء جامعاتها المدرجة ضمن اكفأ الجامعات العالمية ، كما لم ير احد (هناك) ان فى ذلك مس بكرامة وكبرياء عشرات ابناء مجتمعهم الحاصلين على جوائز نوبل فى الطب والكيمياء والفزياء والبيولوجيا ، وغيرها . ان الحل الوحيد لكل مشكلات مجتمعاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يكمن فى هذا الحروف السبعة (التعليم) ... وهو علاج ان لم نبدأ فى تناوله اليوم ، فسوف تتباعد المسافات بيننا وبين التقدم والمتقدمين ، ويزداد اعتمادنا عليهم ، وتتفاقم وتتضاعف مشكلاتنا الداخلية من فقر لسوء خدمات لاحتقانات مجتمعية لتهديدات حقيقية للسلم المجتمعي . ( هذا المقال هو ملخص محاضرة القاها كاتب المقال بكلية الملك بجامعة لندن يوم 19 يناير 2010 ) ....



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفتي السعودية : المدّعون أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالف ...
- دانات لندنية ... (2)
- أحلام يقظة (1)
- دانات لندنية ...
- ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد
- الحلف غير المقدس
- دانات : أرض - أرض
- العرب والمعاصرة - حوار جريدة المساء المغربية مع المفكر المصر ...
- حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
- مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...
- إشتراك رجال الأعمال فى الحكم - بمناسبة إقالة وزير مصري من رج ...
- طارق حجي : من حديث للإذاعة المصرية (12 أكتوبر 2009)
- إنبعاث المارد.
- الإدارة و ثقافة المجتمع.
- شذرات
- آثار انهيار الطبقة الوسطى - باربع لغات
- مصر تمنح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني .
- بماذا أؤمن ؟
- عفريت الحداثة
- سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طارق حجي - التحدي الاكبر للمجتمعات العربية : التعليم